الأطماع التركية في جنوب اليمن تُحرِّك الدبلوماسية المصرية

الأطماع التركية في جنوب اليمن تُحرِّك الدبلوماسية المصرية

دولي

الخميس, 06-08-2020 الساعة 07:15 مساءً بتوقيت عدن

سوث24| ترجمة خاصة 

أجرى  الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محادثات في 27 يوليو / تموز مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود حول التطورات الإقليمية، بما في ذلك الوضع في اليمن. وبحسب بيان رئاسي، أشاد وزير الخارجية بدور مصر الاستراتيجي في حماية الأمن القومي العربي والدفاع عن القضايا العربية.

كما أجرى الوزير السعودي محادثات مع نظيره المصري سامح شكري، وقال في مؤتمر صحفي إن مباحثاته في القاهرة تناولت القضايا الرئيسية في المنطقة وتحديات الأمن الإقليمي.

من جانبه قال شكري إن المباحثات تركزت على مواجهة محاولات دول إقليمية توسيع وجودها وتأثيرها السلبي في المنطقة العربية. وأضاف أن مصر والسعودية مسؤولتان عن أمن واستقرار المنطقة العربية وضمان عدم هدر الموارد العربية من دول غير عربية.

بعد يومين من الزيارة، كشفت الرياض في 29 يوليو / تموز عن آلية لتسريع تنفيذ اتفاق تقاسم السلطة الموقّع في الرياض في نوفمبر 2019 بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي .. وتهدف الاتفاقية إلى إنهاء التنافس الطويل الأمد بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة. وكلا الخصمين اليمنيين حليفين اسميين في ظل تحالف بقيادة السعودية يقاتل المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران، الذين سيطروا على جزء كبير من شمال اليمن عام 2014.

"سهلت الدبلوماسية المصرية الاتفاق الجديد لإنهاء النزاع
بين الحكومة اليمنية والانفصاليين الجنوبيين المدعومين" 

ورغم ذلك، فقد دخل اتفاق الرياض، في شهر أبريل، في حالة من الفوضى عندما أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الحكم الذاتي في مدينة عدن الجنوبية، المقر الفعلي للحكومة المعترف بها دوليًا، مما أدى إلى اندلاع قتال بين القوات الحكومية ومقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي في جميع أنحاء المحافظات الجنوبية.

وتقضي الآلية السعودية الجديدة بتشكيل حكومة جديدة في اليمن خلال 30 يوماً من توقيعها وتعيين محافظ جديد ومدير أمن لعدن خلفا لأحمد سالم ربيع واللواء شلال علي شايع. ورداً على الخطة السعودية، تخلى المجلس الانتقالي عن إعلان الحكم الذاتي.

ورحّبت وزارة الخارجية المصرية في بيان يوم 29 يوليو بالآلية السعودية لإنهاء المواجهة بين الخصمين اليمنيين. كما أشاد البيان بدعم الإمارات للسعودية للتوصل إلى حل سياسي في اليمن. والإمارات عضو في التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين.

قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، للمونيتور إنّ مصر تتابع عن كثب التطورات في اليمن. وقال إنه "منذ اندلاع الصراع اليمني، اتبعت مصر سياسة عدم إشراكها في أي مفاوضات مباشرة ما لم تتعرض المصالح المصرية للتهديد."

وبحسب فهمي، فإنّ جميع أطراف النزاع اليمني، سواء الخليج أو الحكومة اليمنية أو الانفصاليين الجنوبيين أو المتمردين الحوثيين، يرون مصر كوسيط موثوق. مصر تجري اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع جميع الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية.

"جميع أطراف النزاع اليمني يرون  مصر كوسيط موثوق" 

في 21 يوليو، تعهّد المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم حق مصر في الدفاع عن أمنها ومصالحها ضد تهديدات الجماعات المدعومة من تركيا وقطر - وكلا البلدين يدعمان جماعة الإخوان المسلمين، التي أدرجتها القاهرة في القائمة السوداء عام 2013.

