التقارير الخاصة

حصاد الأسبوع: احتفاء بذكرى تحرير عدن وتدخل سعودي في شؤون حضرموت

الصورة من لقاء قائد القوات المشتركة فهم السلمان والشيخ الحضرمي عمرو بن حبريش في الرياض 26 مارس 2025 (الدفاع السعودية)

آخر تحديث في: 28-03-2025 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن

حصاد الأسبوع | 22 – 27 مارس


بعد عشر سنوات على تحرير عدن من سيطرة مليشيا الحوثيين عام 2015، أحيا جنوب اليمن الذكرى العاشرة لهذا الحدث المفصلي، الذي اعتُبر نقطة تحول في المواجهة مع النفوذ الإيراني في المنطقة. وفي هذه المناسبة، جدد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، التزامه بالسير نحو استعادة دولة الجنوب، مؤكداً استمرار الشراكة الاستراتيجية مع دول التحالف العربي لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.


ووصف مستشار رئيس الإمارات أنور قرقاش ذكرى تحرير عدن بأنها "ملحمة سطّرتها قوات الإمارات المسلحة والمقاومة الجنوبية ضمن عاصفة الحزم، بدماء الشهداء وتضحيات الأبطال." وأنها "تخطيط وإصرار صنع النصر ودحر العدوان."

وفي تطور متصل، استمرت وتيرة التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة والحوثيين. إذ عززت واشنطن وجودها العسكري بإرسال حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط، بينما أعلنت جماعة الحوثي تنفيذ هجمات استهدفت حاملة الطائرات "هاري ترومان" ومطار بن غوريون، مستخدمة صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.


وردّت القوات الأمريكية بسلسلة من الضربات الجوية المكثفة شبه اليومية طالت أهدافاً حوثية في صنعاء وصعدة ومأرب والجوف والحديدة، ودمرت منشآت قيادة وتحكم ومخازن أسلحة بما في ذلك مقر قيادة الجيش في مديرية التحرير بالإضافة إلى مطار صنعاء.


البيت الأبيض أكد أن الحملة تستهدف الحد من القدرات القتالية للحوثيين دون الإضرار بالمدنيين، فيما أشار مسؤولون إلى أن إدارة ترامب كانت أكثر حسماً في استهداف قيادات الجماعة.


وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم القوات اليمنية المشتركة، العقيد وضاح الدبيش، أن الضربات الجوية الأميركية الأخيرة أسفرت عن مقتل عدد من كبار قادة جماعة الحوثيين، بينهم عبد الخالق بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم الجماعة وقائد المنطقة العسكرية المركزية، إلى جانب رئيس هيئة الأركان العامة في الجماعة، اللواء محمد عبدالكريم الغماري، وقائد القوات البحرية منصور أحمد السعادي. وأوضح الدبيش أن الغارات، التي استهدفت مواقع في محافظة الحديدة ومنطقة الجراف الغربي شمال صنعاء، أودت أيضاً بحياة قيادات بارزة أخرى من بينها اللواء عامر المراني، والمقدم أبو يحيى الشاوش، والعقيد أحمد مرفق، في ما وصفه بـ"ضربة نوعية أضعفت البنية القيادية للجماعة".


على الصعيد الدبلوماسي، حذّر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من مخاطر العودة إلى حرب شاملة، داعياً الأطراف اليمنية إلى تبني الحوار كسبيل لتجنب التصعيد. تزامن ذلك مع تقارير تحدثت عن انسحاب الحوثيين من أحد مقراتهم في بغداد بعد تلقي تحذيرات إيرانية بضرورة خفض التوتر مع واشنطن.


وفي إطار التحركات الإقليمية لاحتواء التصعيد، كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" عن زيارة سرية أجراها وفد حوثي إلى القاهرة، الأربعاء، بدعوة من جهاز المخابرات العامة المصرية، حيث جرى خلالها تسليم رسائل أميركية إلى الجماعة عبر الجانب المصري، في محاولة لخفض التوتر في البحر الأحمر وحماية حركة التجارة الدولية. ولم تعلق الجهات الرسمية المصرية أو الحوثيون على هذه المعلومات.


من جهته، ربط مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، أي تقدم في مسار السلام بملفات الأسرى والتعويضات، مهدداً باتخاذ خطوات تصعيدية ضد الولايات المتحدة، ومؤكداً دعم جماعته المستمر للفصائل الفلسطينية في غزة.


