التقارير الخاصة

ما هي أبرز التحديات أمام محافظ حضرموت الجديد؟

مبخوت بن ماضي بجوار رئيس المجلس الرئاسي (سبأ)

29-08-2022 at 3 PM Aden Time

language-symbol

سوث24 | عبد الله الشادلي 


في 31 يوليو الماضي، أصدر المجلس الرئاسي قرارا بتعيين البرلماني مبخوت بن مبارك بن ماضي محافظاً لمحافظة حضرموت، جنوب اليمن، خلفا لفرج البحسني عضو الرئاسي والمحافظ السابق.


وجاء تعيين مبخوت ضمن حزمة من القرارات في الحكومة والقضاء ومحافظي المحافظات أصدرها المجلس الرئاسي. ومع وصوله للقصر الجمهوري في المكلا، عاصمة المحافظة النفطية الغنية، برزت التساؤلات حول التحديات التي سوف تواجه المحافظ الجديد.


وبشكل أساسي، يعتبر ملف الخدمات في حضرموت، بالإضافة للملف الأمني وإدارة مديريات وادي وصحراء المحافظة، أكبر التحديات وفقاً لمراقبين ومحللين تحدثوا لـ "سوث24"، لا سيما في ظل التجاذبات السياسية والعسكرية التي تشهدها محافظات الجنوب الشرقية.


الخدمات والطرق


يعتبر ملف الخدمات من أهم التحديات أمام محافظ حضرموت الجديد مبخوت بن ماضي. لقد شهدت هذه المحافظة الكبيرة احتجاجات واسعة وغاضبة في المدن الرئيسية طيلة الأعوام الماضية للتنديد بتردي الخدمات. 


وعلى الرغم من ثرواتها النفطية الكبيرة، تعاني حضرموت من مشكلات في الكهرباء والمياه، بالإضافة لتدهور البنى التحتية والطرقات.


"ملف الكهرباء في حضرموت، سيكون ضمن أبرز التحديات للسلطة الجديدة"، قال الناشط السياسي عبد الله باجبع لـ "سوث24". وأضاف: "جميع المحافظين السابقين لم يستطيعوا إيجاد حلٍ نهائيٍ لهذه المشكلة".


وفي تقرير سابق لـ "سوث24"، كشف مدير عام مؤسسة الكهرباء بساحل حضرموت، المهندس طلال الحبشي أنَّ "إجمالي الطاقة المُنتَجة في ساحل حضرموت يُقدَّر بنحو 140 ميجاواط، وأنَّ الطّاقة المطلوبة فعلياً نحو 260 ميجاواط".


ووفقاً لمصادر في القطاع تحدثت لـ "سوث24"، فإنَّ إرث السلطة السابقة من عقود ومناقصات غير قانونية في قطاع الكهرباء وتغلغل نافذين شماليين فيه يعتبر أيضاً ضمن التحديات الرئيسية لمحافظ حضرموت الجديد. 


مُتعلق: قطاع الكهرباء في حضرموت: بين صراع النفوذ وتهميش الاستثمار


وإلى جانب الكهرباء، تبرز مشاكل البنى التحتية والطرقات في حضرموت. وعن هذا، قال المهندس بمكتب الأشغال العامة والطرق في الساحل، عبد الله سمير، لـ "سوث24": "مشاريع الطرقات سيئة وتمثَّل مشكلة حقيقية".


مُتعلق: مشاريع البنُى التحتية بحضرموت: فساد في المناقصات والتنفيذ


وأضاف: "يشاهد الجميع كيف تبدو شوارع مدينة المكلا أثناء هطول الأمطار. إنّها تصبح أشبه بأحواض لتجميع المياه، بسبب افتقارها لقنوات التصريف".


وتطرّق المهندس إلى التحديات التي تواجه المخططات القديمة، وأشار إلى أنّ قنوات التصريف فيها "تكاد تكون شبه معدومة وأنّها وإن وجدت فهي ضيّقة جداً ولا تفي بالغرض".


ومع غياب الرقابة، شرع بعض المواطنين في البناء بمجاري السيول والعبّارات [مواقع مخصصة لتصريف مياه السيول]، وأدَّى ذلك إلى إغلاقها بعضها تماما. 


ويعتقد المهندس خالد بن ماضي إنَّ "حالة بعض الطرقات في المكلا تنذر بخروجها عن الخدمة بشكل كلي".


وأضاف: "لقد أدّى وجود الخطوط الرئيسية للصرف الصحي وسط الشوارع الرئيسية إلى هبوط الطريق في أماكن خطوط المواسير في العديد من الشوارع، أهمها: شارع الستين، وايضاً شارع منطقة باجعمان وغيرهما".


الملف الأمني والوادي


عملياً، تتركز سلطة محافظ حضرموت الجديد – تماما كسلفه – في مديريات ساحل حضرموت، فيما تتضاءل هذه السلطة في مديريات الوادي والصحراء، بل تكاد تكون منعدمة عند المستويات الأمنية والعسكرية.


وتنتشر في وادي حضرموت ألوية شمالية منضوية في إطار المنطقة العسكرية الأولى. وتشهد هذه المنطقة النفطية الهامة انفلاتا أمنيا مستمرا منذ أعوام طويلة مع تزايد أعمال الاغتيالات التي قيد معظمها ضد مجهول.


ويرى مراقبون وصحفيون أن هذه الظروف تضع تحديات أمنية كبيرة في وادي حضرموت أمام المحافظ الجديد، هي ذاتها التي تواجه مدير أمن الوادي الجديد الذي عُين في 11 مايو الماضي. 


