Med-Or Leonardo Foundation
14-12-2024 الساعة 8 صباحاً بتوقيت عدن
منظور دولي
في هذا التقرير، يتناول مركز سوث24 ملخصات مترجمة لتقارير وتحليلات نشرت مؤخراً في منصات ومجلات وصحف دولية حول التطورات الأخيرة في اليمن، سوريا، الشرق الأوسط، والعالم. شملت هذه التحليلات كيفية تأثير الأزمات والحروب التي يعاني منها الشرق الأوسط على التحالفات في اليمن.
كما تناولت التحليلات مستجدات الساحة السورية بعد سقوط الرئيس بشار الأسد وكيف سيغير ذلك موازين القوى في المنطقة. وتطرقت التحليلات لتأثير سقوط الأسد على النفوذ الإيراني في المنطقة وكيف ساهم ذلك في ضعف محور المقاومة الذي تقوده.
وناقشت أيضًا التحديات الكبيرة التي انتجتها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، للمعارضة السورية والمنطقة والعالم ككل. كما حذرت التحليلات من خطر تحول تركيز إيران شرقًا نحو اليمن والعراق بعد انهيار الوكلاء في الشام.
إلى التفاصيل..
أزمات الشرق الأوسط تُعيد ترتيب التحالفات في اليمن
قالت مؤسسة ميدور ليناردو البحثية الإيطالية في تحليل لها إن "الأزمة والحروب في الشرق الأوسط تؤثر على التوازنات اليمنية، مما يدفع الأطراف المختلفة في الجبهة المناهضة للحوثيين إلى تقاربات تكتيكية تدعمها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية".
وأوضح التحليل أن "الجهات السياسية والعسكرية اليمنية المدعومة بشكل غير رسمي من الإمارات بدأت بتكوين تقاربات تكتيكية تحت راية المجلس الانتقالي الجنوبي. مشيراً إلى أن هذه الديناميكية مهمة استراتيجيًا لأن هذه القوى تسيطر على معظم السواحل والجزر الجنوبية (بحر العرب) والجنوبية الغربية لليمن (باب المندب وخليج عدن)".
وأضاف التحليل أنه "في نوفمبر 2024 تم تشكيل الكتلة المؤيدة للسعودية بقيادة أحمد بن دغر، رئيس الوزراء الأسبق، في عدن، بمشاركة 22 حزبًا سياسيًا بهدف "استعادة الدولة والحفاظ على السيادة." واصفًا أن الدور السياسي للكتلة يبرز بمشاركة حزبي الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام، وهما أكبر الأحزاب السياسية اليمنية"
وأردف التحليل أنه "في الوقت نفسه يعمل الحوثيون على تنويع تحالفاتهم بما يتجاوز "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، ويتعاونون مع جهات نشطة في خليج عدن وبحر العرب. كحركة "الشباب" الصومالية التابعة للقاعدة، ومع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. حيث دعموا تنظيم القاعدة بالطائرات المسيرة، مما يعكس تعاونًا متزايدًا ضد ما تبقى من الجيش اليمني و [القوات].. في الجنوب".
وأشار التحليل إلى أنه "تم استبعاد الحكومة المعترف بها دوليًا المدعومة من السعودية، والانفصاليين الجنوبيين في المجلس الانتقالي الجنوبي، من المحادثات بين السعوديين والحوثيين. كما لم تتم دعوة ممثلي مجلس القيادة الرئاسي."
لافتًا إلى أن "إعادة ترتيب الاصطفافات والتحالفات بين الجماعات تؤكد على مدى إعادة الأزمات والحروب في الشرق الأوسط رسم المشهد السياسي اليمني. ما أنتج إنشاء "منطقتين" سياسيتين عسكريتين، تدعمهما على التوالي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وبالتالي جغرافية داخلية أقل تجزئة".
وأعتبر التحليل أن "التصعيد في البحر الأحمر وهجمات الحوثيين تضيف المزيد من التعقيد للجهود الدولية لتحقيق وقف إطلاق النار، بينما يظل المستقبل السياسي لليمن في حالة عدم يقين".