وفي واشنطن، اندلع جدل سياسي عقب تسريب محادثة مغلقة تتعلق بالعمليات الأمريكية، بعد إدخال صحفي من مجلة "ذي أتلانتيك" بالخطأ إلى اجتماع أمني رفيع. الرئيس السابق دونالد ترامب وصف الحادث بـ"الخطأ الوحيد خلال الشهرين الماضيين".


وفي صنعاء، نظّم الحوثيون مؤتمراً دولياً بعنوان "فلسطين: قضية الأمة المركزية"، بمشاركة شخصيات بارزة من محور المقاومة، من بينهم رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبد المهدي وممثل حركة حماس في اليمن.



حضرموت والسعودية


محلياً، شهدت محافظة حضرموت تطورات سياسية بارزة، إذ قرر قادة حلف قبائل حضرموت خلال اجتماع في منطقة العيون، الأحد الماضي، عزل رئيس الحلف، الشيخ عمرو بن حبريش، متهمين إياه بالتفرد في اتخاذ قرارات مصيرية. وأعلن القادة تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد لمؤتمر عام يهدف إلى اختيار قيادة جديدة وتفعيل "المصفوفة الرئاسية" الخاصة بالمحافظة، إلى جانب تأكيد دعمهم لقوات النخبة الحضرمية والأجهزة الأمنية.


وتأتي هذه التحركات عقب زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إلى حضرموت في 15 مارس، والتي أطلق خلالها تحذيرات من مساعي لزعزعة أمن واستقرار حضرموت عبر تشكيلات عسكرية جديدة تستهدف قوات النخبة الحضرمية. وبعد الزيارة، استدعت السعودية الشيخ عمرو بن حبريش، وكيل محافظة حضرموت ورئيس مؤتمر حضرموت الجامع، إلى أراضيها عبر طائرة خاصة أقلته من مطار سيئون.


وفي الرياض، عقد بن حبريش اجتماعات منفصلة مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، وقائد القوات السعودية المشتركة الفريق الركن فهد السلمان، في خطوة تعكس اهتماماً سعودياً متزايداً بتطورات المشهد في حضرموت، ووسط مخاوف من تأثير إقليمي لجر محافظة حضرموت إلى صراع محلي ومجتمعي.


ولم يتضح بعد طبيعة ما جرى في هذه اللقاءات، لكنّ الشيخ الحضرمي بن حبريش، قال  أنه تم خلال اللقاء مع السلمان "مناقشة الأوضاع على الساحة بشكل عام و أهمية تعزيز الجانب الأمني على مستوى حضرموت في إطار جهودهم الرامية لدعم و استقرار اليمن".


وتعد هذه المرة الأولى التي تلتقي فيها الرياض، بشكل علني، بشخصية قبلية ليست ضمن الدائرة الرسمية للقيادات السياسية اليمنية، في دلالة على اهتمام خاص من الأمير خالد بن سلمان، الذي يقود الملف اليمني داخل النظام السعودي.


كما تلعب "اللجنة الخاصة"، وهي لجنة سعودية غير رسمية وذات ارتباط مباشر بصناع القرار في المملكة، دورًا مؤثراً في المشهد اليمني عبر استخدام النفوذ والمال والعلاقات لتوجيه بعض الشخصيات الاجتماعية والمكونات المحلية، بما في ذلك في حضرموت.


ويأتي ذلك بعد محاولات سعودية سابقة، وبدعم من رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، لتأسيس "المجلس الوطني الحضرمي" ككيان موازٍ للمجلس الانتقالي الجنوبي، وهي مبادرة لم تحقق أهدافها. كما دعمت المملكة تشكيل قوات سلفية مسلحة تحت اسم "درع الوطن"، انتشرت بعض وحداتها في محافظات جنوب اليمن الشرقية والمناطق الحدودية.


ورغم دعوات المجلس الانتقالي الجنوبي المتكررة للحوار مع مؤتمر حضرموت الجامع، أفادت مصادر خاصة لمركز "سوث24" أن قيادات المؤتمر تجاهلت طلبات الاجتماع مع اللواء الزبيدي خلال زيارته الأخيرة، ما يعكس تعقيدات متزايدة في المشهد الحضرمي الداخلي.


