إرهاب الصحافة.. تهديدات بالتصفية لليافعي والعاقل، وقيادي بجبهة النصرة يتوعّد

إرهاب الصحافة.. تهديدات بالتصفية لليافعي والعاقل، وقيادي بجبهة النصرة يتوعّد

التقارير الخاصة

الجمعة, 05-06-2020 الساعة 11:05 مساءً بتوقيت عدن

سوث24| عدن، زيورخ 

بعد ثلاثة أيام من اغتيال مصور الوكالة الفرنسية نبيل القعيطي في مدينة عدن، جنوب اليمن، تلقّى اليوم الجمعة اثنين من الصحفيين الآخرين لتهديدات بالتصفية الجسدية، مع استمرار حملة تحريض واسعة ضد العاملين في مجال الصحافة في جنوب اليمن. 

واطّلع "سوث24" على صورة لرسالة تهديد من رقم مجهول الهوية، تتوعد مراسل قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية بعدن، صلاح العاقل ورئيس مؤسسة يافع نيوز ياسر اليافعي بالتصفية الجسدية. 

وبحسب الرسالة النصية بأن الدور القادم – بعد اغتيال نبيل القعيطي – سيكون عليهما. 


من ناحيتها ذكرت قناة روسيا اليوم أن مراسلها بعدن اليمنية صلاح العاقل تلقّى تهديدا مباشرا بالتصفية الجسدية من رقم مجهول الهوية.

وقال العاقل: "وصلتني تهديدات من أرقام مجهولة.. فبعد اغتيال الزميل والأخ نبيل أرسلت لي رسائل أنني سأكون التالي".

بدورها قالت مديرة شبكة RT مارغاريتا سيمونيان إن روسيا تأخذ على محمل الجد التهديدات، متوجهة بالشكر لوزارة الخارجية الروسية والسفير الروسي على جهودهم في المساعدة على إجلاء الصحفي وعائلته.


قيادي سابق بجبهة النصرة 

وبالتزامن مع ذلك، زادت حملة التحريض ضد صحفيين ومراسلين في جنوب اليمن، يدعمون استقلال وطنهم عن الشمال، ويغطّون المعارك العسكرية والأخبار التي تتصل بالقوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

القيادي السابق في جبهة النصرة السورية، المصنفة بالإرهاب، صلاح باجبع (أبو صفية اليمني)، الذي يقيم في الدنمارك، ويعمل في أحد المساجد هناك، برّر لقتل المصور المتعاون مع الوكالة الفرنسية صالح العبيدي، الذي عمل ميدانيا جنبا إلى جنب مع القعيطي.


ونشر باجبع صورة للعبيدي، وقال "أن من يسمونهم صحفيين هم كذلك مقاتلين.. ومن سيدعي بعد موته بأنه مجرد صحفي نقول له كفاكم كذباً."

من ناحيته أشار الصحفي في قناة سكاي نيوز صلاح بن لغبر، في تغريدة له على تويتر، لـ حسابات وهمية جديدة تم تخصيصها على منصة تويتر لتهديد الصحفيين في جنوب اليمن. 

وذكر رئيس تحرير اليوم الثامن صالح ابو عوذل، عن تعرضه هو الآخر للترهيب هاتفيا، طُلب منه بالانضمام إلى جهة، لم يسمها. 

ولاقت التهديدات استياءاً واسعاً لنشطاء من جنوب اليمن على وسائل التواصل الاجتماعي، معلنين تضامنهم مع الصحفيين.

وتبدو التهديدات المتزامنة مع اغتيال القعيطي، مخطط لها بشكل جيد. وتهدف إلى إرهاب الصحفيين الجنوبيين، في وقت تمتنع فيه وسائل إعلام عربية كبرى عن إدانة هذه الأحداث. 

الإصلاح يرفض الإدانة 

ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه اليمن صراعات مسلحة بين عدة أطراف سياسية وهو ما انعكس على الوضع الأمني في البلاد، ودفع أنصار جهات سياسية بينها حزب الإصلاح في اليمن (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) وقيادات فيه للتحريض العلني ضد صحفيي جنوب اليمن.