وخلُص التحليل إلى أن "إعادة ترتيب التحالفات في اليمن تعكس المرونة التكتيكية للتكيف مع الواقع المتغير. لكن مع ذلك، تبقى هذه التحالفات تكتيكية وليست استراتيجية، حيث تواصل الأطراف متابعة أجندتها السياسية المختلفة".
سقوط الأسد يُغيّر موازين القوى في المنطقة
قال تحليل نشرته BBC إن "نهاية حكم عائلة الأسد الذي دام خمسة عقود ستعيد تشكيل ميزان القوى في المنطقة. بعد أن كان سقوط بشار الأسد أمرًا شبه مستحيل التصور قبل أسبوع فقط، عندما بدأ المعارضون حملتهم المفاجئة ضد النظام من معقلهم في إدلب، شمال غرب سوريا".
وأضاف التحليل أن "الأسد الابن ورث هيكلًا سياسيًا قمعيًا وديكتاتوريًا بشدة، لا يتسامح مع المعارضة. حيث كانت هناك في البداية آمال في أنه قد يكون مختلفًا، أكثر انفتاحًا وأقل وحشية من والده. لكن تلك الآمال لم تدم طويلاً".
وأشار التحليل إلى أنه "بعد الدعم الكبير الذي كان يتلقاه الأسد من حلفائه في كل أزمة يمر بها، إلا أن هذا لم يحدث هذه المرة. فقد تركوه فعليًا بعد انشغالهم بشؤونهم الخاصة ولم يساعدوه. وبدون مساعدتهم لم يتمكن الجيش، ولم يرغب في بعض الاماكن في إيقاف المعارضين بقيادة هيئة تحرير الشام المتشددة".
ولفت التحليل إلى أنه "مرة أخرى يتعرض النفوذ الإيراني لضربة كبيرة. حيث كانت سوريا في عهد الأسد جزءًا من العلاقة بين الإيرانيين وحزب الله، وكانت عامل أساسي لنقل الأسلحة والذخيرة إلى الجماعة. أما الآن فقد تم إضعاف حزب الله بشكل كبير بعد حربه التي استمرت عامًا مع إسرائيل، وأصبح مستقبله غير مؤكد. مضيفًا أن إسرائيل ستحتفل بهذه الصورة الجديدة حيث يُنظر إلى إيران على أنها تهديد وجودي".
وأردف التحليل أن "فصيل آخر مدعوم من إيران تضرر بشكل كبير، وهو الحوثيون في اليمن بعد استهدافهم مرارا وتكرارا في غارات جوية. بالإضافة إلى }جماعات{ في العراق وحماس في غزة، الذين يشكلون ما تصفه طهران بـ "محور المقاومة".
وأضاف التحليل أن "العديد يعتقدون أن هذا الهجوم لم يكن ليحدث دون مباركة تركيا التي تدعم بعض المعارضين في سوريا، لكن تركيا نفت دعمها لهيئة تحرير الشام. وقد ضغط الرئيس أردوغان على الأسد للانخراط في مفاوضات لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع يسمح بعودة اللاجئين السوريين باعتبارها مسألة حساسة محليًا. لكن الأسد رفض القيام بذلك".
وخلص التحليل إلى أن "الكثيرين ليسوا مقتنعين بهيئة تحرير الشام التي تعود جذورها لتنظيم القاعدة، وهم قلقون بشأن ما قد تخطط القيام به بعد الإطاحة بالنظام. بالرغم انها أمضت السنوات الماضية مُحاولةً إعادة تسمية نفسها كقوة قومية تحمل رسائل دبلوماسية وتصالحية. في الوقت نفسه، قد تؤدي التغيرات الدراماتيكية إلى فراغ خطير في السلطة وفي النهاية تؤدي إلى الفوضى والمزيد من العنف".
إيران تفقد الحلقة الأقوى في سلسلة نفوذها بالمنطقة
قالت وكالة اسوشيتد برس في تحليل لها إن "الأمور تزداد سوءًا بالنسبة للحكومة الدينية الإيرانية، بعد انهيار استراتيجيتها التي استمرت عقود من الزمن لبناء "محور المقاومة" الداعم للجماعات المسلحة والوكلاء في مختلف أنحاء المنطقة".
