تجميع: مركز سوث24
14-03-2024 الساعة 10 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عدن
علاقات أقوى مع الحكومة اليمنية
قالت صحيفة الغارديان إن سياسيين وخبراء يحذرون من أن الجهود الغربية لوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر ستفشل ما لم تقم الولايات المتحدة وحلفاؤها ببناء علاقات استخباراتية وعسكرية أقوى مع الحكومة المعترف بها في اليمن.
وأضافت الصحيفة: "في الوقت الحاضر، يتردد الدبلوماسيون الأمريكيون والبريطانيون في تقريب الحكومة التي تتخذ من عدن مقراً لها من العمليات العسكرية ضد الحوثيين، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى إشعال حرب أهلية متوقفة فعلياً منذ أبريل 2022".
وأردفت: كما أن الأمريكيين والبريطانيين يشعرون بالقلق من أن خطة السلام الشاملة التي تم الاتفاق عليها في أكتوبر الماضي بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية يمكن أن يتم التخلي عنها إذا بدأوا في تعزيز الحكومة اليمنية".
واستدركت: "لكنهم يعترفون أيضًا بأنه لا توجد دلائل تذكر على أن الضربات الأمريكية البريطانية على مواقع الحوثيين على طول الساحل كان لها تأثير رادع كامل، ويجب إبقاء الخيارات الأخرى مطروحة على الطاولة".
وأشارت الصحيفة إلى أن اللواء عيدروس الزبيدي، نائب رئيس المجلس الرئاسي "دعا يوم الأحد مرة أخرى إلى المساعدة الغربية في بناء قواتهم البحرية".
ونقلت عن د. ياسين سعيد نعمان، السفير اليمني في لندن، أنَّ "هناك فرصة لاستعادة السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي من الحوثيين". مضيفا: "إننا نواجه مجموعة لا تستطيع العيش بدون حرب، وليس من المستغرب أن تعرقل كل جهود السلام بإصرارها على إغراق البلاد في كارثة الدمار".
وأشارت الصحيفة إلى حديث العميد طارق صالح، عضو المجلس الرئاسي، في ندوة تشاتام هاوس بلندن حيث قال: “ليس من الممكن أن يكون الحوثيون قد حصلوا على هذا الكم من الأسلحة كرد فعل على ما يحدث في غزة. لقد تم التخطيط لهذا مسبقًا منذ سنوات. كمية الصواريخ والطائرات بدون طيار لم تأت أبدًا من مخزون الجيش اليمني".
دور المملكة المتحدة في الشرق الأوسط
قالت صحيفة بولتكس هوم البريطانية "إن العديد من البرلمانيين والخبراء في المنطقة يشعرون بالقلق إزاء التهديد المحتمل الذي يشكله الصراع على الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط الكبير".
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن "الخارجية البريطانية منخرطة في الجهود الدبلوماسية مع ممثلين من مجموعة من الدول لبحث ما يمكن أن يحدث عقب التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".
وقالت الصحيفة إن وفد من المجلس الانتقالي الجنوبي التقى لجنة التنمية الخارجية البريطانية ونواب بريطانيين الأسبوع الماضي. في محاولة لحث المملكة المتحدة على وضع معالم واضحة لخطة سلام طويلة الأمد في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن ممثل الشؤون الخارجية لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عمرو البيض اعتقاده بأن نهج المملكة المتحدة كان يركز بشكل كبير على افتراض أن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يحل الصراعات في أماكن أخرى في المنطقة.
وأضاف: "لا يوجد تفكير استراتيجي حول كيفية حل هذه المشكلة، فالأمر يتم حله دائمًا أسبوعًا بعد أسبوع".
"لطالما لعبت المملكة المتحدة دورًا فيما يتعلق باليمن ويمكنها أن تلعب دورًا أكبر في هذا الشأن. إلا أن الجميع يجلس على الكرسي، لكن لا أحد حتى اللحظة تجرأ على وضع حل ملموس على الطاولة"؛ تابع البيض.
وحول لقائه مع وزير خارجية بريطانيا قال البيض إن " كاميرون يفهم الفروق الدقيقة في اليمن وهو أمر مهم للغاية".
وأردف: "لقد رأينا التأثير، والثقل الذي تتمتع به المملكة المتحدة في المنطقة. وخلال زياراته لم يجتمع به أي وزير خارجية، كلهم رؤساء وزراء على الرغم من أنه ليس رئيسًا للوزراء".
