تجميع: مركز سوث24
06-09-2024 الساعة 4 مساءً بتوقيت عدن
منظور دولي
خلال الأيام الماضية، نشرت منصات عالمية تحليلات ركزت على العديد من القضايا الحيوية والجيوسياسية الراهنة حول العالم. هذه التحليلات التي ترجمها ولخص مركز سوث24 أجزاء منها، ناقشت التطورات من إحباط أوكرانيا تجاه قيود الولايات المتحدة على استخدام الأسلحة، إلى تهديدات الحوثيين المتزايدة في البحر الأحمر. حيث يبدو أن النزاعات تتخذ طابعًا أكثر شراسة وتعقيدًا. هذه التطورات تمتد لتشمل الصين، التي تسعى إلى فرض نموذج حكمها كبديل عالمي في ظل التوترات مع الولايات المتحدة. كما أن الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين تثير تساؤلات حول جدواها وفعاليتها، فيما يدعو بعض المحللين إلى تعزيز الردع الديمقراطي كخطوة حيوية لمنع نشوب حرب عالمية جديدة. تتطلب هذه التحليلات نظرة عميقة في الأبعاد الجيوسياسية المعقدة، حيث تلتقي مصالح الدول وتتصادم على خلفية صراعات إقليمية ودولية تهدد بتفجير أزمات أكبر.
التفاصيل..
إحباط أوكراني بسبب قيود الأسلحة الأمريكية
أبرز تحليل نشرته صحيفة The Economist تزايد الإحباط في أوكرانيا بسبب القيود التي فرضتها إدارة بايدن على استخدام الأسلحة الأمريكية ضد الأهداف الروسية.
وأشار التحليل إلى أن تبريرات البنتاغون حول استمرار هذه القيود تتغير باستمرار، مما يسبب تعقيدًا في الموقف.
وفقًا للتحليل، لم تُبد واشنطن اعتراضًا على استخدام صواريخ HIMARS ضد القوات الروسية في مايو، وتم رفع الحظر عن استهداف التجمعات العسكرية الروسية عندما عبر الأوكرانيون إلى كورسك قبل شهر.
وأضاف التحليل: "عدم السماح لأوكرانيا بالاستهداف هو الخوف من رد فعل تصعيدي من روسيا، ولكن هذا التبرير أصبح أقل إقناعًا مع تصاعد الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية".
وأشار التحليل إلى أن القيود الحالية تشمل منع أوكرانيا من استخدام أنظمة ATACMS بعيدة المدى وصواريخ Storm Shadow/SCALP، التي قدمتها بريطانيا وفرنسا، بسبب احتوائها على مكونات أمريكية. موضحا أن التبريرات الجديدة تشير إلى عدم وجود أهداف كافية أو ضرورة تجنب الإضرار بالعلاقات المستقبلية مع موسكو.
ووصف المحللون هذا المنع بأنه "أعذار مستمرة"، مشيرين إلى أن الإدارة الأمريكية قد تكون متأخرة في اتخاذ إجراءات حاسمة.
كما وأكد خبراء أن هناك عددًا كافيًا من الأهداف المهمة داخل روسيا يمكن استهدافها لتقليل قدراتها العسكرية، مما يستدعي تغيير النهج الحالي.
ولفت التحليل إلى أن القيود الأمريكية لا تزال تعيق قدرة أوكرانيا على الاستفادة من التكنولوجيا الغربية بالكامل، رغم تقدمها في تطوير أسلحة بديلة مثل الطائرات المسيرة بعيدة المدى والصواريخ الباليستية.
وفي الختام، شدد التحليل على ضرورة إعادة تقييم السياسة الأمريكية لضمان دعم فعّال لأوكرانيا في مواجهة التهديدات الروسية المتزايدة.
تصعيد الحوثيين: تهديد للنظام البحري العالمي
قال تحليل نشرته صحيفة "جيروزليم بوست" الإسرائيلية إن التصعيدات الأخيرة التي ينفذها الحوثيون تعكس تحولاً استراتيجياً في تكتيكاتهم ضد السفن في البحر الأحمر.
وبحسب التحليل، يشكل الهجوم على ناقلة النفط "سونيون" مثالاً بارزاً على توسع الحوثيين في هجماتهم، حيث يظهرون وكأنهم يتحكمون في الممرات البحرية.
وأشار التحليل إلى أن الحوثيين لم يكتفوا بالهجمات المباشرة على السفن، بل توسعوا أيضاً إلى محاولة فرض قيود على من يمكنه تقديم المساعدة للسفن المتضررة، وهو ما يعد تصعيداً غير مسبوق.
وأضاف التحليل أن هذا التصعيد يعكس أيضاً زيادة في القدرة العسكرية للحوثيين، بدعم إيراني، مما قد يؤدي إلى تأثير كبير على البيئة البحرية العالمية.
وزعم التحليل أن الصراع في البحر الأحمر يشكل تهديداً استراتيجياً أوسع، حيث تستخدم إيران الحوثيين كأداة لتقويض النظام البحري العالمي.
كما وأكد أن هذا التوجه يعكس جبهة إقليمية أوسع، حيث تسعى إيران، بدعم من روسيا والصين، إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة والضغط على الدول الغربية.
وأوضح التحليل أن الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لم تنجح في وقف تصعيد الحوثيين، مما يترك المنطقة عرضة لمزيد من الفوضى.
وأشار إلى أن الوضع الراهن يبرز قدرة إيران والحوثيين على تقويض الأنظمة العالمية القائمة، في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى تحقيق الهيمنة الإقليمية وتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب.
وفي ختامه، شدد التحليل على ضرورة إجراء تحليل دقيق وتعاون دولي مكثف للتعامل مع التهديدات المتزايدة وللحفاظ على استقرار الممرات البحرية الحيوية.
الصين: "عصر جديد من التباهي والجنون"
سلط تحليل حديث في مجلة The Economist الضوء على كيفية تعزيز الصين "لنموذجها الفريد للحكم في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، حيث تسعى بكين إلى إبراز نجاحاتها وتقديم نموذجها كخيار عالمي قابل للتطبيق".
ووفقا للتحليل، فإن الصين تستغل الانقسامات داخل المجتمع الدولي لتعزيز موقعها كقوة عالمية صاعدة، خاصة في ظل استمرار التوترات مع الولايات المتحدة.
وأشار التحليل إلى أن قادة بكين يروجون لنظام الحزب الواحد كبديل أكثر كفاءة وعدالة مقارنة بالديمقراطيات الغربية، مع التركيز على ما يُسمى بـ "معجزتي" التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأمد.
كما أوضح التحليل أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة قد شهدت تدهوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مما أثار مخاوف من انقسام العالم إلى معسكرات متنافسة.
وبحسب للتحليل، تسعى الصين بقيادة شي جين بينغ إلى تعزيز مكانتها كقوة عالمية لا يمكن تحديها، بينما تعتبر الولايات المتحدة الصين تهديداً لأمنها القومي وتحاول تقويض طموحاتها العالمية، مما يعكس صراعاً بين قوتين عظيمتين تتباين أهدافهما.
واستعرض التحليل أيضاً تباين الاستقبال العالمي لنفوذ الصين المتزايد؛ حيث تحظى الصين بدعم ملحوظ في دول الجنوب العالمي التي ترى في نهضتها الاقتصادية مصدر إلهام، بينما تزايدت الانتقادات في الدول الغربية الغنية.
