من أغضبَ تجريد وزير النقل الجبواني من منصبه، ولماذا؟

من أغضبَ تجريد وزير النقل الجبواني من منصبه، ولماذا؟

التقارير الخاصة

السبت, 28-03-2020 الساعة 03:26 مساءً بتوقيت عدن

سوث24 (خاص) 

أثار  قرار الحكومة اليمنية بتجريد وزير النقل صالح الجبواني المنتمي جغرافيا لجنوب اليمن، من منصبه، حفيظة مجموعة من وزراء الحكومة والسياسيين والكتاب ونشطاء في حقوق الإنسان اليمنيين، ينتمي غالبيتهم إلى مناطق مختلفة في شمال اليمن، والمدعومين من قطر، بحسب مراقبين. الأمر الذي يكشف تجليات المشاريع التي تختطف الحكومة اليمنية، وداعميها.

وقرر رئيس الوزراء اليمني، الدكتور معين عبد الملك، الخميس 26 مارس 2020، إيقاف الوزير صالح الجبواني بتهمة الإخلال الجسيم بمهامه الوظيفية، وتعيين نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي للإشراف على أعمال الوزارة.

وقالت قناة بقليس المدعومة من قطر والمملوكة للناشطة السياسية اليمنية توكل كرمان، أن مصدرٌ حكومي أكّد للقناة، اعتزامَ عدد من الوزراء في حكومة معين عبد الملك تقديم استقالاتهم للرئيس هادي، احتجاجًا على قرار توقيف وزير النقل صالح الجبواني من قبل رئيس الحكومة.

وبحسب القناة فإن "خمسة وزراء"، تقدموا برسالة للرئيس هادي تطالب بوقف ما اعتبروها "تجاوزات" رئيس الحكومة لصلاحياته.

وفي حين لم تشر القناة لأسماء الوزراء، الذي يرجّح أن يكون بينهم وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري ووزير الإدارة المحلية عبد العزيز جباري، تؤكد القناة أن مذكرات رسمية كشفت، عن "خلاف عميق بين قيادات الشرعية."

ويتهم سياسيون بارزون الحكومة اليمنية بأنها باتت مختطفة من قيادات ووزراء بارزين يتلقون دعما مكشوفا من قطر، وأجروا تحركات واسعة خلال الأشهر الأخيرة بين قطر وتركيا، وتبنوا رفض اتفاق الرياض الذي رعته المملكة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية.

وزير النقل نفسه وبعد منعه من دخول الأراضي السعودية حيث يقيم أعضاء الحكومة اليمنية، غادر إلى تركيا في ديسمبر 2019، والتقى هناك بقيادات بارزة من حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، ولوّح بالتدخل التركي.


أدوات قطر وتركيا 
ويرى مراقبون أن ردود الفعل الغاضبة من قرار إيقاف الجبواني، تعكس إلى حد كبير طبيعة الجهات الإقليمية التي تسيطر على أجنحة الحكومة الشرعية. خصوصا قطر وتركيا. 

ورصد "سوث24" حالة غضب كبيرة لدى محللين وسياسيين ونشطاء متعاقدين مع قناة الجزيرة القطرية ويتلقوّن دعما ماليا من قطر، بينهم توفيق الحميدي رئيس ما تسمى بـ "منظمة سام"، والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي المقيم في تركيا.

وطعن توفيق الحميدي في مشروعية القرار الذي صدر عن رئيس الحكومة ، ويرى "أن القرار باطل من الناحية القانونية."

وقال الحميدي في صفحته على "فيسبوك" أن "توقيف الوزير الجبواني من قِبل رئيس الوزراء سياسي ويفتقر إلى أي أساس قانوني؛ بل يخالف القانون، ويعد تعدياً على اختصاص رئيس الجمهورية".

بدوره وصف المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي القرار بأنه "سلوك منافٍ للدستور وخيانة صريحة للدولة اليمنية التي يتآمر عليها الجميع".
وانتقد التميمي في منشور له على" فيسبوك" حكومة معين عبد الملك، وقال: إن "القرار يأتي في وقت تفقد فيه الحكومة نفوذها وكرامتها على يد مليشيات زُرعت تحت أنظار الرياض ودُعمت بأموال السعودية والإمارات".

وهدد التميمي قائلا بأن "دور صالح الجبواني لن ينتهي بعد إيقافه".

بتأثير من السفير #محمد_آل_جابر وتنفيذًا لاستراتيجية عمياء يقوم رئيس حكومة المنفى #معين_عبدالملك بإيقاف اشجع وزرائه...

تم النشر بواسطة ‏‎Yaseen Altamimi‎‏ في الجمعة، ٢٧ مارس ٢٠٢٠

إفشال اتفاق الرياض 
تجدر الإشارة إلى أن قرار إقالة الجبواني جاء أيضا بعد 24 ساعة من نشر الوزير على صحفته بتويتر، تحريض علني لاقتحام العاصمة عدن، جنوب اليمن، الأمر الذي سيمثل انقلابا على اتفاق الرياض الموقع في الـ 5 من نوفمبر في الرياض، وتعزز هذه المساعي محاولات إفشاله التام.

