14-03-2020 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 (عدن) أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماع طارئ لقيادات سياسية وعسكرية اليوم السبت في عدن، أنه قرر اتخاذ خطوات سياسية وعسكرية وأمنية، للحفاظ على أمن واستقرار الجنوب ومحاربة الإرهاب.
ولم يتسنى لـ "سوث24" الحصول على معلومات تفصيلية حول هذه القرارات وطبيعتها من الجهات المسؤولة في المجلس الانتقالي الجنوبي.
لكن مراقبين رجحوا أن هذه القرارات "لن تكن موجهة ضد التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وإنما قد تأتي في سياق تأمين وحماية أمن واستقرار عدن وباقي مدن الجنوب، ومكافحة الإرهاب. وبدرجة أساسية لحماية مصالح الناس وتوفير الخدمات، مع حالة الفشل والعجز والانقسام الواسع الذي تعيشه الحكومة الشرعية".
واستبعدت مصادر مطلعة تحدثت لـ "سوث24" استمرار الخلافات الآنية بين الرياض وعدن "لأن ما يتم الحديث عنه، هي إجراءات قابلة للتصويب، يتمحور أساسها حول غياب آلية تحدد طبيعة المهام والواجبات لقوات التحالف، بموجب اتفاق الرياض."، لكنهم حذروا بالمقابل من تبعات "دس الرأس بالرمل"، تجاه "غضب ومطالب" الشارع في جنوب اليمن، ومن فداحة "فقدان ثقتهم."
السكرتير الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عبد العزيز الشيخ، غرد عقب نشر تفاصيل الاجتماع، قائلا "ثقوا بقيادتكم يا شعب الجنوب الحر."
ثقوا بقيادتكم يا شعب الجنوب الحر
— عبدالعزيز الشيخ (@aziz1alsheikh) March 14, 2020
ويأتي اجتماع هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي في ظل محاولة التحالف السعودي فرض بعض الإجراءات التي اتُخذت من طرف واحد، وعقب منع الأخيرة لقيادات سياسية وأمنية جنوبية بارزة من العودة إلى عدن.
وبحسب ما أورده الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، فقد شدد الاجتماع "على ضرورة استمرار الحملات الأمنية لتطهير عدن والجنوب من الجماعات الإرهابية والخارجين عن القانون"، ودعا إلى " رفع درجة الجاهزية والتأهب واليقظة القصوى لمواجهة أي تهديدات حوثية وإخوانية تستهدف أمن واستقرار محافظات الجنوب."
ووقف الاجتماع أمام جبهات القتال المشتعلة ضد مليشيا الحوثي في كرش وثرة، والساحل الغربي، والوضع الحالي في جبهات الضالع على وجه الخصوص، وأكد "على ضرورة دعم صمود الأبطال الذين يسطّرون أروع الملاحم في جبهات شمال الضالع."
رفض قاطع
وأشار الموقع الرسمي للمجلس إلى أن الاجتماع وقف "بإسهاب أمام ما يشاع من محاولات تشكيل قوات بديلة غير نظامية لا تنتمي للمؤسسة الأمنية، لإحلالها محل القوات الجنوبية المنضوية تحت إدارة أمن العاصمة عدن".
وهي المعلومات التي كان قد أشار لها "سوث24" يوم أمس، نقلا عن مصادر وثيقة، في مطار عدن الدولي أكدت أن مخططا سعى لإدخال قوات تتبع الشرعية تدربت في السعودية، وإخراج القوات الأمنية الحالية التي تتبع أمن عدن المكلف بحماية المطار. "
اقرا أيضا:
- بدءا بتصريحات العتيبي وانتهاءا بتغريدة آل جابر.. هل السعودية مع الجنوبيين أم ضدهم؟
- السعودية تصعّد في عدن، وصحيفة لندنية تتهمها بعدم الحياد وتحذر من فشل اتفاق الرياض
المجتمعون "أكدوا رفضهم المطلق لتلك المحاولات ووقوفهم الدائم إلى جانب كافة القوات التي ساهمت بتحرير العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب من الاحتلال الحوثي، وطهرتها من بؤر الإرهاب الإخوانية".
وعبرت القيادات المجتمعة عما وصفته بـ "الامتعاض والاستياء" بشأن منع قيادات الوفد المفاوض للمجلس الانتقالي من العودة إلى وطنهم". وطالبوا قيادة التحالف العربي "بتبرير تلك التصرفات غير المنطقية".
وطالب الاجتماع الأهالي في جنوب اليمن الإبلاغ عن أي أعمال مشبوهة، من خلال التواصل المستمر مع ارقام غرف العمليات الأمنية.
كورونا والحكومة
وحذّر الاجتماع من "استمرارية مسلسل العبث بالموارد الاقتصادية والفشل المستمر لأداء الحكومة اليمنية المتصارعة داخليًا وتقاعسها عن مواجهة الأوبئة الخطيرة، وعدم اتخاذها أي إجراءات حقيقية لمواجهة خطر انتشار ڤايروس كورونا الفتاك."
وانتقدت هيئات المجلس ما وصفته بـ " التقاعس الواضح من قبل قيادة قوة الواجب 802 السعودية في العاصمة عدن، وعدم تنفيذها لتعهدها السابق بدفع الرواتب".
وترأس الاجتماع الذي عقد في مقر المجلس بعدن، اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية، وحضره اللواء سالم السقطري، مساعد الأمين العام، واللواء فضل حسن، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، واللواء محسن عسكر، مستشار رئيس المجلس الانتقالي للشؤون العسكرية.
| يقول نشطاء جنوبيون، أنهم يسعون لبناء علاقات متينة مع المملكة العربية السعودية، على أسس المصالح المشتركة، واحترام مساعيهم في استعادة وطنهم
والمجلس الانتقالي الجنوبي هو القوة السياسية الأبرز في جنوب اليمن، ويحظى بشعبية واسعة، نتيجة مساعيه الواضحة في استعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة حتى العام 1990.
ووقّع الانتقالي والحكومة اليمنية اتفاق الرياض في نوفمبر من العام الماضي، برعاية المملكة العربية السعودية. هذا الاتفاق مهّد لدخول قوات عسكرية سعودية إلى جنوب اليمن، لمتابعة تنفيذ الاتفاق وتثبيت الأمن. إلا أن الإجراءات الأخيرة، تضع سمعة الرياض كوسيط وراعي للاتفاق على المحك.
يقول نشطاء جنوبيون، أنهم يسعون لبناء علاقات متينة مع المملكة العربية السعودية، خصوصا وأن سكان الجنوب جزء من تحالف قادته الرياض ضد التهديدات الإيرانية في المنطقة، على أسس المصالح المشتركة، واحترام مساعيهم في استعادة وطنهم.