هل سيوقف كورونا ما عجزت عنه الأمم المتحدة وينهي صراعات الشرق الأوسط؟

هل سيوقف كورونا ما عجزت عنه الأمم المتحدة وينهي صراعات الشرق الأوسط؟

التقارير الخاصة

الخميس, 26-03-2020 الساعة 02:42 مساءً بتوقيت عدن

سوث24 (زيورخ) 

 أعلنت  منظمة الأمم المتحدة، أمس الأربعاء أن هناك ضرورة قصوى لإنهاء الصراعات القائمة في اليمن وسوريا والمناطق التي تعيش حالة نزاع دائمة، على هامش التصدي لفيروس كورونا المستجد الذي يتطلب إجراءات غير مسبوقة للسيطرة عليه، مشددة على ضرورة الاستجابة من قبل الأطراف المعنية لدعوتها.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأربعاء الأطراف المتحاربة في اليمن إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، والتركيز على التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض، وبذل قصارى جهدها لمواجهة الانتشار المحتمل لـفيروس كوفيد-19.

جاء ذلك بعد يومين من دعوة وجهها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، دعا فيها كافة القوى السياسية على اختلاف توجهاتها إلى تجاوز جميع الخلافات البينية وتوحيد الجهود للتعاون والتكاتف لمواجهة فيروس كورونا. 

وقال الأمين العام في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه " لقد دمر الصراع الذي استمر لأكثر من خمس سنوات حياة عشرات الملايين من اليمنيين"، مضيفا أن القتال الدائر حاليا في الجوف ومأرب يهدد بزيادة حدة المعاناة الإنسانية.

دعوة الأمم المتحدة أتت بعد يومين من دعوة مماثلة وجهها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي 
وقد حث الأمين العام الأطراف اليمنية على العمل مع مبعوثه الخاص مارتن غريفيثس من أجل التوصل لخفض التصعيد على مستوى البلاد، وتحقيق تقدم في الإجراءات الاقتصادية والإنسانية التي من شأنها التخفيف من معاناة الشعب اليمني وبناء الثقة بين الأطراف، واستئناف عملية سياسية بقيادة يمنية تشمل الجميع.

وفي الوقت نفسه، دعا فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى وقف إطلاق النار، قائلًا "لا يمكننا خوض معركتين في نفس الوقت، لا يمكننا تكريس الوقت والجهد لما تتطلبه الاستجابة للوباء وفي نفس الوقت تلبية الاحتياجات الطارئة للنازحين في الآونة الأخيرة".

ولاقت دعوة الأمم المتحدة ترحيبا لدى مختلف أطراف الصراع في جنوب وشمال اليمن.

ورحبت الإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيرش لوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وقالت في تصريح نشره الموقع الرسمي للمجلس"أن هذه الدعوة تأتي كتأكيد على أهمية الدعوة التي اطلقها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، في خطابه الأخير يوم الأحد الماضي الموافق 22 مارس 2020م."

من ناحيتها رحبت الحكومة اليمنية بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لوقف إطلاق النار لمواجهة تبعات انتشار فايروس كورونا (كوفيد-19) وخفض التصعيد على مستوى البلد بشكل كامل، وكذلك دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث لاستعادة الهدوء ومواجهة التصعيد العسكري.

جماعة الحوثي رحبت بإعلان "التحالف العربي" بقيادة السعودية دعمه لقرار الحكومة اليمنية بقبول دعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن 

 
وكان المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، قد أعلن في وقت سابق من أمس الأربعاء، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تؤيد وتدعم قرار الحكومة اليمنية في قبول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار في اليمن ومواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا. 

جماعة الحوثي رحبت بإعلان "التحالف العربي" بقيادة السعودية دعمه لقرار الحكومة اليمنية بقبول دعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن.

وكتب رئيس ما يسمى اللجنة الثورية محمد علي الحوثي، على "تويتر"، الأربعاء، أن "إعلان التحالف القبول بوقف إطلاق النار، وخفض التصعيد، واتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة بين الطرفين في الجانب الإنساني والاقتصادي أمر مرحب به".


وأكدت الحكومة اليمنية في بيان لها أمس (الأربعاء) أن الوضع في اليمن سياسيا واقتصاديا وصحيا يستلزم إيقاف كافة أشكال التصعيد والوقوف ضمن الجهد العالمي والإنساني للحفاظ على حياة المواطنين والتعامل بكل مسؤولية مع هذا الوباء.

النزاع في سوريا 
وتشير التقارير إلى أن مناطق النزاع معرضة بشدة للإصابة بالفيروس، حيث قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن "إن السوريين معرضون بشدة للإصابة بالفيروس، وخصوصًا بعد تدمير مرافق الرعاية الصحية ونقص المعدات الطبية الرئيسية التي لا غنى عنها"، ووفقًا لما ذكرته قناة "العربية" الإخبارية دعا بيدرسن إلى الإفراج على نطاق واسع عن المحتجزين والأسرى لأسباب إنسانية، لافتًا إلى ضرورة توفير المياه النظيفة لحماية الآخرين. 

 
الدكتور أيمن الرقيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي في حركة فتح اتفق مع الدعوة التي وجهتها منظمة الأمم المتحدة للأطراف المعنية في سوريا واليمن وليبيا والعراق وفلسطين وغيرهم، مؤكدًا أنه لا بد وأن يتضامن العالم بأكمله إنهاء الصراعات القائمة والتصدي للقوى التي تستبيح أراضي وأرواح المواطنين.

الرقيب:  لا بد وأن يتضامن العالم بأكمله إنهاء الصراعات القائمة والتصدي للقوى التي تستبيح أراضي وأرواح المواطنين. 
وعلق أستاذ العلوم السياسية، على مدى استجابة الجهات المتصارعة بدعوة المنظمة، مؤكدًا أن "العصابات" المختلفة التابعة لعدة دول استهدفت عددًا من الأرواح أكبر بكثير مما يمكن أن يحصده "كورونا"، فالجميع يسعى لتحقيق المصالح دون أن يلتفت للأرواح التي تضيع في المنتصف، مضيفًا "لاأعتقد أن تستمع تلك القوى لصوت العقل والإنسانية".

وفيما يتعلق بطلب الرئيس الإيراني حسن روحاني، رفع العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على بلاده التي تفشى فيها الوباء، والذي قابله رفض تام من قبل الجانب الأمريكي، في خضم اجتياح الفيروس لأمريكا، قائلًا "لا بد من تخفيف العقوبات ولو حتى في جوانب محددة، لكن لاأتوقع من شخصية ترامب أن تتهاون مع إيران".


-المصادر: سوث24/تويتر/عكاظ/الوطن/الأمم المتحدة 

فيروس كورونا الأمم المتحدة إنهاء الصراعات اليمن شمال اليمن جنوب اليمن الحوثيون المجلس الانتقالي التحالف العربي حكومة الشرعية سوريا الفصائل السورية فلسطين لبنان ليبيا