ووفقاً لاستطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث، تبقى سنغافورة الدولة الغنية الوحيدة التي يوافق غالبية سكانها على الصين، بينما تبقى النظرة إليها أكثر إيجابية في إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وتطرق التحليل إلى أنه ومنذ تولي الرئيس شي جين بينغ السلطة، أصبحت الصين أقل تسامحاً مع النقد الأجنبي، حيث تُعتبر الانتقادات الخارجية تهديداً للشرعية الوطنية. كما أن عدد المراسلين الأجانب في الصين بشكل كبير، مما يعكس قلق السلطات من التدخل الخارجي. لافتا إلى أن ذلك يعزز التحول في مفهوم "عقلية الحصار"، حيث يسعى الحزب الشيوعي إلى حماية شرعيته من خلال الترويج لنظامه كنموذج مثالي للحكم.
وفي ختامه، أشار التحليل إلى أن الصين تحقق إنجازات ملموسة على أرض الواقع مما يعزز شرعية الحزب الحاكم. ومع ذلك، يواجه هذا النموذج تحديات جديدة مع تباطؤ الاقتصاد وزيادة مطالب المواطنين بتحسينات معيشية.
حملة الجيش الأمريكي ضد الحوثيين لا تزال غير ناجحة
أشار تحليل نشرته مجلة Responsible Statecraft الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة منذ أكثر من تسعة أشهر تشارك في حملة عسكرية غير محددة المدة وغير مصرح بها من قبل الكونغرس ضد حركة الحوثيين في اليمن.
وقال التحليل إنه وبرغم من الجهود الكبيرة المبذولة، فإن الاستراتيجية الأمريكية لم تحقق النجاح المطلوب، وتواجه عدة مشكلات جوهرية.
وسلط التحليل الضوء على أن هذه الاستثمارات الضخمة لم تؤدِّ إلى النتائج المرجوة، رغم نجاح الولايات المتحدة في إسقاط أكثر من 150 طائرة مسيرة وصاروخاً للحوثيين. لافتا إلى أن هذه الجهود لم تكن فعالة في تحقيق الردع المنشود، مما يبرز خللاً جوهرياً في الاستراتيجية المتبعة.
ووفقًا للتحليل، فإن الاستراتيجية الحالية تفتقر إلى أهداف سياسية واضحة وقابلة للتحقيق، مما يثقل كاهل دافعي الضرائب الأمريكيين بتكاليف باهظة.
وأضاف أن الحوثيين يواصلون الهجمات لأنهم يرون أن فوائدها، مثل دعمهم للقضية الفلسطينية، تفوق التكاليف التي تفرضها الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، فإن الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون رخيصة وسهلة الحركة، مما يجعل من الصعب تقليص قدراتهم بشكل فعّال.
وأشار التحليل إلى أن الحملة العسكرية الأمريكية قد تسهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يواصل النزاع زعزعة الاستقرار وزيادة معاناة السكان تحت الأزمات الإنسانية الراهنة.
وزعم التحليل أن النزاع المستمر بين الولايات المتحدة والحوثيين يعزز من تصاعد التوترات الإقليمية.
وأوصى التحليل بضرورة إعادة تقييم الاستراتيجية العسكرية الأمريكية والبحث عن حلول دبلوماسية. وأكد على ضرورة إنهاء الحملة العسكرية ضد الحوثيين، والضغط على الدول الأوروبية والآسيوية لتولي دور أكثر فعالية في حماية الشحنات عبر البحر الأحمر.
وأبرز التحليل أهمية خفض التوترات الإقليمية من خلال دعم جهود السلام في غزة لتقليل التصعيد في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى الحاجة لإعادة تقييم شاملة للاستراتيجية الأمريكية لتفادي المزيد من التصعيد وتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.
الردع الديمقراطي: درع العالم ضد حرب عالمية جديدة
نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية تحليلاً يشير إلى أن الوضع الدولي الراهن قد يقود إلى مواجهة عالمية تتطور بسرعة إلى حرب عالمية إذا لم تقم الدول الديمقراطية بتعزيز قدرتها على الردع النووي والتقليدي ضد أي غزو إقليمي محتمل.
