31-08-2020 الساعة 11 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| خاص
هذه الوثيقة تم إعدادها من قبل مكتب (...) يختص بتحليل الشرق الأدنى وجنوب آسيا، مع مساهمات من مكتب تحليل NESA، رُفعت عنها السرية جزئيا، وتم الموافقة عليها للإصدار في 30 يناير 2014. (وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إيه).
شمال وجنوب اليمن: مقارنة القدرات العسكرية
لا الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) ولا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي) لديها جيش كاف القوة لتحقيق نصر عسكري حاسم على الآخر. جيشيها والقوات الجوية قابلة للمقارنة من حيث الكمية والنوعية للمعدات. في حالة القتال، يتمتع جيش اليمن الجنوبي بميزة متقدّمة بسبب التدريب الأفضل، لكن لا يملك أي من الجانبين القدرة على تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة.. (.)
في نهاية المطاف، الجيش ذو المعنويات المتفوّقة، والأكثر فعالية قبلياً، سيكون أفضل في المعركة. معظم العسكريين اليمنيين لديهم ولاء لقبائلهم أقوى من ولائهم لحكمهم الوطني، ما يجعل استعدادهم للقتال يعتمد بشكل كبير على الروابط القبلية. قدرة أي من البلدين على تجنيد خدمات الميليشيات القبلية القوي يُمكن أن يقرّر الصراع اليمني.
لقد دربت موسكو كلا الجيشين، لكنّ التدريبات السوفيتية المكثفة زودّت القوات المسلّحة في جنوب اليمن بتفوّق عملياتي على اليمن الشمالي. السوفييت لم يعلّموا اليمنيين كيفية الحفاظ على المعدات، فضلا عن ذلك، إدامة اعتمادهم على الصيانة السوفيتية.
السوفييت في وضع يسمح لهم بتوفير الحسم في الحرب بين شمال وجنوب اليمن، لكن ربما سيحاولون الحفاظ على الحياد. موسكو لديها مساهمات طويلة الأجل ناتجة عن العروض العسكرية والعلاقات مع كلا البلدين ولن تُخاطر باستعداء دول الخليج العربي المعتدلة من خلال دعم نشط لأي من الجانبين.
ومع ذلك ربما يتدخل السوفييت بشكل حاسم لصالح جنوب اليمن في حال التهديد غير المحتمل بعملية عسكرية يمنية شمالية لإسقاط النظام في عدن. كما أنّ موسكو سوف تستخدم نفوذها لكبح جماح جنوب اليمن من تحقيق نصر حاسم على صنعاء.
من المحتمل أن يظلّ .. كلاهما معتمدين على موسكو في أغلب الأحيان للاحتياجات العسكرية..، على الرغم من الزيادات المتوقعة في الاكتشافات النفطية على جانبي الحدود. لن يكون لا لـ عدن ولا صنعاء تمويل مستقل كافٍ لمشتريات الأسلحة الكبيرة.
من المحتمل أن يقدّم السعوديون مساعدات عسكرية كبيرة إلى اليمن الشمالي، إذا اعتقدت الرياض أن صنعاء تواجه هزيمة عسكرية. السعوديون رغم ذلك حريصون على تقليل هذه المساعدات لليمن الشمالي في وقت السلم، لمنع الجيش اليمني الشمالي من استخدام الأسلحة ضدهم.
قدّم الليبيون مؤخراً لليمن الشمالي دعماً عسكرياً كبيراً في مقابل توثيق العلاقات اليمنية الشمالية، ودعم الحرب الليبية مع تشاد. خلال العام الماضي كان الليبيون هم ثاني أكبر مصدر للمساعدات العسكرية لليمن الشمالي.
صراع الرهان بين شمال وجنوب اليمن من شأنه أن يوفّر للولايات المتحدة فرص لزيادة علاقتها العسكرية مع شمال اليمن، لكنّ صنعاء ستحاول الحفاظ على علاقتها العسكرية السوفيتية... من المؤكد أنّ اليمن الشمالي سيضغط على الولايات المتحدة لعلاقة إمداد عسكرية مباشرة تتجاوز السعوديين. صنعاء تواصل تقييم المعدات العسكرية الأمريكية والتدريب لكنها على الأرجح ستعمل لصالح المصالح السوفيتية والليبية.. طالما أنّ موسكو وطرابلس تواصل تلبية طلبات أسلحة اليمن الشمالي.
خريطة اليمن الجنوبي واليمن الشمالي كما أظهرتها وثيقة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه)
منذ تأسيس جنوب اليمن كدولة ماركسية في عام 1967، شارك جنوب وشمال اليمن في حربين مع بعضهما البعض وسلسلة من الاشتباكات الحدودية الكبيرة. غزت قوات جنوب اليمن شمال اليمن عام 1972 و1979. الهجوم الثاني دعم تمرد كبير في جنوب اليمن الشمالي، هزمته صنعاء بالأخير بعد ثلاث سنوات من الجهد وبمساعدة عسكرية كبيرة من السعودية والاتحاد السوفييتي.
نعتقد أن القيود السياسية والاقتصادية ستمنع اندلاع صراع واسع النطاق بين شمال وجنوب اليمن في المستقبل القريب، لكن البلدين لديهما ارتياب تقليدي، واختلافات أيدلوجية، وإمكانية أن تؤدي تضارب المصالح النفطية إلى اشتباكات عسكرية مع مرور الوقت.
لا عدن ولا صنعاء على استعداد لبدء مواجهة عسكرية كبيرة، لأنّ كلا النظامين يحاولان بث الحياة في الاقتصادات التي تحتظر، وتواجه تحديات سياسية. نعتقد أنّ عدن وصنعاء مترددتان في المخاطرة بتعريض المساعدات العسكرية والاقتصادية السوفيتية المهمة للخطر، من خلال محاولة بدء نزاع آخر.
مقارنة القدرات
في القتال البري، نحن لا نصدّق أنّ أي من الجانبين يمكن أن يحقق نصرا حاسماً. قتال كبير من شأنه أن يرهق بشدة قدرات جيوش كلي البلدين وقواتهما الجوية. جيش اليمن الشمالي لديه مشاركة فردية أكثر، لكن اليمن الجنوبي يتمتع بميزة متقدّمة، لأنّ لديه تدريب أفضل ووحدات حدودية أكبر. نحن نعتقد أن قدرة أي من الجانبين على الاستيلاء والاحتفاظ بمساحات كبيرة مقيدّ بشدة لمشاكل لوجستية.
"اليمن الجنوبي يتمتع بميزة متقدّمة، لأن لديه تدريب أفضل ووحدات حدودية أكبر"
بالإضافة إلى أنّ الجيش والقوات الجوية على كلا الجانبين تعتمد على مستشارين عسكريين سوفييت، وسيجدون من الصعوبة الحفاظ على معداتهم العسكرية السوفيتية من دونهم.
عرض عسكري لجيش اليمن الجنوبي في الثمانينات في عدن (أرشيف)
القوات البرية
الأرقام الإجمالية تُشير إلى التكافؤ عدديا. فالقوات البرية لدى الدولتين هي نفسها تقريبا. يبلغ عدد الجيش النظامي الشمالي 35000 شخص، بينما يبلغ جيش اليمن الجنوبي النظامي 24000، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 15000 قوات في الخدمة الفعلية تعمل بتنسيق وثيق مع الجيش. القوات الاحتياطية لكلا الجانبين من الصعب حسابها، لكنها يمكن أن تكون كبيرة.
شمال اليمن حشد 10000 شخص أعادهم للخدمة في موكب اليوم الوطني في صنعاء يوم 26 سبتمبر 1987. أجرى كلا الجانبين 11 مناورة قتالية لألوية من قوام 2000 شخص.. ولكلٍ منها عدة آلاف من الأفراد النظاميين الذين يخدمون في الأمن الخاص والقوات والوحدات شبه العسكرية. لدى شمال اليمن 32 وحدة مصنّفة كألوية، لكن العديد منها ليس أكثر من مجرد تشكيلات.
مقارنة المعدات
كلا الجيشين لديهما معدات متساوية من حيث الكمية والنوعية تقريباً. يعتمد كل منها بشكل أساسي على الدروع والمدفعية السوفيتية، على الرغم من أنّ اليمن الشمالي لديه أيضا ثلاث طائرات أمريكية مجهزّة. اليمن الشمالي لديه المزيد من المركبات المدرّعة أكثر من الجنوب، لكن الجنوب. (.) لديه المزيد من المدفعية والعمليات.
