24-04-2020 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| واشنطن
قالت مؤسسة جيمس تاون الأمريكية أن اليمن سيبقى، على المدى المتوسط، "مقسمًا على طول الخطوط التاريخية بين الشمال والجنوب". متوقعة حدوث ما وصفتها "انفراجة" بين شمال يسيطر عليه الحوثيون وجنوب يسيطر عليه المجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي تقرير للباحث الأمريكي في الشؤون العربية في المؤسسة، ميخائيل هورتون، ترجم أجزاء منه سوث24، أشار إلى أن "إنهاء التدخل السعودي العلني في اليمن ونوع من التسوية التفاوضية بين السعودية والحوثيين قد يمهّد الطريق للعودة إلى الاستقرار النسبي."
ويضيف هورتون مثل هذه التسوية "قد توفّر أيضًا فرصة للمصالحة بين الحوثيين وحلفائهم وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسيطر على معظم جنوب اليمن."
ومن خلال إنهاء مشاركتها المباشرة في الحرب في اليمن، يقول الباحث الأمريكي "قد تحقق المملكة العربية السعودية أخيرًا هدفين من أهدافها الأساسية: تقليل التأثير الإيراني وإضعاف قبضة قيادة الحوثيين الأساسية على السلطة."
هورتون: "لتسوية قد توفّر أيضًا فرصة للمصالحة بين الحوثيين وحلفائهم وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسيطر على معظم جنوب اليمن."
يقول هورتون أن المملكة كان بإمكانها أن تتجنب الحرب الكارثية في اليمن لو نظر قادتها إلى تاريخ تدخل مصر في شمال اليمن عام 1962، وأثر ذلك التدخل على نتائج الحرب العربية مع اسرائيل في العام 1967.
يقول الباحث الأمريكي "مثلما لم يؤد الانسحاب المصري من شمال اليمن إلى استعادة ملكية الإمامة، فإن إنهاء التدخل السعودي في اليمن لا يعني أن الحوثيين سيسيطرون من جانب واحد على اليمن أو حتى المنطقة الشمالية الغربية من البلاد."
الحرب غراء الحوثيين
إضافة إلى إنهاء الحرب في اليمن يرى هورتون أن "سيطرة الحوثيين ستتضائل، وخاصة سيطرة القيادة الأساسية."
يقول "الحروب في اليمن هي الغراء الذي يجمع الحوثيين وحلفائهم، بدون هذه الحروب وما يصاحبها من تهديدات للسيادة الوطنية، سيتدهور تماسك التحالفات التي قام الحوثيون بإنجازها".
ويضيف هورتون "من المرجح أن تظهر توترات بين أعضاء قيادة الحوثي. لمعارك المشتعلة في جبهات متعددة ، في الوقت الحالي، تُبقي النزاع الداخلي بين الحوثيين وحلفائهم في حدّه الأدنى. سيتغيّر هذا مع انتهاء الحرب وسيؤدي الصراع الداخلي بين الحوثيين والقوات المتحالفة إلى كسر التحالفات القديمة وإنتاج تحالفات جديدة."
ويضيف "هذا لا يعني أن الحوثيين سيخوضون الحرب فيما بينهم. ومع ذلك، فهذا يعني أن قبضتهم على السلطة ستضعف مع إعادة ضبط التحالفات."
سيؤدي الصراع الداخلي بين الحوثيين والقوات المتحالفة إلى كسر التحالفات القديمة وإنتاج تحالفات جديدة."
يقول تقرير الباحث الأمريكي أن"البعض من قيادات الحوثيين يشعرون بالقلق من أن يبدون وكأنهم قريبون جدًا من إيران"، ولهذا "يناضل العديد من حلفاء الحوثي ضد النفوذ الإيراني وضد نفوذهم الديني على وجه الخصوص.. خصوصا النخب القبلية والسياسية الزيدية المصممون على الحفاظ على الزيدية لكنهم لا يريدون تلويث الزيديين بالمعتقدات والفقه الإيراني."