وقال فهمي إن مصر لديها مصالح استراتيجية في اليمن لأنّ أي تدهور أمني سيؤثر على مصر، وتحديداً مضيق باب المندب - الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن - وقناة السويس.

زار رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك سعيد مصر في 19 يوليو / تموز حيث أجرى محادثات مع السيسي حول الوضع في اليمن. وبحسب بيان رئاسي، تركزت المحادثات على تعزيز التعاون الثنائي لتعزيز الأمن في البحر الأحمر.

وقال النائب أحمد فؤاد أباظة، نائب رئيس لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري، لـ "المونيتور"، إنّ مصر تسعى إلى إعادة الاستقرار إلى جميع الدول العربية، بما في ذلك اليمن حيث تعمل القاهرة لإنهاء الحرب الأهلية هناك.

"تعهد المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم حق مصر في الدفاع عن أمنها ومصالحها ضد تهديدات الجماعات المدعومة من تركيا وقطر" 

وقال فؤاد إنّ الاتفاق الجديد بين الخصمين اليمنيين سيساعد في تعزيز الأمن في البحر الأحمر. "كانت مصر تدرك الدور الخطير الذي تلعبه تركيا في بعض الدول العربية مثل ليبيا واليمن، وهذه الصفقة تأتي في إطار مواجهة الدور التركي في المنطقة".

أثار الدعم العسكري التركي لحكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس غضباً في مصر، التي هددت في 20 يونيو بالتدخل العسكري في ليبيا إذا تحركت قوات الوفاق المدعومة من تركيا للاستيلاء على مدينة سرت الغنية بالنفط من قوات الزعيم الليبي الشرقي خليفة حفتر المدعوم من القاهرة.

وذكرت تقارير إعلامية أنّ أنقرة تسعى للحصول على موطئ قدم في جنوب اليمن تحت غطاء المساعدات الإنسانية. وفقًا لهذه التقارير، تعمل تركيا على جذب السكان المحليين المعارضين لتدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من خلال المساعدات التي تقدمها منظمة الإغاثة الإنسانية التركية.

يعتقد فهمي أنّ صفقة اليمن الجديدة كانت جزءًا من الجهود المصرية السعودية الإماراتية لمواجهة الدور التركي المتزايد في جنوب اليمن.

فهمي: "تركيا ترى أنّ الحصول على موطئ قدم في جنوب اليمن سيكون أكبر جائزة لها في منطقة الخليج" 
 

وقد أشاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة يوم 29 يوليو بالتعاون المصري السعودي لمواجهة محاولات القوى الإقليمية لتوسيع نفوذها في المنطقة العربية.

وقال فهمي إنّ تركيا تسعى لتوسيع وجودها في ليبيا والنيجر وتشاد واليمن من أجل تعميق وجودها ونفوذها في المنطقة. وقال "تركيا ترى أنّ الحصول على موطئ قدم في جنوب اليمن سيكون أكبر جائزة لها في منطقة الخليج التي تمتلك احتياطيات ضخمة من الغاز والنفط."

وأضاف فهمي أنّ "تركيا تحاول أن يكون لها وجود هناك بعد إجبارها على الخروج من جزيرة سواكن السودانية بالبحر الأحمر في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر البشير في السودان".

- محمد صبري، صحفي مصري عمل في العديد من وكالات الأنباء، بينها وكالة أنباء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الرسمية. متخصص في الشؤون السياسية.
 
- المصدر الأصلي بالإنجليزية: المونيتور الأمريكي 
- ترجمة وتنقيح: سوث24 للأخبار والدراسات 

اتفاق الرياض الحكومة اليمنية الحوثيون المجلس الانتقالي اليمن الإمارات حرب اليمن جنوب اليمن استقلال الجنوب تركيا الأطماع التركية البحر الأحمر مصر الإمارات