وقالت الصحيفة إن "وفد المجلس الانتقالي الجنوبي يشعر أن المملكة المتحدة لا تزال بحاجة إلى أن تكون أكثر استباقية في تحديد دورها في مستقبل اليمن". وذكرت الصحيفة أن العديد من الخبراء انتقدوا الحكومة البريطانية لافتقارها إلى استراتيجية طويلة المدى في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأكدوا أنه "يجيب على الحكومة أن تهتم بفهم الجغرافيا السياسية لليمن من أجل إنهاء الحرب الأهلية في النهاية". وقال عبدي يجانه، الدبلوماسي البريطاني السابق في وزارة الخارجية البريطانية إن دور المملكة المتحدة في المساعدة على تسهيل عملية السلام في اليمن مهم للغاية.
وتابع: "لدى المملكة المتحدة علاقات دقيقة للغاية في المنطقة، ولهذا السبب فإن دور المملكة المتحدة مهم."
وذكر الدبلوماسي البريطاني السابق أن "عددًا من النواب كانوا يحاولون التأكد من أن البرلمان يمكن أن يلعب هذا الدور المهم في جعل سياسة الحكومة تنظر إلى الشرق الأوسط ككل والنظر في استراتيجية أكثر تماسكًا بشأن اليمن وإيران وغزة".
"لا يمكن أن يكون الأمر بالضبط كما كان من قبل، يجب أن يكون هناك نوع من إعادة المعايرة له"؛ أردف يجانه. وقال رويستون سميث، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني، للصحيفة إن على المملكة المتحدة الارتقاء إلى مستوى "مسؤولياتها" في المنطقة باعتبارها قوة استعمارية سابقة".
وتابع: "لدينا تاريخ كبير مع المنطقة. إذا لم نرق إلى مستوى مسؤولياتنا فإن الروس والصينيين سوف يملؤون الفراغ".
سفينة إيرانية غامضة في خليج عدن
قالت صحيفة فايننشال تايمز إن الخبراء البحريين يشعرون بالقلق من السفينة الإيرانية الغامضة (بهشاد) الموجودة في خليج عدن.
وقالت الصحيفة إن بهشاد "تواجه تدقيقًا مكثفًا بين الخبراء البحريين الذين يشعرون بالقلق من أن السفينة تساعد المتمردين الحوثيين على استهداف حركة المرور البحرية التجارية".
وأضافت: "انتقلت سفينة بهشاد، التي تبدو ظاهريًا وكأنها ناقلة بضائع جافة عادية، إلى خليج عدن في يناير بعد سنوات من جودها في البحر الأحمر، مع تصاعد الهجمات على السفن في الممر المائي الحيوي قبالة اليمن".
وأردفت: "منذ ذلك الحين اتبعت مسارًا غير تقليدي وبطيء ومتعرج حول تلك المياه القريبة من مدخل البحر الأحمر. ولاحظ الخبراء أيضًا انخفاضًا في هجمات الحوثيين خلال فترة الشهر الماضي عندما كانت بهشاد على ما يبدو خارج نطاق العمل".
ونقلت الصحيفة عن جون جاهاجان، رئيس شركة سيدنا جلوبال المتخصصة في المخاطر البحرية، قوله إنه "بالنسبة لسفينة شحن مفترضة، فإن سلوك بهشاد، المسجلة والمرفعة علمها في إيران، كان غير عادي أبدا".
وقال جاهاجان عن تحركات بهشاد وصلاتها بالهجمات: "إنها تطرح أسئلة كبيرة حول دورها في الأزمة الحالية". "إذا لم تزود نظام الحوثيين بمعلومات استخباراتية عن تحركات السفن، فماذا تفعل؟".
وقالت الصحيفة إن المخاوف تزايدت من تورط بهشاد في تقديم معلومات الاستهداف للحوثيين منذ الهجوم الذي وقع ضد سفينة True Confidence، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد طاقم السفينة.
مضيفة: "كانت بهشاد على بعد 43 ميلاً بحريًا عندما تم ضرب سفينة True Confidence وجاء هذا الهجوم بعد ستة هجمات أخرى في خليج عدن أو عند مدخل البحر الأحمر على مدى 15 يومًا فقط".
وتابعت الصحيفة: "يشير الخبراء أيضًا إلى تراجع وتيرة هجمات الحوثيين في فبراير بعد الهجوم السيبراني على بهشاد الذي أوردته شبكة إن بي سي نيوز الأمريكية. تُظهر البيانات الواردة من موقع تتبع السفن MarineTraffic من ذلك الوقت تقريبًا أن السفينة أمضت أكثر من أسبوعين بعيدًا عن منطقة إبحارها العادية".
أردوغان والحوثيون
قالت مجلة "فن الحكم المسؤول" الإلكترونية التابعة لمعهد كوينسي الأمريكي في تحليل لها إنه وبرغم من رأي أردوغان المعارض للتدخلات البريطانية الأمريكية ضد الحوثيين، إلا أن الرئيس التركي ومسؤولين رفيعي المستوى في أنقرة يبدون قلقين للغاية بشأن العمل العسكري الأمريكي البريطاني في البحر الأحمر.
وأشارت المجلة في تحليلها الى أن التصريحات الحادة لأردوغان ما هي إلا جزء من سياق السياسة الداخلية التركية في الوقت الذي يشعر فيه قسم كبير من عامة الناس بالغضب إزاء المذبحة التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
ونقلت المجلة عن بيتول دوغان أكاس، الأستاذة المساعدة في العلاقات الدولية في جامعة أنقرة، قولها إنه "في مجال وسائل التواصل الاجتماعي التركية بشكل خاص، هناك اتجاه متزايد لتمجيد حرب الحوثيين ضد إسرائيل".
وأوضحت دوغان أن "هناك نقصًا عامًا في المعرفة بين عامة الناس في تركيا عن الحوثيين، ولكن هناك أيضًا اعتقاد مشترك بأن الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية يجب أن تدعم غزة، وهو ما يرى العديد من الأتراك أن الحوثيين يفعلونه".
ونقلت المجلة عن محللين قولهم إنه "ليس من مصلحة أنقرة أن تتصاعد الأزمة، ولن تستفيد تركيا من جهد جماعي لمهاجمة أهداف الحوثيين نظراً لرغبة أردوغان في البقاء على مسافة متساوية من أطراف الصراع". وأضافوا أنه من المرجح أن يثير المسؤولون الأتراك هذه المخاوف في اجتماعات الناتو أيضًا.
"تركيا ليست طرفًا مباشرًا في الأعمال العدائية المتزايدة في البحر الأحمر، وقد تبنت في جوهرها موقف الحياد النشط. كما أنها سارعت إلى التقليل من أهمية الحادث الذي صعد فيه قراصنة مرتبطون بالحوثيين على متن سفينة متجهة إلى تركيا واحتجزوها"؛ أردف المحللون.
وقالت المجلة إن الاقتصاد التركي يدفع ثمن زيادة تكاليف الشحن مع إعادة توجيه سفن الحاويات الكبيرة لتجنب البحر الأحمر تمامًا بسبب الهجمات البحرية الحوثية.
وأضافت: "إن تركيا باعتبارها قوة بحرية لها مصالح راسخة في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، لديها مصالح كبيرة في نتائج الأزمة الأمنية والعسكرية في البحر الأحمر".
وقالت المجلة في التحليل إنه ومع التقارب الكبير بين أنقرة ومقديشو سوف يصل التعاون الدفاعي والاقتصادي بينهما إلى آفاق جديدة مع سيطرة أنقرة "الواسعة وغير المحدودة" في الصومال، وفقًا لأحد المحللين المقيمين في مقديشو.
وأشار المحللون إلى أن "تركيا تستعد لتكثيف أنشطتها باعتبارها جهة فاعلة مؤثرة بشكل متزايد في المشهد الأمني في خليج عدن، وهو ما يعني أن الأصول البحرية التركية ستكون الآن موجودة بالقرب من الأزمة المتصاعدة في المنطقة البحر الأحمر."
وأوضحت الصحيفة أنه من المرجح أن تستمر أنقرة في انتهاج سياسات تهدف إلى تجنيب تركيا التورط بشكل مفرط.
وزعمت أن "مشاركة أنقرة في المبادرات التي يقودها الغرب والتي تهدف إلى ردع مليشيا الحوثيين عن شن المزيد من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد السفن أمر غير مرجح إلى حد كبير".
موضحة أنه "وبدلاً من التحالف مع واشنطن ولندن ضد الحوثيين، ستحاول تركيا تحقيق التوازن بين مختلف الجهات الفاعلة في اليمن والبحر الأحمر، مع وضع أنقرة أيضًا كمدافع عن الفلسطينيين في غزة".
- مركز سوث24