وتتمركز في عدن قوات سعودية، جاءت إلى المدينة في شهر نوفمبر الماضي عقب توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية الذي لم ينفّذ حتى الآن.

وكانت منظمة مراسلون بلا حدود قد لمّحت في بيان سابق لها، أدانت فيه مقتل الصحفي نبيل القعيطي – حذفت أجزاء منه لاحقا – إلى قيام أنصار الحكومة اليمنية وحزب الإصلاح في اليمن بشن حملة واسعة استهدفت الصحفي القعيطي وعائلته، واتهمته بتلقي تمويل من الإمارات.

وقال مصدر حكومي وثيق لـ "سوث24" أن "حزب الإصلاح وحلفائه داخل الحكومة اليمنية في الرياض رفضوا إصدار مجلس الوزراء لبيان إدانة رسمي بخصوص حادثة اغتيال الصحفي #نبيل_القعيطي.

رمز وطني 

ودانت اللجنة الدولية للصحفيين ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)  ولجنة حماية الصحفيين الجريمة، ودعت السلطات الأمنية في عدن بسرعة التحقيق بالحادثة، وتقديم الجناة للمحاسبة.

وتعهد المجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن بالعمل على التحقيق بالحادثة، وكشف كامل تفاصيلها، وتقديم الجناة للقصاص. 
ووصف رئيس المجلس عيدروس الزبيدي الصحفي نبيل القعيطي بأنه "رمزا من الرموز الوطنية الجنوبية". 

وأضاف – بحسب قناة عدن المستقلة التابعة لللمجلس - في اتصال أجراه مع شقيق نبيل وخاله، بأن "المجلس يضع على عاتقه مهمة متابعة خيوط هذه "الجريمة النكراء، وكشف الجناة وأخذ القصاص منهم".

القبض على متورطين 

وكشف مساء أمس الخميس نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، عن القبض على مشتبه بهم متورطين بمقتل الصحفي نبيل القعيطي في عدن على يد قوات الأمن والقوات الخاصة. 

وقال في بث مباشر على صفحته الرسمية بمنصة تويتر إن لديهم "تسجيلات توثق الحادثة"، موضحا أن البحث جارٍ لتعقب بقية المتورطين.

لكن الجهات الأمنية لم تعلن حتى اللحظة عن الجهة التي تقف وراء عملية الاغتيال، على الرغم من تلميح قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي لوقوف حزب الإصلاح أو الحكومة اليمنية خلفها. 

ووجه بعض الصحفيون مناشدات للجهات الأمنية والمسؤولة بحمايتهم. وانتقدوا تباطؤ القوات الأمنية في فرض قبضة أمنية مشددة، تستهدف من يصفونهم بـ "البلاطجة". 

وكانت عصابة مسلحة قد استهدفت فجر اليوم الجمعة دورية أمنية بالقرب من البنك الأهلي التجاري بمديرية صيرة، بكريتر، عدن، أسفر عن إصابة جنديين على الأقل، بحسب مصادر أمنية، وأعقب ذلك اشتباكات بالرصاص في حي الطويلة، على إثر تنفيد الأمن حملة اعتقال وتفتيش واسعة عن المتورطين في الحادثة. 

وشهد اليمن في الآونة الأخيرة سلسلة من الاغتيالات طالت عددا من الناشطين والصحفيين وآخرها اغتيال مراسل روسيا اليوم وروبتلي والوكالة الفرنسية نبيل القعيطي على يد مجهولين على بعد أمتار قليلة من منزله في مدينة عدن على مرأى من زوجته الحامل.

وعبرّ سياسيون وصحفيون وكتاب ونشطاء حقوق إنسان حول العالم عن حزنهم لاغتيال القعيطي، واعتبروا الجريمة بأنها مأساة جديدة لليمن. 
ودشنت الوكالة الفرنسية التي كان يعمل لديها نبيل، حملة جمع تبرعات على الانترنت لعائلته. شاركها عدد من الصحفيين في الوكالة بشكل واسع.


- المصدر: سوث24، RT، تويتر 

نبيل القعيطي الصحافة عدن جنوب اليمن الإخوان المسلمين الوكالة الفرنسية اغتيال الإرهاب الحكومة اليمنية المجلس الانتقالي روسيا اليوم