وأضاف التحليل أن "هذا الانهيار بدأ بعد الحملة الإسرائيلية الساحقة في غزة ضد حماس المدعومة من إيران والتي أشعلها هجوم 7 أكتوبر، واندلاع حرب لبنان، عندما هاجمت إسرائيل حزب الله، أقوى حليف لإيران. وشن إسرائيل غارات جوية ناجحة داخل إيران للمرة الأولى. وأخيراً نهاية حليف إيران المخلص و"عميلها" في سوريا، الرئيس بشار الأسد".
وأشار التحليل إلى أن "النظام السوري كان الحلقة الذهبية بالنسبة لإيران في سلسلة المقاومة في المنطقة. فقد كانت سوريا حلقة وصل جغرافية مهمة سمحت لإيران بنقل الأسلحة وغيرها من الإمدادات إلى حزب الله في لبنان. لذلك فإن خسارتها الآن من شأنها أن تزيد من إضعاف حزب الله، الذي كانت ترسانته القوية في جنوب لبنان سبباً في وضع النفوذ الإيراني على حدود عدوها اللدود إسرائيل".
ولفت التحليل إلى أنه "قبل بضع سنوات كانت الجمهورية الإسلامية تلوح في الأفق كقوة تتصدر المشهد في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وكان "محور المقاومة" الذي تقوده في أوج عظمته. حيث وقف حزب الله في لبنان في وجه إسرائيل. ونجح الأسد في الصمود في وجه انتفاضة الربيع العربي التي تحولت إلى حرب أهلية. وقاتل الحوثيون في اليمن التحالف الذي تقوده السعودية حتى وصلوا إلى طريق مسدود".
واعتبر التحليل أن "سرعة انهيار الأسد في الأسبوع الماضي أظهرت إلى أي مدى كان يعتمد على الدعم من إيران وروسيا، الذين لم يقدموا هذا الدعم في اللحظة الحاسمة. مشيراً أن هناك تحول دراماتيكي في القوة الإقليمية لإيران. بعد أن كانت سوريا تلعب دورًا حيويًا في مفترق الطرق".
وأردف التحليل أن "فقدان سوريا لا يعني نهاية قدرة إيران على توسيع نفوذها في الشرق الأوسط. حيث لا يزال الحوثيون يشنون هجمات على إسرائيل وعلى السفن العابرة عبر البحر الأحمر، على الرغم من أن وتيرة هجماتهم قد تراجعت مرة أخرى دون تفسير واضح من قيادتهم".
وخلُص التحليل إلى أنه "مهما حدث في المستقبل، ستحتاج إيران إلى اتخاذ قرار صعب فيما يتعلق بالمشاكل التي تواجهها داخليًا وخارجيًا. فمازالت تحتفظ ببرنامجها النووي، ومازالت هناك مخاطر من هجمات واسعة النطاق في المنطقة، خصوصًا على البنية التحتية النفطية".
الإطاحة بالأسد تضع المعارضة السورية والمنطقة أمام تحديات كبيرة
قال تحليل نشرته وكالة رويترز إن "الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، أنهت شبكة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. وهذا جعل إسرائيل، والولايات المتحدة، والدول العربية تواجه الآن خطر عدم الاستقرار والتطرف الناجم عن القوى المتعددة التي ستتولى السلطة بدلاً عنه".
وأضاف التحليل أن "الدول الغربية والعربية تخشى أن تسعى هيئة تحرير الشام وهي جماعة سُنية كانت مرتبطة سابقاً بتنظيم القاعدة وتُصنف كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، إلى استبدال نظام الأسد بحكومة إسلامية متشددة، أو بنظام أقل قدرة أو استعداد لمنع عودة الجماعات المتطرفة".
وحذر التحليل من " احتمال نشوب صراع شامل شبيه بما حدث في ليبيا والعراق بعد الإطاحة بالقذافي وصدام حسين. كما أن لدولة فاشلة في سوريا تأثيرات كارثية على دول الجوار مثل لبنان وتركيا والعراق والأردن".