مُتعلق: مدير أمن وادي حضرموت الجديد: السير بين الأشواك


وحول ذلك، قال الصحفي سالم التميمي لـ "سوث24": "الجانب الأمني في مناطق الوادي، يمثل التحدي الأكبر بالنسبة للمحافظ الجديد مبخوت بن ماضي".


وأضاف التميمي: "على الرغم من أنَّ المحافظ السابق رجل عسكري؛ إلا أنّه لم ينجح في إنهاء الخطر الأمني والعسكري المُحتمل تصديره من الوادي للساحل الذي يعيش حالة هدوء واستقرار".


واتهم التميمي المنطقة العسكرية الأولى بارتباطها بـ "الجماعات الإرهابية". ويعتقد الصحفي الحضرمي أنَّ هذه المنطقة "قد تتمرد على أي قرارات بشأنها".


لا تتوقف التحديات أمام محافظ حضرموت الجديد في مناطق الوادي والصحراء عند الجوانب الأمنية والعسكرية فقط، بل حتَّى الإدارية.


وطبقاً لمصادر في السلطة المحلية لـ "سوث24"، فإنَّه "في عهد السلطة السابقة كانت حضرموت تُدار بنظام الغرفتين، غرفة في المكلا [الساحل] بقيادة المحافظ السابق فرج البحسني، وأخرى في سيئون تُدار من قبل وكيل المحافظ لشؤون مديريات الوادي والصحراء، عصام الكثيري".


وقالت المصادر أنَّه "في ظل وجود شبة انفصال بين أداء الغرفتين كان محافظ حضرموت السابق شبه معزول عن الوادي؛ وتركز عمل سلطته في ساحل المحافظة وعاصمتها المكلا".


وبشأن هذا، قال الناشط باجبع: "أولى خطوات إصلاح الاختلالات في الوادي تتمثَّل في إقالة عدد من المسؤولين الذين يخدمون أجندات محسوبة على حزب الإصلاح بأسرع وقت ممكن".


لكن الصحفي علي الخلاقي يرى أنَّ "الفساد المالي والإداري" في حضرموت هو ما يقف أمام نجاح إدارة المحافظ الجديد ساحلا ووادياً".


وأضاف لـ "سوث24": "ليس أمراً سهلاً، أعني أن يتجاوز المحافظ الجديد هذه الحقائق. هناك تركة ثقيلة خلَّفتها السلطة السابقة تصَّعب الأمور أمامه". 


وبالنسبة للمحامي عبد الله ذبيان، فإنَّ "قلة التمويل الحكومي لحضرموت من التحديات الرئيسية أيضاً أمام إدارة المحافظ الجديد مبخوت بن ماضي".


وأضاف لـ "سوث24: "أيضاً يجب تفعيل دور المحاسبة بحق كل مقصّر والقوانين كفيلة بذلك، ولا يُعذر من العقاب كل من ثبُتت رداءة عمله". 


وكان المحافظ مبخوت بن ماضي قد أعلن، في 25 أغسطس، تأييد السلطة المحلية لانتشار النخبة الحضرمية على كامل تراب المحافظة. وأضاف في اللقاء الموسع الذي جمعه بقيادة الهبة الحضرمية: "نؤمن أن الأرض لن يحميها سوى أبنائها". 


السلطة السابقة


في 6 أغسطس، أجريت مراسم الاستلام والتسليم بين محافظ حضرموت السلف، فرج البحسني [عضو المجلس الرئاسي]، والخلف مبخوت بن ماضي. 


وخلال المراسم التي تمت بحضور برلمانيين ومسؤولين في الشورى والسلطة المحلية، أكد المحافظ السابق البحسني دعمه للمحافظ الخلف بن ماضي، مستعرضا الإنجازات التي تحققت خلال فترة إدارته التي امتدت لخمس سنوات.


وعلى الرغم من ذلك، يرى البعض أنَّ البحسني لم يكن يريد التنحي من منصب محافظ حضرموت حتى مع وجوده في المجلس الرئاسي، وهو ما يضع تساؤلا حول ما إذا كانت سلطة البحسني السابقة ستقف عائقا أمام إدارة حضرموت الجديدة.


وفي هذا الصدد، قال الناشط باجبع: "أنا واحد من الذين يرون أنّ سلطة البحسني ستعرقل عمل المحافظ الجديد. يجب أن يكون المحافظ صاحب سلطة ذاتية وقرار ذاتي لا يحسب أي حساب للآخرين خاصة من كانوا أذرعاً للسلطة السابقة".


لكن الصحفي عماد الديني يرى أن التوافق والتفاهم بين البحسني والماضي أكبر من أي شيء أو أي تباينات.


وقال الديني لـ "سوث24": "يخطئ كثير ممن يعتقدون أنّ البحسني قد فقد منصبه بالإكراه، أو أنّه تم تعيين البرلماني الحضرمي مبخوت بن ماضي، خلفا له دون علمه".


وأضاف: "إنَّهم يتجاهلون بأنَّه من رشحه بنفسه. هناك علاقة أخوية راسخة بينهما ولا يُمكن لأي أوهام أن تؤثر على حجم التفاهم والتوافق الحضرمي بين الرجلين". 


وأردف: "سيمضي البحسني جاهداً في خدمة حضرموت وأهلها من موقعه كنائب بمجلس القيادة الرئاسي بكل هدوءه وصمت وحكمة بعيدا عن الدعاية والتزييف وادَّعاء المجد الشخصي".




صحفي ومحرر لدى مركز سوث24 للأخبار والدراسات

Shared Post
Subscribe

Read also