الوضع الأمني والعسكري


في العاصمة عدن، ألقت قوات الأمن القبض على خلية حوثية في مديرية دار سعد، وضبطت عصابة تمارس السطو باستخدام حافلة صغيرة في المنصورة، كما اعتُقل موظف كهرباء تسبب بأضرار بقيمة 300 ألف دولار في محطة البريقة. وتمكنت قوات الحزام الأمني من إحباط مخطط إرهابي واسع عبر ضبط خلية حوثية مدربة على التفجيرات، كانت تستهدف عدن ومواقع حدودية.


وفي محافظة شبوة، ألقي القبض على عنصر حوثي في مديرية مرخة السفلى اعترف بتلقي تدريبات في صنعاء. وفي الضالع، ضبطت القوات الجنوبية عنصراً متنكراً بزي نسائي مرتبطاً بجبهة الفاخر.


أما في المهرة، فقد ضبطت الجمارك شحنة تضم 800 مروحة لطائرات مسيّرة في معبر صرفيت، في مؤشر على استمرار محاولات تهريب معدات عسكرية إلى الحوثيين.


ويوم الخميس أيضا، أعلنت سلطات الجمارك في سلطنة عمان توقيف مواطن يمني في منفذ صرفيت بمحافظة ظفار، أثناء محاولته تهريب ثلاث طائرات مسيّرة. ولم تصدر تفاصيل إضافية حول وجهة الشحنة أو الجهة التي تقف خلف العملية، لكنها تأتي في سياق متصاعد لمحاولات تهريب معدات عسكرية عبر المنافذ الحدودية إلى داخل اليمن.


وفي محافظة الضالع، استهدفت ميليشيا الحوثي مواقع القوات الجنوبية بقصف مدفعي على جبهات المشاريح. كما تصدت القوات لهجوم حوثي في جبهة حجر عقب تعزيزات دفعت بها المليشيا إلى خطوط المواجهة شمال غرب المحافظة.


تفاصيل أوسع...


قوات الحزام الأمني تُحبط مخططاً تخريبياً وتفكك خلية حوثية في عدن


أعلنت قوات الحزام الأمني، يوم الأربعاء (26 مارس)، تنفيذ عملية أمنية نوعية في العاصمة الجنوبية عدن، أسفرت عن تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بجماعة الحوثيين، كانت في مراحل متقدمة من الإعداد لتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف مؤسسات حيوية وأمن المدينة.


وذكر بيان صادر عن المركز الإعلامي لقوات الحزام الأمني أن التحقيقات الأولية كشفت عن وجود ارتباط مباشر بين ميليشيا الحوثي وأفراد الخلية الذين خضعوا لتدريبات مكثفة على تنفيذ التفجيرات والعمليات التخريبية، قبل تسللهم إلى عدن عبر محافظة حدودية.


وأشار البيان إلى أن الخلية، المكونة من أربعة عناصر، كانت جزءًا من "مخطط أوسع" يهدف إلى إثارة الفوضى في عدن واستهداف الجبهات الحدودية الجنوبية. كما أوضح أن الميليشيا الحوثية كثّفت مؤخراً عمليات التجنيد والتعبئة الأيديولوجية في أوساط الشباب الجنوبيين، بغرض استخدامهم في تنفيذ أنشطة عدائية.


وقال مصدر في عمليات الحزام الأمني إن اكتشاف الخلية جاء بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، وإن الوحدات الأمنية نجحت في تنفيذ عملية استباقية حالت دون وقوع الهجمات المخطط لها.


وأكدت قيادة قوات الحزام الأمني التزامها بمواصلة العمليات الوقائية ضد الخلايا النائمة والأنشطة التخريبية، مجددة تعهدها بحماية أمن واستقرار عدن ومحيطها.


ولم تصدر جماعة الحوثيين، المتحالفة مع إيران والتي تسيطر على شمال اليمن، أي تعليق على هذه الاتهامات حتى لحظة نشر الخبر.


يُذكر أن قوات الحزام الأمني تُعد قوة شبه عسكرية موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتقوم بمهام مكافحة الإرهاب وفرض الأمن في محافظات جنوب اليمن.