شمال اليمن لديه لواءان بمجموع 3000 جندي يخدمون في العراق. يتم تجديدها كل ستة أشهر، وتجري الدورة الأولى في أكتوبر 1987. عند عودتهم إلى شمال اليمن العديد من هذه الكتائب تحتفظ بتسميتها الفخرية "كتائب العروبة". هذه الكتائب منتشرة في جميع أنحاء شمال اليمن لكنّ قوتهم غير معروفة.
صواريخ تكتيكية، بما في ذلك صواريخ أرض- أرض سكود وFORG. لم يتمكن أي من الجانبيين من نشرها عملياً بشكل ملحوظ.. الجيشان يحملان كميات كبيرة من معدات الحرب العالمية الثانية عتيقة الطراز، بما في ذلك دبابات T-34.
انتشار الوحدات
لفترة طويلة من التعبئة للقوات البرية في عدن، سيكون لليمن الجنوبي ميزة أولية في حرب الحدود المستقبلية جزئيا، بسبب وحداتها الحدودية الأكبر. جنوب اليمن خصص المزيد من الدبابات والمدفعية لكل كتائبه، مما يوفر له المزيد من قوة النيران المركّزة. وحدات شمال اليمن هي مناسبة تماما لحروب مكافحة التمرد، ولكن من المحتمل أن يتم تجاوز ذلك في هجوم مفاجئ للقوات التقليدية. بددت صنعاء ميزة الدروع من خلال نشر دبابات بتشكيلات أصغر حجماً.
"جنوب اليمن خصص المزيد من الدبابات والمدفعية لكل كتائبه، مما يوفّر له المزيد من قوة النيران المركّزة. وحدات شمال اليمن هي مناسبة تماما لحروب مكافحة التمرد"
قوات اليمن الجنوبي مدربة بشكلٍ أفضل على استخدام معداتهم، خاصة المدفعية والدبابات. اليمنيون الجنوبيون أجروا المزيد من التمارين بما في ذلك الاستخدام المتكرر للذخيرة الحية، ربما بسبب نفوذهم وتخطيط المستشارين الكوبيين، الذين يُشرفون على مثل هذا التدريب... ربما تتلقى قوات اليمن الجنوبي أكثر دعم ناري دقيق من مدفعيتهم.
القيود على القيادة والسيطرة والاتصال
هناك تنسيق وثيق بين الجيش والقوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي في جنوب اليمن. مستشارون عسكريون سوفييت وكوبيون يشرفون على العمليات العسكرية لجنوب اليمن، وربما تكون كذلك مسؤولة عن الأداء الفعّال للجيش في مجال الاتصالات.
القيادة والسيطرة لجبهة جنوب اليمن ربما لن تعمل الوحدات بكفاءة في الحرب. ربما لن يشارك المستشارون السوفييت مباشرة مع القتال مع الوحدات الحدودية لليمن الجنوبي.. إجراءات قيادة التحكم شديدة المركزية التي يمارسها اليمنيون الجنوبيون في إخراج التدريبات السوفيتية سوف تنهار في القتال الفعلي...
اليمن الشمالي لديه مشاكل خطيرة في تنسيق القوات، لأنّ السوفييت غير مسموح لهم القيام بدور كبير في العمليات العسكرية كما يفعلون في جنوب اليمن، وجزئيا بسبب مخزون الأسلحة لليمن الشمالي وعمليات الاتصالات.. استخدام اللغات الروسية والإنجليزية والعربية في الاتصالات العسكرية..
لوجستيات غير كافية
هُناك مشاكل لوجستية عائقة لكلي الجانبين وبالتأكيد سيحدّ ذلك من القدرة لأي جيش على التوغل في عمق أراضي الطرف الآخر. التضاريس الجبلية والصحراء على طول معظم الحدود دون حركة سريعة أو إعادة إمداد تقدم القوات... مشكلة حادة لوحدات الحدود على كلا الجانبين.
- تم تلخيص وترجمة وتنقيح هذه الوثيقة من قبل مركز سوث24 للأخبار والدراسات.
- نصوص الوثيقة رُفعت السرية عن فقرات فيها جزئياً.. ونشرها الموقع الرسمي لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه)
- ينشر سوث24 جزء ثانٍ من الوثيقة في وقت لاحق.