عرض عسكري للحوثيين (إعلام الجماعة)
18-01-2024 at 5 PM Aden Time
سوث24| عبد الله الشادلي
تتوعد مليشيا الحوثيين اليمنية المدعومة من إيران بالرد عسكريا على الضربات الأمريكية البريطانية التي استهدفت مواقع مرتبطة بهم في صنعاء ومحافظات أخرى في 12 يناير الجاري، بالإضافة لضربات أخرى خلال الأيام اللاحقة كان آخرها اليوم الخميس. فما هي قدرات الحوثيين العسكرية وماذا الذي يستطيعون فعله أمام الولايات المتحدة؟
قدرات مُعلنة
يتضمن الموقع الرسمي لجماعة الحوثيين شرحا مفصلا بالصور لأبرز القدرات العسكرية البحرية للمليشيا من صواريخ بالستية مضادة للسفن وصواريخ كروز [صواريخ جوالة]، وزوارق حربية، وألغام بحرية. ويذكر الموقع صواريخ: ميون، وصياد، وسجيل، وتنكيل، وقدس Z-0، وفالق، وفالق1، وعاصف، والمندب1، والمندب2، والبحر الأحمر، ومحيط، وروبيج الروسي".
ويصف الحوثيون صاروخ ميون بأنَّه "صاروخ باليستي “أرض – بحر” يعمل بالوقود الصلب، متوسط المدى، وقادر على إصابة الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة". أما صاروخ صياد المجنح فهو صاروخ كروز مجنح (أرض- بحر) يصل مداه إلى 800 كم يعمل بالوقود الصلب والسائل ، يبلغ طوله (6.80) متر، ووزن الرأس الحربي 200 كيلو جرام.
صاروخ ميون (الموقع الرسمي للحوثيين)
وبشأن تنكيل، فهي وفقا للحوثيين منظومة بالستية أرض – أرض وأرض – بحر ، تعمل بالوقود الصلب، متوسطة المدى، يوجد منها نسختان إحداهما أرض- أرض والأخرى أرض- بحر. وصاروخ قدس Z-0 هو صاروخ كروز ، (أرض – بحر) ، بعيد المدى، وهو مضاد للقطع البحرية.
ويقول الموقع الرسمي للحوثيين إن صاروخ محيط وهو صاروخ (أرض – بحر) مطور من صاروخ قاهر 2-M الباليستي، وإن صاروخ فالق باليستي (أرض – بحر) قادر على التقاط الأهداف بصرياً وحرارياً، يبلغ مداه 140 كيلومتر ، ووزن الرأس المتفجر 105 كيلوجرام ، يعمل بالوقود الصلب.
صاروخ عاصف (الموقع الرسمي للحوثيين)
ويصف الحوثيون صاروخ المندب1 بأنَّه صاروخ مطوّر محلياً من صاروخ C801 صيني الصنع وطوله 5.81 متر وقطره 0.36 مترا ويعمل بالوقود الصلب، وصاروخ المندب 2 بإنه صاروخ بحري مجنح (كروز) وطوله 7 أمتار وقطره (0.36) متر ونوع وقوده سائل ومداه يبلغ 300 كم.
وبحسب المعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية ، يصل مدى صاروخ عاصف2 الذي يملكه الحوثيون إلى نحو 450 كيلومترا، وهو نسخة معدلة من صاروخ "فاتح 313" الإيراني ، في حين يمثل صاروخ "تنكيل" نسخة مضادة للسفن، ويبلغ مداه 500 كيلومتر. وأشار المعهد إلى أنّ هذين الصاروخين يُعتبران أثقل صواريخ الحوثيين المضادة للسفن، وكلاهما برؤوس حربية تزيد عن 300 كيلوغرام، وهما من أصل إيراني.
وفيما يتعلق بالزوارق الحربية، فإنها تشمل "ملاح، وطوفان1، وطوفان2، وطوفان3، ونذير، وعاصف1، وعاصف2، وعاصف3". أما بالنسبة للألغام البحرية ، فتشمل "ثاقب، وكرار1، وكرار2، وكرار3، وأويس، ومسجور1، ومسجور2، وعاصف، ومجاهد1، ومجاهد2، والنازعات".
الزورق القتالي ملاح (الموقع الرسمي للحوثيين)
ومن بين زوارق طوفان ، يصف الحوثيون زورق طوفان3 بأنه زورق هجومي مسيّر محلي الصنع، يحمل رأسا حربيا يزن 500 كجم وتبلغ سرعته 52 ميلا بحريا في الساعة. ويقول الحوثيون إن زورق نذير محلي الصنع زورق قتالي، له قدرة على المناورة ويحمل أسلحة متوسطة ودفاعا جويا كمدفع وعيار 23 ملم وطاقما مكونا من ستة أفراد.
