إدانات واسعة لهجمات الحوثيين وتحذيرات من تفجّر الحرب

مندوبو اليمن وفرنسا والنرويج والسعودية خلال جلسة الثلاثاء، 23 نوفمبر 2022 (اقتطاع مركز سوث24)

إدانات واسعة لهجمات الحوثيين وتحذيرات من تفجّر الحرب

التقارير الخاصة

الأربعاء, 23-11-2022 الساعة 11:41 صباحاً بتوقيت عدن

سوث24 | نيويورك 

ندد  مندوبو عدد من الدول في الأمم المتحدة بهجمات الحوثيين على الموانئ ومرافق النفط، التي استهدفت مؤخرا محافظتي شبوة وحضرموت في جنوب اليمن، ووصفتها بعض الدول بـ "الهجمات الإرهابية". 

جاء ذلك خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن بشأن اليمن، الثلاثاء، استمع سوث24 إلى بعض منها. 

وقال المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن لمجلس الأمن اليوم إنّ الهجمات الأخيرة التي شنتها ميليشيا الحوثي في مدينتين يمنيتين تهدد باندلاع تصعيد عسكري يمكن أن يزيد من تفاقم الوضع الإنساني المتردي، داعيا الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والموافقة بشكل عاجل على تجديد الهدنة التي انتهت صلاحيتها في 2 أكتوبر/تشرين الأول.

وقال هانز غروندبرغ إنه من حسن الحظ أنه لم تكن هناك عودة إلى الحرب الكاملة، حيث أن غياب تصعيد عسكري كبير سهل مناقشاته مع الأطراف والدول المجاورة. وشدد على الجهود المبذولة لإشراك الأطراف من أجل تجديد الهدنة والسعي إلى تسوية أكثر شمولا للصراع، وشدد على الحاجة الملحة إلى عملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأشار إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، هاجم الحوثيون محطات وموانئ النفط في محافظتي حضرموت وشبوة لحرمان الحكومة من مصدر دخلها الرئيسي، وهو صادرات النفط. هذه الهجمات لها تداعيات اقتصادية كبيرة، وتقوّض رفاهية جميع اليمنيين وتخاطر بإطلاق تصعيد عسكري مع تفاقم الوضع الإنساني أيضا. 

وقالت رينا غلاني، مديرة شعبة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إنه على الرغم من أن العديد من أحكام الهدنة المنتهية الصلاحية لا تزال قائمة، إلا أن الناس بحاجة إلى رؤية تحسينات في حياتهم اليومية. 

وأشارت إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن ممولة بنسبة 55 في المائة، وقالت إنه على الرغم من كل التحديات التي تواجهها وكالات الإغاثة تصل إلى 10.5 مليون شخص كل شهر. وأشارت إلى الاشتباكات المحلية، والألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، والجوع وانعدام الأمن الغذائي الحاد، من بين قضايا أخرى، وحذرت من أن أي تصعيد للقتال سيعيد الجهود الإنسانية إلى المربع الأول.

وفي المناقشة التي تلت ذلك، دعا أعضاء مجلس الأمن إلى ضرورة ضبط النفس، محذرين من أن تصاعد التوترات يمكن أن يؤدي إلى تجدد الأعمال القتالية. وأعربوا عن قلقهم إزاء هجمات الحوثيين، ودعوا تلك الجماعة إلى إزالة العقبات التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية ووضع مصالح الشعب اليمني قبل مصالحهم.

وأعرب ممثل الولايات المتحدة عن قلقه من أن الحوثيين يتخذون إجراءات تتعارض مع الدعم الدولي القوي لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة. وأضاف أن الهجمات الحوثية الأخيرة على السفن التجارية تزيد من معاناة الشعب اليمني وتهدد بإغراق البلاد مرة أخرى في الصراع، داعيا الحوثيين إلى "اتخاذ مسار آخر" واختيار إنهاء ثماني سنوات من الحرب.

وقال ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة إنّ "الهجمات الإرهابية" الأخيرة لميليشيا الحوثي تهدد بشدة الملاحة البحرية الدولية وإمدادات الطاقة العالمية والاقتصاد اليمني. وانضم إلى الآخرين في دعوة الحوثيين إلى إزالة جميع الحواجز التي تعيق وصول المساعدات الإنسانية والتوقف عن تقييد حركة العاملين في المجال الإنساني. وقال إن على المجلس اتخاذ إجراءات، مثل العقوبات، لردع الحوثيين عن الاستمرار في تهديد أمن اليمن.

وقال ممثل الاتحاد الروسي إنه يجب على جميع الأطراف، وخاصة الحوثيين، إظهار أقصى درجات ضبط النفس والعمل بشكل بناء مع المبعوث الخاص. ومن جانبه، يجب على المجلس ألا يسمح بمحو نتائج الهدنة، مشددا على الحاجة إلى الاتصال المباشر مع الحوثيين لكسر الجمود الحالي وتسهيل الاستقرار وتمهيد الطريق لعملية سياسية كاملة.