وأوضح التحليل أن الردع النووي والتقليدي الشامل، إلى جانب تقدير الاتحاد السوفيتي لتكاليف الحرب، كانا عاملين أساسيين في الحفاظ على توازن القوى خلال الحرب الباردة ومنع التصعيد إلى حرب عالمية ثالثة.
لكن التحليل أكد أن الردع النووي وحده لا يكفي لمنع نشوب حرب عالمية جديدة، سواء كانت نتيجة التوترات حول أوكرانيا، تايوان، مضيق هرمز، أو شبه الجزيرة الكورية.
وأشار التحليل إلى أن الدول القارية غالباً ما تعرض استقرارها الإقليمي للخطر سعياً لتحقيق الهيمنة، مستفيدة من الأمان الذي توفره السيطرة على منطقة معينة.
وأكد أن الولايات المتحدة تُعتبر المثال البارز على الهيمنة الإقليمية، حيث تسيطر بالكامل على أمريكا الشمالية والوسطى، بما في ذلك كندا والمكسيك، وتستطيع استبعاد القوى الأجنبية من منطقتها بتكلفة منخفضة عبر التدخل في مناطق نفوذها.
كما نوه التحليل إلى أن الصين تركز حالياً على التحضير لحرب محتملة ضد تايوان، وتسعى لبناء تحالفات مع دول مثل فنزويلا والمكسيك والبرازيل لمواجهة النفوذ الأمريكي. ورغم أن الاتحاد السوفيتي حاول إقامة قواعد استراتيجية في كوبا ونيكاراغوا خلال الحرب الباردة، إلا أن هذه المحاولات لم تحقق النجاح المطلوب.
وعرض التحليل ثلاثة شروط أساسية لضمان نجاح الردع ضد التهديدات المحلية التي قد تتطور إلى حرب عالمية:
1. وجود دولة ديمقراطية قوية: يجب أن تمتلك دولة ديمقراطية واحدة على الأقل القدرة والرغبة في تقديم ردع نووي استراتيجي وقوات تقليدية للتدخل الإقليمي، مثل حاجة الولايات المتحدة إلى أسلحة نووية قادرة على التصعيد لردع الصين، ونشر قوات بحرية للدفاع عن تايوان. حاليًا، يتعرض هذا الردع للتقويض بسبب "الاتجاه الشعبوي الانعزالي" في السياسة الأمريكية والتحولات الصناعية المتناقصة.
2. تشكيل تحالفات موثوقة: يتعين على الديمقراطيات إنشاء تحالفات قادرة على التعبئة السريعة عند الضرورة. يُعد حلف الناتو مثالاً ناجحاً في هذا السياق، خاصة في ظل التحديات في شرق آسيا والخليج العربي. خلال الحرب الباردة، أظهرت عدم وجود خلافات سياسية جدية حول مسائل استراتيجية ضعف التفكير في مواجهة تحديات ردع الصين، روسيا، وإيران.
3. تعزيز التواصل الصريح للتحذيرات: هناك نقص في التحذيرات الصريحة حول العواقب المحتملة لتعرض أو تهديد المصالح الحيوية للديمقراطيات. نظرية الردع العقلاني تؤكد أن نجاح الردع يعتمد على ثلاثة شروط: القدرات العسكرية الكافية، المصداقية في استخدام القوة، والتواصل الفعّال للتهديدات. ومع ذلك، يتم التركيز بشكل مفرط على القدرات والمصداقية، بينما يُهمل عنصر التواصل، مما يؤدي إلى فشل في منع التصعيد كما حدث في كوريا عام 1950 وكشمير عام 1965.
وخلص التحليل إلى أن تعزيز الديمقراطيات لقدراتها على الردع وفقاً لهذه الشروط الثلاثة يمكن أن يسهم بشكل كبير في منع التهديدات المحلية من التحول إلى نزاعات عالمية مدمرة.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر