دولي

منظور دولي: السياسة الأمريكية السيئة مكنت الفوضى الحالية في الشرق الأوسط

تجميع: مركز سوث24

11-05-2024 الساعة 10 صباحاً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24 | عدن


تتواصل التغطية الدولية للشأن اليمني وشؤون المنطقة مع تسارع التطورات وامتداد تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة الفلسطيني. مركز سوث24 رصد جانبًا من أبرز ما كتب في هذا الاتجاه، فماذا قالت هذه المنصات العالمية؟



خطة B سعودية


قالت صحيفة الجارديان البريطانية إنّ الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية صاغتا مجموعة من الاتفاقيات حول الأمن وتبادل التكنولوجيا، التي كان من المفترض أن تكون مرتبطة بتسوية أوسع في الشرق الأوسط تشمل إسرائيل والفلسطينيين.


ونتيجة غياب وقف إطلاق النار في غزة والمقاومة الشديدة لحكومة بنيامين نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية - وتصميمها الواضح على شن هجوم على رفح - يدفع السعوديون نحو خطة بديلة أكثر تواضعا، تستبعد الإسرائيليين، كما تقول الصحيفة.


وبموجب هذا الخيار، قالت الجارديان، إنّ الولايات المتحدة والسعودية ستوقعان اتفاقيات حول اتفاقية دفاع ثنائية، ومساعدة الولايات المتحدة في بناء صناعة الطاقة النووية المدنية السعودية، والمشاركة الرفيعة في مجال الذكاء الاصطناعي.


وفي غضون ذلك، قالت الصحيفة "سيتم تقديم عرض لإسرائيل لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الرياض مقابل قبول إسرائيل بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي العربي المستمر منذ 76 عاما. لكن بموجب اقتراح خطة الرياض (ب)، فإن إتمام الصفقات الأمريكية السعودية لن يعتمد على موافقة حكومة نتنياهو."


وبحسب الجارديان "المسؤولون الأمريكيون الذين أصروا الأسبوع الماضي على أنّ الاتفاقات الأمريكية السعودية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتطبيع السعودي الإسرائيلي وحل الدولتين أصبحوا غير ملزمين بشأن هذا الموضوع في الأيام الأخيرة."


ووفقا للصحيفة، كان أحد أهداف رحلة بلينكن إلى الرياض هو وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقيات الأمريكية السعودية، التي وصفها مسؤولو الإدارة بأنها شبه مكتملة. لكنهم أوضحوا أنه لا يوجد انفراجة نهائية.


ونقلت الجارديان عن مصادر مطلعة، بأنّ "الجزء النووي من الصفقة الأمريكية السعودية يمكن أن يسمح للرياض بمحطة لتحويل مسحوق اليورانيوم المكرر إلى غاز، ولكن لن يسمح لها في البداية بتخصيب غاز اليورانيوم على أراضيها، وهو قيد رئيسي على القدرة على صنع قنبلة نووية."


وعن الموعد المحتمل لإبرام هذه الصفقة، قالت الجارديان أنّ "مسؤولي الإدارة [الأمريكية] أبلغوا الكونغرس أنهم يفضّلون إبرامها بحلول بداية العام المقبل عندما تبدأ حملة إعادة انتخاب الرئيس بشكل جدي."


وبحسب الجارديان، يبدو أنّ إدارة بايدن تعتقد أن خطر التنازل عن النفوذ للصين في الخليج، إلى جانب حقيقة أن أي اتفاق ثلاثي سيحظى بدعم اللوبي الإسرائيلي، سيقنع الكونغرس بقبول بعض مجالات التعاون مع الرياض التي كان يُرفض قبولها". 



الحوثيون والقاعدة يتحالفون ضد الجنوب


قالت صحيفة التلغراف البريطانية إن "الحوثيين يتعاونون مع تنظيم القاعدة لتهديد اليمن ويسعون لاستعادة السيطرة على الجنوب". واصفة العلاقة بين الطرفين بـ "الشراكة التي تخاطر بمزيد من زعزعة الاستقرار في البلد الفقير". 


ونقلت الصحيفة عن خبراء أن المتمردين المدعومين من إيران يقدمون الأسلحة لأعدائهم السابقين في القاعدة، ويقومون بتبادل الأسرى معهم للإطاحة بالمجلس الانتقالي في الجنوب.


وأضافت الصحيفة: "يقال إن الحوثيين يساعدون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من خلال منحهم طائرات بدون طيار وإطلاق سراح شخصيات رئيسية من السجن".


وأشارت إلى أنه "على الرغم من أن الجماعتين الإرهابيتين تأتيان من فرعين مختلفين جدا من الإسلام، حيث إن الحوثيون شيعة وتنظيم القاعدة من السنة، يبدو أنهما ينسقان لاستعادة السيطرة على جنوب اليمن من المجلس الانتقالي [..] المدعوم من الإمارات".


وقالت الصحيفة إنه "على الرغم من أن الطبيعة الدقيقة للشراكة غير المحتملة بين تنظيم القاعدة والحوثيين لا تزال غير واضحة - بما في ذلك مدى ارتفاع مستوى التعاون - إلا أن هناك أدلة واضحة على ذلك".


مضيفة: "جاء أهم الأدلة في مايو 2023، عندما نفذ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سبع هجمات بطائرات بدون طيار على جماعة موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة جنوب اليمن".


وقال أحد الخبراء للصحيفة: "بالنظر إلى أن تنظيم القاعدة لديه قدرة تقنية محدودة في تطوير طائراته بدون طيار، خاصة بعد الوفيات الأخيرة لخبراء المتفجرات لديهم، فإن الدعم الخارجي للحصول على هذه الأسلحة ربما كان حاسمًا".


"يقال إن الطائرات بدون طيار حصل عليها أبو أسامة الدياني، وهو زعيم جهادي يمني مقرب من زعيم القاعدة الراحل لأسباب غير معروفة خالد باطرفي الذي حافظ على علاقة وثيقة مع الحوثيين"، أردفت الصحيفة.


ولفتت الصحيفة إلى أنه "على الأرض، يقول السكان المحليون إن القاعدة والحوثيين لم يعودا ينخرطان في مناوشات مع بعضهما البعض". 


وقال مواطن محلي للصحيفة: "يدير مقاتلو القاعدة نقاط تفتيش على الطريق الذي يربط شبوة بمحافظة البيضاء ويحمل علمهم. وعلى بعد بضعة كيلومترات على نفس الطريق، يدير الحوثيون نقاط تفتيش حاملين علمهم".


وقال رئيس مركز سوث24 للأخبار والدراسات إياد قاسم للتلغراف: "إن انخراط الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأوروبية في النزاع البحري بالقرب من شواطئ اليمن يمثل فرصة ذهبية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".


وأضاف أن التنظيم قد يبدأ بتوسيع عملياته المسلحة و"الاستفادة من حاجة الحوثيين لمواجهة الضغوط الغربية تحت شعار مواجهة إسرائيل".


مضيفًا: "إذا استمر الضغط على الحوثيين، فقد يلجأ تنظيم القاعدة إلى تنفيذ عمليات في المياه الدولية أو استخدام نفس التكتيكات التي استخدمها هجماته السابقة عبر الحدود".



سياسة إدارة بايدن سيئة


قالت مؤسسة Heritage الأمريكية إن "سياسة بايدن السيئة مكنت الفوضى الحالية في الشرق الأوسط"، وإنه "يجب أن تكوَن الولايات المتحدة استراتيجية لتجنب الوقوع في صراعات أخرى في الشرق الأوسط".


وأضافت في تحليل: "التهديد الحوثي في البحر الأحمر هو أحد أعراض مشكلة أكبر مع إيران، ولمعالجة هذا التهديد، يجب على الولايات المتحدة احتضان شركائها العرب والإسرائيليين لعزل إيران".


واعتبرت أن  "زيادة ضغط العقوبات وحظر الأسلحة هي حلول قصيرة الأجل، ولكن على المدى الطويل، يجب على أمريكا العمل على تعزيز اتفاقيات إبراهيم بطريقة تخلق المزيد من تقاسم الأعباء بين الشركاء العرب لمواجهة التهديد الإيراني حتى تتمكن الولايات المتحدة من التركيز على الصين".


وقال التحليل: "من خلال العمل بالتنسيق مع المصالح الإقليمية الأوسع لإيران، تهدف استفزازات الحوثيين المستمرة إلى تعطيل التجارة الدولية، وتهديد سلاسل التوريد العالمية، وتفاقم التضخم العالمي المرتفع تاريخيا - وهي ضغوط اقتصادية لن تؤدي إلا إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للأمريكيين العاديين".


وأضافت: "يأمل الحوثيون أن تحفز هذه الضغوط الاقتصادية أمريكا على وقف دعمها لإسرائيل. وفي الوقت نفسه، لا يتعرض خصوم الولايات المتحدة، ولا سيما الصين وروسيا، لهجمات الحوثيين المتعمدة، وقد يكتسبون في الواقع ميزة من خلال مرورهم الحر عبر البحر الأحمر وقناة السويس".


ووفقا لـ  Heritage، "قبل هذه الجولة من الفوضى في الشرق الأوسط، ورثت إدارة بايدن منطقة مستقرة نسبيا". مضيفة، "من خلال مواجهة الأعمال العدائية للنظام الإيراني واحتضان الشركاء بالتنسيق مع اتفاقيات إبراهيم التاريخية، تمكنت إدارة ترامب من رسم مسار سلمي جديد للمضي قدما".


وأردفت: "مع ذلك، أدت سلسلة من الخيارات السياسية السيئة من قبل إدارة بايدن إلى تحريك الفوضى التي تتكشف في الشرق الأوسط اليوم. إن الفشل في عكس هذا المسار الكارثي يعرض المصالح الأمريكية للخطر، مما يصرف انتباه الولايات المتحدة بشكل خطير عن مواجهة محتملة مع الصين في آسيا".


وشددت على أنه "يجب على الولايات المتحدة فرض تكاليف على الحوثيين لإنهاء هجومهم على الشحن. وهذا يعني، من بين أمور أخرى يجب القيام بها، استعادة وإنفاذ تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية".


وأضافت: "يجب على الولايات المتحدة أيضا أن تضعف قدرة الحرس الثوري الإسلامي شبه العسكري الإيراني على زرع الفوضى في جميع أنحاء المنطقة من خلال تعطيل تدفق الأسلحة الإيرانية إلى وكلاء طهران. وأخيرا، تحتاج الولايات المتحدة إلى تقديم رؤية أكثر إيجابية للمنطقة من خلال توسيع وتعزيز "اتفاقيات إبراهام".


وتابعت: "لكن للأسف، لم يكن هناك ما يشير إلى أن إدارة بايدن ستتصرف وفقا لذلك. إن الفشل في اتخاذ إجراءات حاسمة سيسرع الانقسام المتزايد بالفعل بين الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين الرئيسيين. وفي غياب ردود عسكرية فعالة، ستواصل إيران ووكلاؤها الإقليميون زعزعة استقرار الشرق الأوسط". 




- مركز سوث24 للأخبار والدراسات

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا