الطفل عبد الكريم، البالغ من العمر ثلاثة أعوام، في مخيم شعب للنازحين، محافظة عدن، اليمن (UNHCR)
10-01-2024 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| عبد الله الشادلي
كشف رجل أعمال يمني مقيم في الصين لمركز سوث24 عن تأثيرات سلبية كبيرة لتصعيد مليشيا الحوثيين المدعومة من إيران في البحر الأحمر وباب المندب، ستفاقم على الأرجح الأزمة الاقتصادية والإنسانية الطاحنة في اليمن حيث بات 17 مليون إنسان في 2023 على حافة المجاعة وفقا للأمم المتحدة.
وقال عبد الملك الحداد إن أسعار شحن الحاويات 40 قدمًا من الصين إلى ميناء عدن ارتفعت من 3000 دولار في 22 نوفمبر المنصرم إلى 6200 دولار في 19 ديسمبر ، وإلى أكثر من 11000 دولار في 25 ديسمبر، وتراوحت بين 9600 - 9950 في 4 يناير الجاري.
وبالنسبة لميناء الحديدة الخاضع للحوثيين على البحر الأحمر، فقد ارتفعت أسعار شحن الحاويات من 4950 دولار في 22 نوفمبر المنصرم إلى 7800 دولار في 19 ديسمبر ، وإلى أكثر من 12700 دولار في 25 ديسمبر. وبلغت 11550 في 4 يناير الجاري.
وتعكس هذه الأرقام جزءا من التداعيات التي يفرضها تصعيد الحوثيين في البحر الذي استهدف عدة سفن تجارية منذ 19 نوفمبر الماضي، من بينها سفينة شحن يحتجزها الحوثيون في ميناء الحديدة. فإلى أي مدى يمكن أن يسهم تصعيد الحوثيين في زيادة مستويات الفقر والجوع بين اليمنيين؟
سلاسل التوريد
يشير رجل الأعمال عبد الملك الحداد إلى أن تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر "يسبب إرباكا في سلاسل التوريد، وهذا يؤثر على الأسعار وعلى تدفق المنتجات والسلع وعلى العملية التجارية والصناعية والاقتصادية". مضيفا: "خاصة ونحن الآن على مشارف الإجازة الصينية التي تمتد إلى قرابة شهر فبراير بالكامل".
وتابع: "أغلب التدفقات للبضائع خلال هذا الشهر والشهر القادم تخص موسم رمضان، وبالتالي متوقع ارتفاع حاد في السلع والمنتجات الاستهلاكية في شهر رمضان المقبل. إن إعاقة انسياب حركة الملاحة يؤثر على كافة موانئ منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ولكن موانئ البحر الأحمر هي الأشد تضررا بارتفاع يقرب من 350٪ في ميناءي عدن وجدة خصوصاً، وموانئ العقبة ومصر".
وأشار الحداد إلى أنّه "بسبب المشاكل في البحر الأحمر وباب المندب، غيرت أغلب شركات الملاحة مسارها باتجاه رأس الرجاء الصالح، وبعضها أعادت جدولة الرحلات، وهذا يخفض من العرض مع الطلب العالي على الحاويات في هذه الفترة، مما يتسبب في هذه الأسعار الجنونية".
وفي 17 ديسمبر الماضي، قالت وكالة بلومبرغ إن "عدد السفن التي دخلت خليج عدن كان 58 سفينة، وهو أقل بنسبة 70% عن المتوسط اليومي المسجل في النصف الأول من ديسمبر من ناحية حجم السفن، وأقل بنسبة 30% من ناحية عدد السفن".
وأضافت الوكالة: "لقد ارتفع ما يسمى بغطاء مخاطر الحرب عشرة أضعاف ما كان عليه قبل هجمات الحوثيين".
ويؤكد نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية اليمنية ورئيس الغرفة التجارية والصناعية في عدن، أبوبكر باعبيد، ارتفاع أسعار الشحن إلى ميناء عدن. وقال لمركز سوث24: "هناك زيادة فعلا، والنسبة قد تصل إلى 300%". ومع ذلك، لم يختلف الوضع كثيرا في ميناء عدن وفقا لباعبيد نتيجة للتراجع الكبير في نشاط الميناء وعدد السفن الواصلة إليه منذ أشهر قبل اضطرابات البحر الأحمر.
ويرى باعبيد أنه "لا جدوى من أي حلول ليس في مقدمتها إجبار الحوثيين على إيقاف التصعيد في منطقة البحر الأحمر".
أسعار الغذاء
يبدي تاجر المواد الغذائية في عدن أحمد بازرعة مخاوفه من ارتفاع أسعار الغذاء نتيجة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وقال لمركز سوث24: "كثير من السفن فضلت عدم الذهاب إلى اليمن في ظل هذه الأزمة؛ وكثير من التجار اليمنيين المتعاملين في الصين ودول أخرى أصبحوا غير قادرين على الشحن عبر الموانئ اليمنية".
ولفت بازرعة أنّه عند ارتفاع الكلفة التأمينية على السفن الواصلة إلى الموانئ اليمنية، فإنّ القيمة المضافة ستنعكس على معيشة المواطن في عدن واليمن بشكل عام.
وبشأن السلع الغذائية التي تأثرت بالتصعيد البحري، قال رئيس الغرفة التجارية والصناعية في عدن، أبوبكر باعبيد: "التأثير ليس واضحًا حتَّى الآن، لأن الطلبات التي تمت بعد التصعيد لم تصل بعد".
تفاقم الأزمة
يعتقد رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر أن "تداعيات هجمات الحوثيين في البحر الأحمر سوف تستمر لفترات من الزمن". وأضاف لمركز سوث24: "من الصعب استعادة النشاط الملاحي في البحر الأحمر في ظل تحويل شركات الشحن الدولية لعدد من سفنها عبر طريق الرجاء الصالح".
وتابع: "التصعيد يؤثر بشكل مباشر على تكاليف شحن البضائع إلى اليمن لا سيّما وأن اليمن يستورد معظم احتياجاته من الخارج. وفي حال كان هناك تصعيد أكبر أدّى إلى إغلاق مضيق باب المندب فإن اليمن سيواجه ازمة غذائية حادّة".
واليوم الأربعاء، أعلن الحوثيون، لأول مرة، أنهم هاجموا أمس الثلاثاء الجيش الأمريكي في البحر الأحمر، بعد ساعات من بيان للقيادة المركزية الأمريكية قالت فيه إنَّ وحدات عسكرية بحرية أمريكية وسفينة حربية بريطانية تصدت لهجوم حوثي بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ كروز وصاروخ بالستي.