وشدد ممثل المملكة العربية السعودية على ضرورة كبح جماح الذراع الإنسانية لميليشيا الحوثي، وقال إنه يجب تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية. وأكد مجددا حق بلاده في الدفاع عن نفسها، وقال إنها سترد بحزم على التهديدات التي تتعرض لها دول الخليج.

وقال المسؤول السعودي إنّ الوضع في غاية الخطورة ويوشك على الانهيار. وشجّب تبرير بعض الأطراف الدولية لممارسات الحوثيين والتغاضي عن أعمالها.  
وقال ممثل السعودية إنّ الحوثيين وضعوا ثلاثة شروط لقبولهم بتمديد الهدنة، أن يدفع التحالف جميع مرتبات مقاتليها، وأنّ يكون ذلك بالعملة الصعبة (الدولار). كما اشترط الحوثيون أنّ تورد الموارد إلى حساب بنكي يخضع لسيطرتهم. 

ويؤكد حديث المندوب السعودي التقارير التي نشرها مركز سوث24 في وقت سابق حول تقديم السعودية عرضا للحوثيين من خلال سلطنة عمان، يشمل تكفّل المملكة بدفع مرتبات جميع موظفي الدولة التابعين للحكومة اليمنية والواقعين تحت سيطرة الحوثيين. 

وتضمن العرض "دفع رواتب موظفي الحكومة والحوثيين بمبلغ يتجاوز 150 مليون دولار شهريا. وقد رفض الحوثيون العرض السعودي، وقدموا ردا عليه عبر مسقط. وأشار المصدر الخليجي الرفيع، إلى أن هذا العرض تم دون علم الحكومة اليمنية، ودون إخطارها." ولم تعلّق الحكومة اليمنية على ذلك. 

وعلى ما يبدو أزعجت العروض السعودية المنفردة المبعوث الأممي غروندبرغ. الذي شدد في كلمته على أنّ "التوصل إلى حل مستدام لن يكون ممكناً إلا ضمن سياق تسوية شاملة للنِّزاع".

وفي جلسة مجلس الأمن الثلاثاء، قال ممثل اليمن إنه يجب على المجتمع الدولي تنصيف ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، بدلا من مجرد إدانة هجماتها الإرهابية. وأضاف "بينما ساد التفاؤل بين أبناء الشعب اليمني بعد ثماني سنوات من الحرب، تبددت آماله عندما اختارت ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران التصعيد ورفضت تجديد الهدنة. ومع ذلك، لا يزال مجلس القيادة الرئاسية ملتزما بالهدنة ويحترمها اليوم،" على حد قوله.

من ناحيته أدان مندوب كينيا، سوابري علي عباس "الأعمال التخريبية التي يقوم بها الحوثيون، بما في ذلك على البنية التحتية المدنية، والتي تنتهك القانون الإنساني الدولي وتزيد من حدة التوتر ويمكن أن تؤدي إلى تجدد الأعمال العدائية." وقال "يجب أن يدرك الحوثيون أن أولئك الذين يعانون أكثر من غيرهم هم يمنيون أبرياء، وأن الأكثر ضعفا هم النساء والأطفال والأشخاص ذوو الإعاقة." وقال إن اعتراض سفينة متجهة إلى اليمن تهرب الأمونيوم يشير إلى أن اليمن يمكن أن يكون قاعدة لزعزعة استقرار المنطقة، داعيا إلى إجراء تحقيق.

ودعا مندوب الصين، تشانغ جون، أطراف النزاع، وخاصة الحوثيين، إلى وضع مصالح الشعب اليمني في المقام الأول، والبقاء ملتزمين بمسار التسوية السياسية، وتخفيف حدة التوتر على الأرض في أقرب وقت ممكن. 

وأدان مندوب الغابون، إدويج كومبي ميسامبو، هجمات الحوثيين الأخيرة بطائرات بدون طيار على موانئ النفط في محافظة حضرموت وميناء قنا في شبوة، وقال إن هذه الهجمات، إذا لم يتم تحييدها في أقرب وقت ممكن، يمكن أن تجر البلاد إلى صراع أسوأ من سابقه.

ودعت مندوبة فرنسا، ناتالي برودهورست إستيفال، الحوثيين إلى الامتناع عن أي استفزاز، يمكن أن يلقي باليمن مرة أخرى في دائرة جديدة من العنف. وأدانت "الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شنها الحوثيون على محطتي النفط في حضرموت وشبوة، والتي هدفت إلى خنق اقتصاد الحكومة اليمنية."

وتعليقا على ذلك، وصف المسؤول الحوثي، حسين العزي، الذي يشغل ما يسمى "نائب وزير الخارجية" في حكومة صنعاء، إدانات الدول لهجمات الجماعة على الموانئ ب "الحماقة".


المصادر: مركز سوث24، الأمم المتحدة

اليمن حرب اليمن الحوثيون هجمات الحوثيين تصنيف الحوثيين موانئ النفط حضرموت شبوة