انتهاء الحكومة مسألة وقت
ويتطرق التقرير البحثي لجيمس تاون إلى واقع حكومة الرئيس هادي وجيشها، "على الرغم من إنفاق السعودية المليارات من الدولارات لدفع وتجهيز وتدريب هذه القوات، لم تستفد المملكة العربية السعودية سوى القليل من عائداتها".
يقول هورتون "إن ما يسميه هادي والمملكة العربية السعودية بالجيش اليمني ليس قوة متماسكة. بل هو مجاميع غير مهتمة بمحاربة الحوثيين. وأن نسبة كبيرة - تصل إلى 40 في المائة - من الجنود المدرجين على كشوف المرتبات هم "جنود أشباح" موجودون فقط لانتزاع الأموال من المملكة العربية السعودية."
وبدون الدعم السعودي، يقول هورتون "سوف تذوب القوات المتحالفة مع هادي. النخب القبلية المتحالفة مع حكومة هادي تعرف ذلك. وسيعقد معظمهم صفقات مع الحوثيين قبل أن يخاطروا بقتال طويل. العديد من النخب المرتبطة الآن بحكومة هادي ستُعيد تنظيم نفسها مع الحوثيين مقابل التأثير والسيطرة المستمرة على التجارة المشروعة وغير المشروعة التي تمر بمأرب ومحافظة حضرموت."
ويضيف الباحث الأمريكي"إن الأمر ليس سوى مسألة وقت قبل أن يتم هزيمة هذه القوات أو ضمّها من قبل الحوثيين وحلفائهم. والمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو القوة السياسية والعسكرية البارزة في جنوب اليمن، يعي ذلك".
العديد من النخب المرتبطة الآن بحكومة هادي ستُعيد تنظيم نفسها مع الحوثيين مقابل التأثير والسيطرة المستمرة على التجارة المشروعة وغير المشروعة التي تمر بمأرب ومحافظة حضرموت."
ولذلك يرى الباحث أن "خلق تحالف بين الشمال الذي يقوده الحوثيون وبين جنوب اليمن الذي يسيطر عليه المجلس الانتقالي الجنوبي ليس مستحيلاً."
ويرى بأن على "الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي الاحتفاظ بنقاط اتصال على الجانبين للاستفادة من حركة الإمدادات والبضائع التي تعبر الجنوب."
يقول التقرير أن "الحوثيين ربما وافقوا بالفعل على أن يكون المجلس الانتقالي صاحب مقعد في طاولة المفاوضات وأن يحظى الجنوب بدرجة عالية من الحكم الذاتي".
حدود الدولتين
يعتقد ميخائيل هورتون أن التصعيد في القتال سيستمر على المدى القصير، وأن "الحوثيين وحلفاؤهم سيزيدون من هجماتهم ضد قوات حكومة هادي في مأرب، بينما في الجنوب، سيُشغل المجلس الانتقالي الجنوبي قوات حكومة هادي، ويعزز من سيطرته على المحافظات الجنوبية."
ويضيف "في الأشهر المقبلة، قد تنسحب تلك القوات المتحالفة مع هادي وحكومة اليمن في المنفى إلى أجزاء من محافظة حضرموت شرق اليمن."
وعلى المدى المتوسط يرى هورتون أن "اليمن ستبقى مقسمة على طول الخطوط التاريخية بين الشمال والجنوب. سيسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على معظم المناطق الشمالية الغربية، وسيسيطر المجلس الانتقالي على جنوب اليمن.. باستثناء تهامة، المنطقة التي تتاخم ساحل البحر الأحمر اليمني، فهي معرضة بشدة لخطر الصراع."
لذلك يرى هورتون أن "طارق صالح قد يضطر لاختيار طرف - إما الانضمام إلى المجلس الانتقالي أو عقد صفقة مع الحوثيين."
أما على المدى الطويل فستواجه اليمن سنوات من القتال المنخفض مع انهيار التحالفات القديمة وتشكيل تحالفات جديدة. ومع ذلك، قد تكون بداية نهاية حروب اليمن المتشابكة تلوح في الأفق.
- ترجمة وتنقيح مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- جيمس تاون: مؤسسة بحثية أمريكية تهتم بوضع قراءات استراتيجية لواضعي السياسة الأمريكية