تقرير أميركي ينتقد استثناء الانتقالي من مبادرة غريفيث ويتهم أمراء حرب بتأجيج الصراع

تقرير أميركي ينتقد استثناء الانتقالي من مبادرة غريفيث ويتهم أمراء حرب بتأجيج الصراع

دولي

الخميس, 16-04-2020 الساعة 02:42 مساءً بتوقيت عدن

زيورخ - سوث24| ترجمة خاصة 

انتقد  تقرير نشره موقع أمريكي بارز مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتين غريفيث عدم إشراك المجلس الانتقالي الجنوبي في مبادرته التي وجهها يوم 10 أبريل/آيار للحوثيين والحكومة اليمنية بهدف إحلال السلام. 

وقال تقرير نشره موقع “Fair Observer” لطالب الدكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة، فرناندو كارفخال، أن "غريفيث قدّم للحوثيون والحكومة الشرعية اليمنية مبادرته الخاصة. على الرغم من أن مبادرته أشارت إلى أهمية التأقلم مع أزمة الصحة العامة، إلا أنه يبدو أن هناك نقص في التنسيق مع الأطراف."

ويقول كارفخال، في تقريره المنشور اليوم، ترجم أجزاء منه سوث24، "لم يتحدث غريفيث في أي مكان في بيانه عن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تواصل (القوات) المسلحة المتحالفة معه مواجهة الحوثيين في محافظة الضالع والعناصر العسكرية المؤيدة لحزب الإصلاح في محافظة شبوة."

وإلى جانب الأطراف الأخرى في المشهد اليمني، يقول التقرير أن "هناك الانفصاليون الجنوبيون الذين يواصلون البحث عن مقعد مضمون على الطاولة الكبيرة."
لم يتحدث غريفيث في أي مكان في بيانه عن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تواصل (القوات) المسلحة المتحالفة معه مواجهة الحوثيين في محافظة الضالع والعناصر العسكرية المؤيدة لحزب الإصلاح 
جاء ذلك في سياق ما قال أنها "ثلاث وجهات نظر يجب مراعاتها والنظر فيها"، في ضوء إعلان السعودية وقف إطلاق النار والمبادرة التي قدمها المبعوث الأممي.

وقال الباحث بجامعة إكستر أن "المكاسب الجديدة في مناطق الجوف ومأرب وصنعاء هذا العام مكنت الحوثيين وأضعفت نفوذ الحكومة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية."

ونقل الموقع الأمريكي عن خالد اليماني، وزير الخارجية اليمني السابق، إشارته إلى "إن المعادلة الأساسية لاستئناف عملية السلام لها ثلاثة أطراف غير راغبة في التنازل، بينما "يواصل أمراء الحرب إقناع السعوديين بأنه لا يزال بإمكانهم كسب الحرب".

وفي حين رأى بعض المراقبون الدوليون وقف إطلاق النار السعودي كعلامة على استسلام محتمل وسط انتقادات متزايدة لسلوكهم أثناء الحرب أو استجابة للضغوط الاقتصادية. يقول الصحفي اليمني علي السكاني المقيم في مأرب، أن "السعودية بعيدة كل البعد عن قبول الهزيمة أو الشروط التي يمليها الحوثيون بالنظر إلى تحالف المتمردين مع إيران".

يقول كارفخال "أن المملكة العربية السعودية لم تنسق قرارها بإعلان وقف إطلاق النار مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. علاوة على ذلك، ركزت تقارير إعلامية وبيان صادر عن نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان على إعطاء الأولوية للسلامة العامة وسط أزمة الفيروس التاجي."

يبدو أن المملكة العربية السعودية لم تنسق قرارها بإعلان وقف إطلاق النار مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. 
وجاء وقف إطلاق النار الذي بدأ في منتصف يوم 9 أبريل / نيسان، في الوقت الذي أفادت فيه وكالات الأنباء أن عشرات من أفراد عائلة آل سعود ربما أصيبوا بالفيروس التاجي الجديد المعروف باسم COVID-19، وقبل يوم واحد من إعلان اليمن عن حالتها الأولى في الشحر، حضرموت. 

الوحدة اليمنية 

وتطرق التقرير إلى ما الوثيقة المعدة وغير الموقعة باسم حكومة الإنقاذ الوطني، التي نشرها الحوثيون. تسرد الوثيقة عدداً من المطالب الموجهة للسعودية كزعيم للتحالف الذي يدعم الحكومة الشرعية في اليمن. الحصار الجوي والأرضي والقيود الاقتصادية، بما في ذلك نقص الرواتب للموظفين الحكوميين.

وخلال العامين الماضيين يصر الحوثيون على أن أي عملية سلام يجب أن تبدأ بمحادثات مباشرة مع المملكة العربية السعودية، يليها حوار يمني يمني - أي الحوثيين والحكومة التي يقودها هادي، بحسب الموقع الأمريكي.

