خريطة تظهر الحدود السياسية بين جنوب وشمال اليمن (مركز سوث24)
15-05-2023 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24 | صحافة دولية
قالت منصة التحليل الأمريكي "WAR ON THE ROCKS" إنّ إضفاء الطابع الرسمي على استيلاء الحوثيين على السلطة في شمال غرب اليمن وتعزيزه، لن يؤدي إلى صنع سلام مستقر. إذ أنّ *إدارة الحوثيين قمعية بعنف وظلامية وفاسدة، وهي غير متسامحة مع المعارضة، وربما الأهم من ذلك، أن الحركة ليس لديها الميل ولا الدافع لتقاسم السلطة.*
ووفقا للتحليل الذي كتبه توماس جونو الأستاذ المشارك في كلية الدراسات العليا بجامعة أوتاوا أنه "لن يكون نهجهم في التعامل مع سياسات ما بعد الحرب نهج مصالحة، بل نهج هيمنة، كما أنهم أثبتوا أنهم ليسو أكفاء لإدارة الاقتصاد الذي مزقته الحرب."
ووفقا لجونو إنّ "عواقب الاتفاق الحوثي السعودي ستكون صعبة في جنوب اليمن، الذي كان مستقلا بين عامي 1967 و1990. فالمجلس الانتقالي الجنوبي.. هو اليوم القوة المهيمنة في الجنوب الغربي. ومع ذلك، تم استبعاده إلى حد كبير من المحادثات السعودية الحوثية الأخيرة."
وزعم جونو إنّ الاتفاق المباشر بين الرياض والحوثيين سيتجاهل حتما، ما وصفها "المظالم الجنوبية"، الأمر الذي قد يشجّع المجلس الانتقالي الجنوبي في نهاية المطاف على القيام بإيماءات "انفصالية". حد وصفه. ويضيف : "في الواقع، لا يبدو أن هناك مسارا عمليا لإعادة دمج النصفين الجنوبي والشمالي من البلاد معا مرة أخرى. لذا، يقول جونو "قد يكون الانفصال هو الخيار الوحيد، لكنه لن يحدث بشكل متناغم."
معالجة قضية الجنوب
وفي هذا السياق قال السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، الاثنين، أنّ قضية الجنوب تحتاج إلى معالجة كجزء من مناقشات التسوية السياسية، مبيناً أن مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك المملكة المتحدة، يؤيدون هذا الرأي.
وأضاف، في لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية: «كيفية تحقيق ذلك أمر متروك للأطراف اليمنية لاتخاذ القرار، نعتقد أن توقيت النقاش حول المسألة الجنوبية يجب ألا يقوض عملية السلام الأوسع، أو يعرض الاستقرار في المناطق الجنوبية للخطر. إن وحدة مجلس القيادة الرئاسي أمر مهم بالنسبة لإمكانية نجاح عملية السلام».
وكان مجلس القيادة الرئاسي قد أوكل إلى أعضائه الجنوبيين؛ الزبيدي والبحسني والعليمي وأبو زرعة، وضع ورقة تصوُّر حول قضية الجنوب لمناقشتها ضمن الملفات الرئيسية.
ويعتقد سفير المملكة المتحدة أن الفترة الحالية تعد أفضل فرصة للسلام منذ بدء الصراع الحالي في اليمن. لكنه أشار إلى أنّ "أي صفقة ناجحة في اليمن يجب أن تحتوي على اتفاق اقتصادي لتسوية الموارد اليمنية المبعثرة التي يمكن تقاسمها".
وأضاف: "ليس من قبيل المصادفة أنّ القضايا الاقتصادية هي محور المناقشات بين السعوديين والحوثيين، وتشمل المبادئ المهمة الأخرى كاحترام وإدماج جميع اليمنيين، بما في ذلك النساء والأقليات، واحترام سيادة اليمن والقانون، وسيكون من المهم أيضاً معالجة القضايا السياسية طويلة الأمد، مثل مستقبل الجنوب كجزء من أي تسوية سياسية".
الحوثيون أعداء أنفسهم
السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري، أدلى بتصريحات قاسية ضد الحوثيين. وقال، الجمعة، إنَّ "الحوثيين أعداء أنفسهم"، مُحذرًا من "الفجوة التي باتت تكبر يومًا بعد آخر بينهم وبين الشعب اليمني".
وتحدَّث السفير لصحيفة الشرق الأوسط، عن وجود "صراع أجنحة" داخل جماعة الحوثيين المدعومة من إيران بين "البراغماتيين والعقائديين"، لافتًا إلى أنَّه "لا وجود للمعتدلين". وأضاف: "أتمنى أن يتوسع تيار البراغماتيين داخل الحوثيين لأنَّه مع فكرة المفاوضات".
واتهم السفير الجماعة المدعومة من إيران بوضع العراقيل أمام جهود السلام "لاسيما في موضوع الرواتب". وأضاف: "الشعب يعرف أنهم ربحوا مليارات الدولارات من ميناء الحديدة وغيره، في الوقت الذي تزداد فيه معاناة الناس. المفاوضات من مصلحتهم، وهناك فرصة تاريخية لتحقيق السلام".
ووفقًا له، "لا توجد حتى الآن أي نية لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن يتعلق بالملف اليمني"، مشيرًا إلى أن "الأولوية تنحصر في إحياء عملية سياسية يمنية - يمنية برعاية أممية".
ويتفق مع ذلك، السفير البريطاني أوبنهايم، الذي أكّد إن "لدى مجلس الأمن مجموعة من الخطوات التي يمكن الاتفاق عليها لدعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام قبل صدور قرار جديد".
الأطراف اليمنية هي من تقرر
وفي إيجاز صحفي، أعادت نشره الخارجية الأمريكية، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، الخميس الماضي، إنّ "على الأطراف اليمنية أن تقرر في نهاية المطاف دولة اليمن المستقبلية".
وأضاف: "من غير الصحيح أن تتدخل الأطراف الإقليمية والدولية في اتخاذ هذه القرارات نيابة عن اليمنيين، ولا المجتمع الدولي أيضا، وهذا في نظرنا يشمل مسائل مثل قضية الجنوب، والتمثيل في المؤسسات، وتخصيص الموارد".
وأكد ليندركينغ أن "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي سيقفان مع أي حل سياسي يتم إنشاؤه في حوار شفاف وشمولي بقيادة يمنية".
وأشار إلى أنّه لا يوجد حل سياسي قريب للأزمة اليمنية يلوح في الأفق "لأنّ هناك تحديات كبيرة في المستقبل، إلى جانب مسألة عدم الثقة بين الأطراف، والانقسام الكبير داخل المجتمع اليمني نفسه.
وزعم ليندركينغ أن سياسة واشنطن "عززت الإجماع الدولي في الشأن اليمني، واستطاعت من خلال دبلوماسيتها النشطة جذب الأوروبيين ودول الخليج إلى اتفاق مشترك ورؤية مشتركة راسخة لما يمكن أن يبدو عليه السلام في اليمن".
وعن الاتفاقية السعودية الإيرانية الأخيرة، قال المبعوث الأمريكي إنها وحدها "لن تحقق السلام في اليمن". مضيفاً: "الحوثيون لا يتخذون فقط التوجيهات الإيرانية في جهود السلام، والصراع في اليمن هو أبعد من السعودية وإيران".
رصد وترجمة: مركز سوث24