وأشار التحليل أن "المعارضة السياسية السورية تواجه تحديات كبيرة على الأرض، حيث تسيطر الجماعات المسلحة المختلفة على العاصمة دمشق. وتتكون المعارضة السورية من طيف واسع، بدءاً من الجماعات المعتدلة مثل الجيش الوطني السوري، وصولاً إلى العناصر الجهادية داخل هيئة تحرير الشام، ولكل منها رؤيتها الخاصة لمستقبل سوريا".
ولفت التحليل إلى أن "الانتقال المنظم قد يكون ممكناً، بالنظر إلى الخبرة الإدارية التي اكتسبتها الجماعات المعارضة في المناطق التي تسيطر عليها منذ أكثر من عقد. ومع ذلك، لا تزال هناك شكوك كبيرة بشأن قدرة هذه الجماعات على إدارة بلد معقد مثل سوريا دون الوقوع في الفوضى".
وخلص التحليل إلى أن "مصير سوريا الآن يعتمد بشكل كبير على دور المجتمع الدولي والجهود المبذولة لتوحيد المعارضة وإيجاد رؤية مشتركة لمستقبل البلاد. وفي الوقت الذي يحاول فيه اللاعبون الإقليميون والدوليون إيجاد توازن بين مختلف المصالح، تظل سوريا أمام مفترق طرق قد يحدد مستقبلها لعقود قادمة".
إيران تحوّل تركيزها إلى العراق واليمن بعد انهيارها في الشام
أشار تحليل نشره معهد دراسة الحرب (ISW) إلى أنه "من غير الواضح كيف سيستجيب القادة الإيرانيون على المدى البعيد للتحديات الناتجة عن سقوط الأسد وضعف وكلائهم في بلاد الشام، ولكن من المرجح أن يعطوا الأولوية في المدى القريب لتحويل مركز ثقل محور المقاومة شرقًا إلى العراق واليمن".
وأضاف التحليل أن "إيران تعتمد الآن أكثر من أي وقت مضى على قدرة وكلائها وشركائها على ردع الولايات المتحدة وإسرائيل. ومن المتوقع أن تقضي إيران الأشهر والسنوات المقبلة في محاولة لتعميق سيطرتها على هذه الجماعات وتزويدها بقدرات هجومية متقدمة بشكل متزايد".
وأشار التحليل إلى أنه "من المحتمل أيضًا أن تستكشف إيران السبل الكفيلة بمنع الجهود الرامية إلى إزاحة وكلائها وشركائها من العراق واليمن". مضيفًا أنه "من المؤكد أن القادة الإيرانيين استخلصوا دروسًا من تجاربهم، سواء عند مشاهدة زحف تنظيم الدولة الإسلامية نحو الموصل في يونيو 2014، أو زحف قوات المعارضة السورية نحو دمشق مؤخرًا، حيث أدركوا ضرورة الحفاظ على أمن وكلائهم وشركائهم داخليًا".
ولفت التحليل إلى أن "الولايات المتحدة يجب أن تستغل ضعف إيران الحالي لدفع محور المقاومة في العراق واليمن إلى التراجع. حيث يتطلب ذلك زيادة الدعم لقادة العراق الذين يرغبون في رؤية بلادهم مستقلة عن النفوذ الإيراني وتدخلاته التخريبية، بدلًا من التخلي عنهم. كما يشمل ذلك أيضًا تدمير رغبة الحوثيين في مواصلة الهجمات على الشحن الدولي، بدلًا من الاقتصار على شن غارات جوية متقطعة على قدراتهم".
وحذّر التحليل من أن "التنازل عن العراق واليمن قد يمنح إيران ومحور المقاومة التابع لها المساحة والوقت للتعافي. فعلى الرغم من أن طهران وحلفاءها ربما يكونون في حالة انهيار، إلا أنهم لا يزالون ملتزمين كما كانوا من قبل بالسعي لتحقيق الهيمنة الإقليمية، وتدمير إسرائيل، وطرد النفوذ الأميركي من المنطقة".
وخلص التحليل إلى أنه "ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في المنطقة أن يستفيدوا من الزخم الإيجابي الناجم عن سقوط الأسد وتعرض إيران للضعف والخطر بسبب انهيار جبهة المقاومة في بلاد الشام".
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر
قبل 3 أشهر