ولذلك يرى خبراء أن تعيين نائب رئيس الوزراء اليمني سالم الخنبشي، ممثل الحكومة اليمنية في توقيع اتفاق الرياض، لتولي مهام الوزارة، رد عملي على دعوات الجبواني.

وقال الجبواني يوم 24 مارس، "نحتاج اليوم قبل غداً إلى إنهاء الوضع المنفلت في عدن وهذه مهمة أساسية تقع على عاتق الحكومة، والحكومة قادرة على إستعادة عدن ومحاسبة قادة هذه المليشيات".


وصالح الجبواني المنتمي لمحافظة شبوة الغنية بالنفط، كان لاجئا سياسيا في المملكة المتحدة منذ عام 2009، واستغل اندلاع الحركة الاحتجاجية في جنوب اليمن، ليقدّم نفسه كمحلل سياسي يتبنى مطالب عودة اليمن الجنوبي كدولة مستقلة، لدى محطات تلفزيونية مثل بي بي سي وقناة الجزيرة القطرية. قبل أن ينقلب على تلك الدعوات لاحقا ويؤيد توسع الميليشيات الحوثية ويمتدحها، ومن ثم التقرب من حكومة الرئيس هادي، حتى تم تعيينه وزيرا للنقل في الحكومة في 24 ديسمبر 2017.

وتصدر الجبواني إلى جانب وزير الداخلية أحمد الميسري عقب ذلك والجناح الواسع داخل الحكومة اليمنية التي يسيطر عليه حزب الإصلاح الإسلامي، الهجوم الشرس ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحظى بالشعبية الأوسع في جنوب اليمن، والقوات الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن.

الدعوات ذاتها التي تبنت نشرها وسائل إعلام قطرية وتركية، وأفردت لها مساحات واسعة. ما عزز اتهام المراقبين للوزير ومنظومته بتنفيذ مخطط سعى له الجانب القطري بشكل واضح، وعكسته الحملة الإعلامية الكبيرة التي قادتها قناة الجزيرة ضد القوات الأمنية في جنوب اليمن، وضد التحالف العربي هناك.

استعداد للحرب وتهريب أسلحة 
يقول مراقب مطلع لـ سوث24، أن الأيام القليلة القادمة ستكشف بالتفصيل والأسماء قيادات سياسية بارزة متورطة في تجيير مواقف الحكومة اليمنية وجهودها لصالح المشروع القطري التركي في المنطقة. وهي الجهات ذاتها التي تدفع باتجاه فتح معركة ثالثة مع المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.

وكانت مصادر محلية وعسكرية وثيقة قد كشف أمس لـ سوث24 عن وصول سفينة أسلحة قبل ثلاثة أيام إلى سواحل منطقة بندر بمديرية أحور بمحافظة أبين على متنها كميات كبيرة من الأسلحة بينها "دوشكا ومعدلات وذخائر" وتسلمتها قبائل محلية، قامت ببيعها وتهريبها لشخصيات من مأرب وشبوة تتبع حزب الإصلاح الإسلامي.

مصادر لـ سوث24: سفينة عسكرية مسلحة وصلت منطقة أحور بمحافظة أبين تحمل أسلحة وذخيرة تم بيعها لميليشيات تتبع الإخوان المسلمين في اليمن 
ولم يتحصل "سوث24" على معلومات تفصيلية عن الجهات الإقليمية التي تقف وراء تهريب هذه الأسلحة، لكن الصحفي صالح العوذلي رئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن، اتهم بصورة غير مباشرة في تغريدة له على تويتر "تركيا" بتهريب الأسلحة لما وصفها "ميليشيات الإخوان."

وقال العوذلي أن "دخول تركيا في دعم ميلشيات الإخوان بتهريب الأسلحة من قاعدة الصومال يؤكد على الخطر القادم الذي يهدد المنطقة كلها."


اقرأ أيضا: 
- خبراء غربيون: الصراع بين المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية سيتفجّر قريبا
وكان خبراء غربيون مختصون بالشأن اليمني قد توقعوا تفجّر صراع جديد بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الرئيس هادي، تزامنا مع توسع أعمال القتال في منطقة مأرب الغنية بالنفط شمال شرق اليمن. 

وقالت سينزيا بيانكو المختصة بالشأن الخليجي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في تعليق لـ صوت أمريكا أنه "على المدى القريب، سيكون هناك تصعيدان منفصلان. أحدهما في منطقة مأرب في الشمال، والآخر في الجنوب على طول ساحل البحر الأحمر، على الأرجح بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي."

ويواجه المجلس الانتقالي الجنوبي والشارع في جنوب اليمن، تحد كبير في التعامل مع كل هذه التحديات المتزامنة مع الإجراءات المتخذة لمواجهة وكبح هجمات متوقعة لفيروس كورونا التاجي الذي يجتاح العالم ويحصد أرواح الآلاف. 

- المصادر: سوث24 / تويتر / قناة بلقيس/ فيسبوك 

جنوب اليمن المشروع القطري التركي التحالف العربي الحكومة اليمنية إقالة الجبواني عدن شبوة مأرب الحوثيون المجلس الانتقالي الجنوبي