31-12-2020 at 11 AM Aden Time
سوث24| عدن
احتل الهجوم الذي تعرض له مطار عدن الدولي، أمس الأربعاء، بالتزامن مع وصول أعضاء حكومة المناصفة اليمنية الجديدة، صدارة تغطية الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الخميس، متناولة الجهات المحتملة المتورطة بالجريمة، ولمّحت بعضها إلى غياب الحس الأمني للحكومة، واتهمت العديد من وزراءها بالرفاهية.
صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية نقلت عن مسؤولين غربيين ومحللين قولهم إنه من المتوقع أن يكون الحوثيون هم من نفذ الهجوم الذي قتل 25 شخصا وأصيب فيه أكثر من 110 جرحى.
وذكرت الصحيفة بشنّ الحوثيين هجوما دقيقا على عرض عسكري في عدن شهر أغسطس 2019، ما أدى إلى مقتل قائد عسكري يمني بارز.
وقالت إن مسؤولين غربيين لم يستبعدوا احتمال تورط تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في الهجوم على مطار عدن، معتبرة أن هذه أحدث ضربة للدولة التي تجاهد للخروج من صراع مدمر.
ورأت أن الهجوم يثير المزيد من التوترات في اليمن، الدولة المحاصرة وسط أزمة سياسية وأخرى إنسانية، بعد سنوات من الحرب التي أججتها صدامات القوى الإقليمية.
وقالت الصحفية ”إيلينا ديلوزيير“، خبيرة الشؤون اليمنية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى للصحيفة: ”القلق الحقيقي مستقبلاً هو أن هذا الهجوم سيؤدي إلى انقسام الحكومة الجديدة أكثر مما سيؤدي إلى توحيدها“.
ورأت ”ديلوزيير“ أن الهجوم الحوثي يجب أن يؤدي إلى توحيد الحكومة الجديدة في الدفاع ضد عدو مشترك، ولكن إذا لم يكن لدى أطراف الحكومة الجديدة رؤية موحدة حول المسؤول عن الهجوم، فإن هذا سيؤدي إلى إثارة الشكوك والانقسامات داخل الحكومة منذ يومها الأول.
النجاة من كارثة محتملة
صحيفة ”غارديان“ البريطانية رأت أن الهجوم يمثل بداية قاتمة لحكومة الوحدة الجديدة التي أدت القسم في السعودية الأسبوع الماضي، حيث كان الهدف من هذا التشكيل الحكومي الجديد رأب صدع الخلافات الخطيرة بين الحكومة المعترف بها دولياً بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسيطر على عدن حالياً.
ونقلت عن نجيب العوج، وزير الاتصالات في الحكومة اليمنية الجديدة، قوله: ”الأمر كان سيصبح كارثياً إذا تم تفجير الطائرة التي تحمل وزراء الحكومة الجديدة، الطائرة كانت هدفاً للهجوم، حيث كان من المقرر أن تهبط في توقيت مبكر عن الذي وصلت فيه إلى مطار عدن“.
اقرأ أيضا: يومٌ دامي.. انفجاراتُ في مطار عدن تزامناً مع وصول حكومة المناصفة
السجادة الحمراء
قناة بي بي سي الإنجليزية لمّحت إلى غياب الحس الأمني للحكومة الجديدة، التي كان يعيش بعض وزراءها حياة مريحة في الرياض، واعتبرت الهجوم رسالة واضحة للتحالف العربي.
وقالت "من الواضح أنّ الحكومة الجديدة لم تتوقع هذه الكارثة عندما أعلنت أن وصولها سيتم بثه على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون."
وأضافت "تم نشر السجادة الحمراء لإرسال إشارة إلى السكان الذين يعانون منذ فترة طويلة في الجنوب بأن حكومة جديدة في طريقها لمعالجة شكاواهم العديدة، بما في ذلك الاقتتال الداخلي بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي لطخ حياتهم وأضعف القتال ضد الحوثيين في الشمال".
وقال موقع بي بي سي الإنجليزي، في تقرير مطوّل، "يعيش الرئيس والعديد من الوزراء حياة مريحة في العاصمة السعودية الرياض. ويؤكد هذا الهجوم الجريء، الذي يلقونه باللائمة على الحوثيين، مخاطر العودة، ومخاطر الابتعاد. كما أنها رسالة صريحة إلى حلفائهم السعوديين والإماراتيين، في محاولة لتخليص أنفسهم من هذه المعركة العقابية، بأنها لا تزال بعيدة عن النهاية."
وتضيف المجلة "بدأت المفاوضات التي توسطت فيها الأمم المتحدة بين الفصائل المتحاربة، وتعثرت، وتوقفت عدة مرات، تاركة البلاد في مأزق كئيب دون أي إشارة واضحة إلى اتفاق سلام دائم. وفي الوقت نفسه، يحذر كبار المسؤولين في الأمم المتحدة من أن المانحين الدوليين لم يقدموا سوى نصف ما تقول جماعات الإغاثة إنه مطلوب لتزويد السكان المدنيين المحاصرين بالغذاء والدواء وغيرها من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة."
- المصادر: سوث24، إرم نيوز