25-04-2020 الساعة 8 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| عدن
مع بدء أول أيام شهر رمضان، احتفلت العاصمة عدن هذه المرة بالإطارات المحترقة والتظاهرات الليلية احتجاجا على العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب في المدينة الاستراتيجية في جنوب الجزيرة العربية، عقب انقطاع مستمر للتيار الكهربائي ووسط معاناة يتكبدها الأهالي جراء كارثة السيول التي ضربت المدينة الثلاثاء الماضي.
وعلى الرغم من إجماع الكثير من المراقبين على مسؤولية الحكومة اليمنية بالتسبب بهذه المعاناة وحالة التدهور المستمر للخدمات الأساسية، إلا أن مسؤولين محليين في جنوب اليمن حمّلوا التحالف العربي الذي تقوده السعودية الجانب الرئيس من المسؤولية.
فقدان الثقة
يرى الباحث السياسي السعودي البارز خالد الزعتر أن عدم وجود برنامج تنموي ونهضوي لدى الحكومة الشرعية اليمنية اتجاه المحافظات الجنوبية قاد إلى تعزيز فقدان الثقة الجنوبية تجاه الحكومة اليمنية التي لم تعالج يشكل جذري الخدمات مثال الكهرباء.
وقال الباحث السعودية في سلسلة تغريدات على صفحته الشخصية بتويتر أن "الحكومة الشرعية اليمنية تحتاج إلى إعادة بناء الثقة مع أبناء المحافظات الجنوبية".
ويعتقد الزعتر أن ذلك يكون "عبر كسر حالة الصمت تجاه التحركات الإخوانية التي تسعى للحشد باتجاه عدن وتحاول أن تخلق صراعات جانبية مع أبناء الجنوب."
ويعتبر الكاتب والباحث السعودي "حالة الصمت داخل الشرعية اليمنية تجاه ما تقوم به عناصر الإخوان من تحشيد عسكري باتجاه عدن قاد إلى فقدان الثقة الجنوبية في الحكومة اليمنية."
ويأتي حديث الزعتر تعليقا على منع الحكومة اليمنية من العودة من العاصمة السعودية الرياض. بعد تدشين حملة رفض على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبرت عودتها مخالفة صريحة لاتفاق الرياض، الذي ينص على ضرورة تشكيل حكومة مناصفة جديدة بين الجنوب والشمال.
عضو رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم العولقي يرى أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق قيادة التحالف العربي إزاء معاناة الناس وتردي الأوضاع الخدمية في عدن.
وخاطب العولقي في تغريدة شخصية على تويتر قائد قوات التحالف العربي بعدن العميد مجاهد العتيبي، ومسؤولي البرنامج السعودي للإعمار ومركز الملك سلمان ، قائلا: " عدن بحاجتكم في هذه الظروف الصعبة".
من يتحمّل المسؤولية؟
وحمّل بيان حكومي نقلته وكالة سبأ الحكومية مساء الخميس المجلس الانتقالي الجنوبي المسؤولية المترتبة عن عدم تمكن الحكومة من العودة.
ورد المجلس الانتقالي الجنوبي على ذلك في بيان نشر بنفس اليوم، باعتبار: الحكومة الحالية فاقدة للشرعية وفقا لاتفاق الرياض، ولا بد من تطبيق الشق السياسي من الاتفاق، والذي أعاقت الحكومة اليمنية كل سبل تنفيذه دون وجود موقف رادع لها من التحالف العربي."
وقال موقع صحيفة اليوم الثامن الصادرة من عدن أن أحياء مدينة كريتر شهدت مسيرة شبابية جابت الشوارع وردد المحتجون هتافات ضد مدير عام مديرية صيرة خالد سيدو وطالبوا بإقالته، كما ردد آخرون هتافات ضد التحالف العربي بقيادة السعودية، واتهموها بتنفيذ سياسة العقاب الجماعي ضد أول عاصمة عربية تثور في وجه الوجود الإيراني المدعوم إقليميا.
وفي خور مكسر، قطع محتجون طرقا رئيسية احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 20 ساعة في اليوم، ناهيك عن استمرار معاناة السكان مع مياه الشرب التي قالوا إنها لا تصل منازلهم منذ نحو سبع سنوات.
وأضرم محتجون في كريتر النار في صور للرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، ومدير مؤسسة المياه فتحي السقاف. وطافت محتجون الاحياء وهم يرددون "يرحل خالد سيدو، يرحل أحمد سالمين"، فيما قال مصدر مقرب من الحكومة اليمنية ان نجل الرئيس هادي، جلال عبدربه على خلاف كبير مع سالمين.
وقطع محتجون أيضا طريقا رئيسيا في مدينة المنصورة، وأشعلوا بشارع التسعين الإطارات الحارقة.
وكانت اليوم الثامن قد نقلت عن مصدر دبلوماسي جنوبي وسفير سابق تأكيده " بإن العقاب الذي تمارسه حكومة هادي بحق سكان الجنوب، لم يكن ردة فعل على المجلس الانتقالي الجنوبي، بل سبق وأفصح عنه وزير الخارجية الأسبق عبد الملك المخلافي، حين أكدّ بأنّ "تطور عدن وازدهارها يشجّع الجنوبيين على الانفصال".
ولفت المصدر إلى أن التحالف العربي بقيادة السعودية، على اطلاع بشكل واضح على هذه السياسة الممنهجة.