ضبط 800 مروحة طائرات بدون طيار في معبر صرفيت الحدودي بالمهرة


اعترض مسؤولو الجمارك يوم الإثنين، 24 آذار/مارس، على معبر صرفيت الحدودي في محافظة المهرة، جنوب اليمن، شحنة من 800 مروحة لطائرات مسيرة صينية الصنع، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).


ووفقا لسبأ، فإن المراوح ثلاثية الشفرات، التي تصنعها شركة Gemfan الصينية، مصنوعة من الألياف الزجاجية وألياف الكربون. لديهم قدرة دفع تصل إلى 1050 واط - مما يجعلها مكونات عالية الأداء تستخدم عادة في المركبات الجوية بدون طيار (UAVs).


وفي تصريح للوكالة، قال مدير جمارك صرفيت أحمد باكريت إن العملية جزء من جهود الحكومة واللجنة العليا لمكافحة التهريب لتطبيق القوانين الجمركية، مشيرا إلى أن مثل هذه الشحنات يمكن أن تشكل تهديدا للأمن الوطني والإقليمي والدولي.


وأشاد باكريت بوزارة المالية ومصلحة الجمارك لتدريب وتجهيز موظفي الحدود، ونسب إليهم الفضل في النجاحات الأخيرة في مكافحة التهريب.


ولم يحدد البيان الوجهة النهائية للشحنة. ومع ذلك، اعترضت السلطات في السنوات الأخيرة أسلحة ومكونات طائرات بدون طيار يزعم أنها كانت متجهة إلى ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.


وتحتوي المهرة، المتاخمة على سلطنة عمان، على معابر برية حيوية، وهي لطالما كانت طريقا رئيسيا للتهريب وسط الصراع المستمر في اليمن.



الحوثيون يستعرضون تحالفاتهم في مؤتمر حول فلسطين في صنعاء


وسط الغارات الجوية الأمريكية المتكررة خلال الأسبوع الماضي، نظم الحوثيون مؤتمرا دوليا بعنوان "فلسطين: قضية الأمة المركزية" في صنعاء يوم السبت، 22 آذار/مارس. وحضر الفعالية وفود تمثل الفصائل الموالية لمحور المقاومة بقيادة إيران، بما في ذلك رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، وممثل حماس في اليمن، معاذ أبو شمالة.


ويأتي المؤتمر، وهو الثالث من نوعه وفقا لوكالة الأنباء "سبأ" التي يسيطر عليها الحوثيون، وسط تصاعد في هجمات الحوثيين ضد إسرائيل، بالتزامن مع حملة عسكرية أمريكية واسعة النطاق تستهدف مواقع مرتبطة بالحوثيين في عدة محافظات يمنية شمالية.


وفي كلمته أمام المؤتمر، صرح رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي بأن اليمن "طور معادلة جديدة في تاريخ الصراع ضد الاحتلال الصهيوني"، مشيرا إلى هجمات الحوثيين على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.


وأشاد عبد المهدي في كلمته بدور زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مؤكدا أن اليمن الآن في طليعة من "ينقل المعركة الى الداخل الإسرائيلي".


وجاءت تصريحات عبد المهدي وسط تكهنات أثارتها وسائل الإعلام اليمنية حول زيارته لصنعاء. وربط البعض الزيارة برسالة من إيران إلى الحوثيين بشأن التصعيد مع الولايات المتحدة.


من جانبه، أشاد معاذ أبو شمالة، ممثل حماس في اليمن، بما وصفه بالدعم الملموس الذي تقدمه جماعة الحوثي للفلسطينيين.


وأضاف أن "العدوان على غزة لن يكسر إرادة المقاومة"، مؤكدا أن الاتفاق الذي وقعته فصائل المقاومة الفلسطينية في أيار/مايو 2024 وأعيد تأكيده في كانون الثاني/يناير 2025 يبقى مرجعا للمعركة السياسية والميدانية، على الرغم مما وصفه ب "محاولات الانقلاب الإسرائيلية عليه".


كما حضر المؤتمر زيولفين مانديلا، حفيد الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا. وفي كلمة مقتضبة، دعا إلى التضامن العالمي مع فلسطين، مرددا موضوع المؤتمر المتمثل في توحيد الجهود لدعم القضية الفلسطينية.


- حصاد الأسبوع: خدمة يقدمها مركز سوث24 لتغطية أبرز التطورات والتحديثات في الملف اليمني.

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا