18-05-2020 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| ا ف ب
وكانت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ لمواجهة وباء كورونا، وهي الجهة الحكومية المخوّلة الإعلان عن الإصابات وملاحقتها، أفادت الشهر الماضي بوجود أولى الحالات في البلاد الفقيرة الغارقة في الحرب والتي تواجه الكوليرا والملاريا وحمى الضنك بقطاع صحي مدمّر بفعل سنوات النزاع الست.
والسبت، أعلنت مصلحة الأحوال المدنية في عدن وفاة عشرات الأشخاص بأمراض لم يعرف بعد ما إذا كانت مرتبطة بفيروس كورونا المستجد.
وقال رئيس المصلحة التي تصدر شهادات الوفاة اللواء سند جميل لوكالة فرانس برس "توفي خلال الساعات 24 الماضية في مدينة عدن أكثر من 80 حالة نتيجة الأوبئة والحميات المنتشرة في عدن".
وأكد أنّ مصلحته تصدر في العادة سبع شهادات وفاة فقط في اليوم الواحد، لكن عدد الوفيات منذ 7 أيار/مايو بلغ 607 حالة وفاة.
وبحسب صدام الحيدري الطبيب في إحدى مستشفيات المدينة التي يسكنها 550 ألف شخص، فإنّ عدد الوفيات تضاعف بنحو سبع مرات في الأسابيع الأخيرة في المدينة المتنازع عليها بين الحكومة المعترف بها دوليا ومجموعات انفصالية تسيطر عليها حاليا.
منظر عام ل"المستشفى الكوبي الحديث عدن" في 17 أيار/مايو 2020 في هذه المدينة بجنوب اليمن. اف ب (نبيل حسن)
نفس العوارض
وتعاني السلطات المحلية في تحديد أسباب الوفيات. إلا أن محمد الشماع مدير برامج "سيف ذي تشلدرن" في اليمن قال إنّ "فرقنا على الأرض ترى الناس يتنفسون بصعوبة وينهارون حتى. (...) هؤلاء الناس يموتون لأنهم لا يستطيعون تلقي العلاج الذي من شأنه أن ينقذهم".
بالنسبة إلى ياسر بامعلم الطبيب في مستشفى الجمهورية في عدن، فإن سكان المدينة الساحلية "أمام كارثة".
وأوضح "توجد أمراض مختلفة (...) لكن الوفيات كانت قليلة جدا. ومع بدء انتشار كورونا، ارتفعت الوفيات بشكل كبير في عدن"، معتبرا ان "الاحتمال الأخبر (...) وباء كورونا لأن الحالات تحمل نفس عوارضه".
ولا يوجد في عدن "فحص خاص لكورونا غير المختبر المركزي، والمحاليل المتوفرة قليلة جدا، ولذلك لا تخضع الحالات المخالطة لأي فحص".
وسجّل اليمن رسميا حتى الآن 124 إصابة الوباء بينها 18 وفاة في مناطق سيطرة الحكومة ووفاة واحدة في صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين.
لا تتّبع المدينة سياسة فعالة للتباعد الاجتماعي في مواجهة الفيروس، ولا توجد مراكز فحص ولا مواقع للحجر الصحي للمرضى.
ويشهد اليمن نزاعا مسلّحا على السلطة منذ 2014 حين سيطر الحوثيون على صنعاء وانطلقوا نحو مناطق أخرى، قبل أن تتصاعد حدّة المعارك مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعماً للحكومة في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
وقُتل في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية منذ بدء عمليات التحالف آلاف المدنيين، فيما انهار قطاعها الصحي وسط نقص حاد في الأدوية وانتشار أمراض وأوبئة كالكوليرا الذي تسبّب بوفاة المئات، في وقت يعيش الملايين على حافّة المجاعة.
كانت منظمات إغاثية حذرت من أن وصول كورونا ينذر بكارثة بسبب القطاع الصحي المنهار بفعل سنوات الحرب.
وفاة أطباء
تخضع عدن لسيطرة الانفصاليين الذين يدعون لاستقلال جنوب البلاد الذي كان دولة منفصلة قبل الوحدة في العام 1990.
ولا تتّبع المدينة سياسة فعالة للتباعد الاجتماعي في مواجهة الفيروس، ولا توجد مراكز فحص ولا مواقع للحجر الصحي للمرضى.
وتم إجراء حملات تعقيم، ولكن بسبب نقص المعدات توقفت المستشفيات عن قبول المرضى الذين يعانون من أعراض مشابهة لأعضاء وباء كورونا المستجد، بينما ترك أطباء وظائفهم بسبب الضغوط ووفاة زملاء لهم، وفقًا لروايات عاملين صحيين.
ونقلت صحيفة "الأيام" عن جميل أنّ ثلاثة أطباء توفوا في المدينة في الأيام العشرة الأخيرة.
ياسر الناصري: "الصراع بين الحكومة والشرعية والانتقالي والحرب الدائرة في أبين القريبة من عدن عمّقت المأساة"
وفي مستشفى الكوبي الخاص، ازداد تدفق المرضى من 150 حالة يوميا إلى 400، في ظل تقلّص أعداد الأطباء بعدما التزم كثير منهم منازلهم في أعقاب وفاة آخرين، بحسب مدير المستشفى ياسر الناصري.
وحذر من انّه "لا يوجد اهتمام بالأزمة الصحية التي تعانيها عدن، فالصراع بين الحكومة والشرعية والانتقالي والحرب الدائرة في أبين القريبة من عدن عمّقت المأساة".
وتشهد مناطق قريبة من عدن مواجهات منذ إعلان (الجنوبيين) "إدارة ذاتية" في جنوب البلاد في 26 نيسان/ابريل في أعقاب فشل اتفاق مع الحكومة لتقاسم السلطة، بينما تشهد أبين معارك بين قوات الحكومية والمتمردين الحوثيين.
وفيما يتواصل النزاع، قال بامعلم إنّ هناك حاجة لوضع "خطة انقاذ" جراء تفشي فيروس كورونا المستجد. وتابع "نعوّل على المنظمات الدولية".
قبل 9 أيام