02-03-2022 at 11 AM Aden Time
سوث24 | تشيرنيهيف
لا يزال سبعة طلاب ومهاجرين يمنيين، هرب بعضهم من الحرب الأهلية في اليمن، عالقين بأحد الملاجئ التي خصصتها الشرطة الأوكرانية لسكان مقاطعة شيرنيهيف شمال أوكرانيا، مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية يومها السابع، وفقا لمصادر "سوث24" هناك.
بدأت قصة هؤلاء السبعة اليمنيين في سبتمبر 2021، عندما قرروا تجاوز الحدود الأوكرانية البولندية مشيا على الأقدام، للبحث عن الأمن والسلام في أراضي الاتحاد الأوروبي.
وهناك "قمنا بتسليم أنفسنا للسلطات البولندية بعد ما نفذ منا الماء والطعام وطلبنا حق اللجوء لديها. وبعد تحقيقات استمرت لثلاثة أيام، رفضت السلطات البولندية طلبنا، وأعادتنا يوم 14 سبتمبر قسريا إلى الأراضي الأوكرانية، حيث حُكم علينا هناك بالاحتجاز لمدة ستة أشهر".
وبولندا دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، الذي يكفل حق اللجوء، وفقا لمعاهدات وقوانين اللجوء العالمية، خصوصا منها اتفاقية 1951 وبروتوكول 1967 الخاصين بوضع اللاجئين.
بعد قرابة ستة أشهر أشهر من احتجاز السلطات الأوكرانية لهم في منشأة على الحدود مع بيلاروسيا، أطلق حُراس المحتجز سراحهم يوم 24 فبراير بعد ساعات من إعلان الرئيس الروسي فلادمير بوتين بدء غزو أوكرانيا.
ولا يزال عشرات الطلاب والمهاجرين اليمنيين، عالقين في عدة مدن أوكرانية مع استمرار أعمال القتال والقصف الجوي الشديد الذي عطّل جميع خدمات النقل في البلد الأوروبي.
وشرح السبعة اليمنيون معاناتهم في رسالة بعثوا بها لـ "سوث24": "عندما بدأ دوي أصوات القصف واندلعت الحرب يوم الخميس 24 فبراير، طالبنا سلطات المحتجز الأوكرانية إجلاءنا إلى مكان آمن، لكنهم رفضوا ذلك وأطلقوا سراحنا ظهر ذلك اليوم إلى وسط الغابة."
"لمدة 24 ساعة، قطعنا، تحت وطأة البرد والثلوج، مسافة أكثر من50 كيلو متر مشيا على الأقدام للبحث عن وجهة آمنة، وسط الاشتباكات والقصف المستمر. مررنا من خلال ثكنات عسكرية وتعرض البعض للتهديد والسرقة من قبل قطاع الطرق." أبلغ أحدهم عبر الهاتف سوث24 بأنّ "خدمات النقل معطلة، ولا توجد مركبات على الطرق يمكنها أن تقلنا".
استطاع اليمنيون السبعة بلوغ مدينة تشيرنيهيف. لكنّ أعمال القصف والمواجهات كانت قد اشتدت في المدينة. تحدثت وسائل إعلام أوكرانية أنّ القوات الروسية حاولت اقتحام المدينة عدة مرات. وتتركز حتى هذه اللحظة أعمال قصف شديدة على بعض أحياءها.
ومنذ يومين، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها طوقت مدينة تشيرنيهيف، التي تبعد حوالي 150 كيلومترا شمال العاصمة كييف.
وقال المتحدث ايغور كوناشينكوف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الروسية انترفاكس "اكتمل إغلاق المدينة".
صحفيون يرصدون أوضاع سكان كييف في مترو الأنفاق، الثلاثاء، 02 مارس 2022 (الصورة: مستشار وزير الداخلية الأوكراني - تلجرام)
لا حل حتى هذه اللحظة
نظرا لحالة الإغلاق التي تشهدها المدينة، أخبر المهاجرون اليمنيون سوث 24: "اضطررنا للنوم في نُزل وفي الشارع، حتى سمحت لنا سلطات أمن المدينة بالبقاء في ملجأ لسكان المدينة تحت الأرض. وعقب خمس دقائق من دخولنا سمعنا دوي قصف كبير، تبيّن أنه استهدف المبنى المجاور لنا مباشرة".
يقول العالقون اليمنيون أنهم أجروا اتصالات مع جميع المنظمات الدولية المعنية والسفارة اليمنية في بولندا "إلا إنه لم نجد حل إلى هذه اللحظة".
وتابع سوث24 معاناة المهاجرين اليمنيين منذ لحظة خروجهم من المحتجز، عندما بدأت الحرب في أوكرانيا.
ويوم الأحد، قالت وزارة الخارجية اليمنية إنَّها قامت بتسهيل إجراءات خروج 22 مواطناً يمنياً من الأراضي الأوكرانية إلى دولتي بولندا ورومانيا المجاورتين.
وتقدّر الإحصائيات أنّ عدد اليمنيين الذين يتواجدون في أوكرانيا بغرض الدراسة أو العمل قرابة 1000 فرد.
وكانت السفارة اليمنية في المجر قد أعلنت، الأحد، أنَّها تواصلت مع الجهات المجرية للاستفسار عن إجراءات التعامل مع الواصلين من أوكرانيا إلى الحدود المجرية، بما فيهم اليمنيين.
كما قالت سفارة اليمن لدى النمسا إنَّها تواصلت مع جمهورية سلوفاكيا التي أفادت بأنَّه يُسمح للمواطنين اليمنيين القادمين من أوكرانيا دخول أراضي البلاد بشرط إثبات إقامتهم الرسمية، وبدون فيزا.
ومنذ سبعة أيام، يتصاعد الاقتتال العنيف في شرق وشمال أوكرانيا، عقب إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن عملية عسكرية روسية خاصة في أوكرانيا، وسط تنديد وعقوبات غربية.
عنصرية ورفض
وتنذر الحرب الروسية الأوكرانية، وفقاً للأمم المتحدة، بموجات ضخمة من اللاجئين. وتجاوز عدد الذي فروا من أوكرانيا أكثر من نصف مليون شخص.
وقالت تقارير صحفية أنّ السلطات البولندية مارست تمييزا و "عنصرية" ضد بعض الفارين من أوكرانيا. وتم منع مواطني دول أخرى وعمال من إفريقيا وآسيا من الصعود على متن وسائل النقل عبر الحدود الأوكرانية.
ورفض الأمين العام للأمم المتحدة التمييز ضد الرعايا الأجانب. وقال متحدث الأمين العام، ستيفان دوجاريك أن "الأمين العام يرفض بشدة وبأي شكل كان أي تمييز على أساس العرق أو الدين أو الأصل القومي في سياق هذا الصراع وكذلك فيما يتعلق بمعاملة الأشخاص الذين يحاولون مغادرة أوكرانيا بحثا عن ملجأ في بلد آخر".
إلا أنّ حرس الحدود البولندي برر ذلك بإنه "يُسمح لجميع الفارين من الحرب بعبور الحدود إلى بولندا. وفي حالة بعض الأجانب، يتعين على حرس الحدود التصرف بشكل منفصل وفقًا لواجباته القانونية، ولكن لا يتم ترحيل أي شخص إلى أوكرانيا."
لقد تركنا بلدنا بسبب "الحرب وغياب الاستقرار وانتشار البطالة وتفشي الفساد والظلم" يقول أحد العالقين من جنوب اليمن لسوث24، ويضيف "لم نكن نتوقع هذا المصير ولا ندري كيف سنخرج من كل هذا، لكن لا يزال لدينا أمل".
وتشهد اليمن أيضا، حربا أهلية مستمرة منذ سبع سنوات على التوالي، بعد سيطرة ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران على صنعاء، وتوسّع الصراع ليشمل تدخل دول جوار البلد الفقير. وتشكّل الأزمة الإنسانية في اليمن الأسوأ في العالم.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة: المهاجرون اليمنيون، يعتزمون البحث عن ملاذ آمن مشيا على الأقدام، شمال أوكرانيا (الصورة: سوث24)