ويشير فرناندو كارفخال إلى أن النقطة الأخيرة في وثيقة الحوثي، التي أكدت على "وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه"، واستثنت " أي ذكر للمجلس الانتقالي الجنوبي وطموحاته الخاصة."

 يعلق كارفخال " من المثير للاهتمام ملاحظة أن الحوثيين يؤطرون القتال في محافظة الضالع على أنه اشتباكات مع القوات الحكومية ومرتزقة التحالف، إلى جانب حقيقة أن الحوثيين لم يعترفوا بعد بالحزام الأمني الذي تدعمه الإمارات أو قوات النخبة المتحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي."

تؤكد النقطة الأخيرة في وثيقة الحوثي على "وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه"، باستثناء أي ذكر للمجلس الانتقالي الجنوبي وطموحاته الخاصة 
وأشار كارفخال للتحديات المتزايدة للوكالات الإنسانية التي واجهتها خلال الأشهر الأخيرة، والتي شملت إعاقة الحوثيين لإيصال المساعدات عبر الأراضي الخاضعة لسيطرتهم، إلى جانب تهديدات من المانحين بقطع التمويل نتيجة لفساد الحوثيين. 

ضغط أمريكي 

وأشار التقرير إلى أن إدارة ترامب في واشنطن ضغطت على المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة لإيجاد مخرج من الصراع. 

وقال "حذرت الولايات المتحدة السعودية من تقدم الحوثيين في الجوف ومأرب مع تزايد المخاوف بشأن الحوثيين الذين يحاصرون مدينة مأرب من صرواح في الغرب ومراد في الجنوب."

وينقل مرة أخرى عن الدبلوماسي اليمني خالد اليماني، إلى أنه "إذا وقعت الجوف ومأرب ... المنطقة بأكملها ستقع في أيدي الحوثيين، فسيكون من المستحيل على السعوديين الدفاع عن الصحراء"، مما يزيد من التحديات لاستئناف محادثات السلام.

وتواجه حكومة الرئيس هادي احتمال فقدان معقلها في مأرب بعد طردها من العاصمة المؤقتة عدن في سبتمبر 2019.

اتفاق الرياض 

وبحسب الموقع الأمريكي فإن الضغط على المملكة العربية السعودية يزداد، ليس فقط بسبب مكاسب الحوثيين ولكن أيضًا مع توقف تنفيذ اتفاقية الرياض لعام 2019. فمنذ انسحاب القوات الإماراتية من جنوب اليمن العام الماضي، أصبحت المملكة العربية السعودية الوسيط الوحيد بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي.

 وبحسب كارفخال "كانت النقطة الوحيدة التي تم تنفيذها منذ توقيع الاتفاق حتى الآن هي عودة رئيس الوزراء معين عبد الملك سعيد إلى عدن."

مشيرا إلى أن " المملكة العربية السعودية لم تتمكن من إنهاء الصراع بين القوات الموالية للمجلس الانتقالي ووحدات الجيش الحكومي المرتبطة بالإصلاح في أبين وشبوة".

واتهم التقرير "عناصر مختلفة – لم يسمها - تدفع لمزيد من المواجهات بين الأطراف، في الشمال والجنوب"، وذلك يعرض القيادة السعودية لضغوط هائلة. 

قد تضطر المملكة العربية السعودية للتواصل مع الإمارات العربية المتحدة لممارسة المزيد من النفوذ على المجلس الانتقالي الجنوبي. 
وينقل كارفخال عن تقارير إعلامية زعمت "أن وزارة الدفاع السعودية اقترحت على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شراء طائرات هليكوبتر هجومية خفيفة وذخائر موجهة بدقة للمدفعية وطائرات بدون طيار للمراقبة الجوية. جاء ذلك قبل إعلان وقف إطلاق النار بقليل."

 ومع ذلك، يضيف الباحث في الجامعة البريطانية "إذا تصاعد الصراع في الجنوب، فقد تضطر المملكة العربية السعودية للتواصل مع الإمارات العربية المتحدة لممارسة المزيد من النفوذ على المجلس الانتقالي الجنوبي."

ويضيف "مما لا شك فيه أن الإمارات ستعيد توظيف شروطها وقائمة مطالب هادي فيما يتعلق بدور حزب الإصلاح داخل حكومته والجيش.. ولكن في ظل الظروف المناسبة، يمكن أن تلعب أيضا دورًا إيجابيًا في التواصل مع كل من الحوثيين وإيران للدفع من أجل بدء محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة."


- المصدر الأصلي بالإنجليزية: Fair Observer 
- ترجمة وتنقيح: مركز سوث24 للاخبار والدراسات 

المجلس الانتقاليالمبعوث الأمميمارتين غريفيثمبادرة السلامالحرب في اليمنالسعوديةالتحالف العربيالإماراتالحوثيونالحكومة اليمنيةالمجلس الانتقالي