الزورق المسير طوفان1 (الموقع الرسمي للحوثيين)
وتصف المليشيا زورق عاصف3 بأنه "يُعتبر من أسرع الزوارق، وله قدرة كبيرة على المناورة، وحمل أسلحة متوسطة ودفاع جوي مثل مضاد الطيران عيار23 ، ويحمل 6 أفراد مع عتادهم".
الزورق القتالي عاصف3 (الموقع الرسمي للحوثيين)
وزعم الحوثيون امتلاكهم مجموعة واسعة من الألغام البحرية، منها: "مجاهد1، ومجاهد2 ومسجور1، ومسجور2، وكرار1، وكرار2، وكرار3، وعاصف2، وعاصف3، وعاصف4، وشواظ، وثاقب، وأويس، والنازعات". ويعد مسجور2 من بين أكبر الألغام لدى الحوثيين بوزن يصل إلى طن منها 740 كيلوغرامًا من المتفجرات بحسب موقع الحوثيين.
اللغم البحري مسجور2 (الموقع الرسمي للحوثيين)
وبالنسبة لقدرات الدفاع الجوي لدى الحوثيين، يشير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إلى أنه "عندما سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014، وأجزاء أخرى من شمال اليمن في مارس 2015، استولوا على غالبية المخزون العسكري للجيش اليمني الخاص بالصواريخ السوفيتية "سام" والرادارات المرتبطة بها، بما في ذلك الأنظمة مثل "SA-2" و"SA-3" و"SA-6" و"SA-9"، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي المحمولة.
ومع ذلك، لم تكن هذه الأسلحة تشكل تهديداً خطيراً على طائرات التحالف لأسباب عديدة، منها أنَّ الكثير منها قديمة وتحتاج إلى إصلاحات، فضلاً عن تمكّن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية من تدمير العديد من المواقع الثابتة للدفاع الجوي والرادارات والطائرات الاعتراضية، بحسب المعهد.
ويرى المعهد أنّ قيام الحوثيين بتطوير الصواريخ المتبقية من نوع "SA-2" لتصبح صواريخ بالستية قصيرة المدى تحمل اسم "قاهر 1" و "قاهر 2" ، وهي أسلحة أرض-أرض، وتطوير الصواريخ الحرارية جو-جو روسية الصنع من طراز ("AA-10 ألامو B" و "AA-11" و"AA-8" و"AA-7") لتصبح أسلحةً مضادة للطائرات تستخدم الشاحنات كمنصة إطلاق، غيَّر من واقع قدراتهم الدفاعية الجوية بعض الشيء لتصبح أقوى.
بالإضافة إلى ذلك، أشار المعهد إلى أنّ الأنظمة المرتجلة تُستخدم لنصب الكمائن وشن هجمات مباغتة، وتعتبر هذه الهجمات صعبة المواجهة لأنها لا تعتمد على التوجيه بالرادار، بل تستخدم مستشعرات الأشعة تحت الحمراء لاستهداف الطائرات النفاثة فوق قمم الجبال.
وفي تحليل آخر، أشار معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إلى أن الطائرات الهجومية بدون طيار أحادية الاتجاه الحوثية تشكل تهديدا طويل المدى، وإن كان أقل تدميرا.
وأضاف المعهد: "النسخة الحوثية الوحيدة المعروفة القادرة على استهداف سفينة متحركة هي شهاب، المشتقة من عائلة صماد. ويعتقد أن الطائرة بدون طيار، المزودة برأس باحث عن التوجيه الكهروضوئي (على ما يبدو في ضوء النهار فقط)، يتراوح مداها الأقصى بين 600 و1200 كيلومتر بينما تحمل رأسا حربيا صغيرا نسبيا يبلغ حوالي 40 كيلوغراما".
طائرة مسيرة تابعة للحوثيين من طراز شهاب (تلفزيون المسيرة).
وفي 8 نوفمبر الماضي، أعلنت مليشيا الحوثي على لسان المتحدث العسكري باسمها، يحيى سريع ، أنّها أسقطت طائرة تجسس أميركية مسيرة من طراز "إم كيو 9" (MQ9) "في المياه الإقليمية لليمن". وأشار البيان إلى أنّ العملية تمت "باستخدام السلاح المناسب"، لكن دون تحديد نوعيته، في محاولة – على الأرجح – لإثبات تطوّر قدرات المليشيا الجوية.
الفعالية أمام الولايات المتحدة
في 10 يناير الجاري، أعلن الحوثيون، لأول مرة، أنهم هاجموا البحرية الأمريكية في البحر الأحمر. الهجوم الذي تم بنحو 18 طائرة مسيرة وعدد من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز تم التصدي له بشكل كامل وفقا للبحرية الأمريكية، ولم يخلف أي أضرار مادية أو بشرية بالقطع البحرية الأمريكية. وقبل هذا الهجوم، كانت مدمرة أمريكية قد اعترضت في 15 نوفمبر الماضي طائرة مسيرة كانت تتجه نحوها دون التأكيد ما إذا كانت تستهدفها مباشرة.
عمليا، نجح الحوثيون فقط خلال الشهرين الماضيين في استهداف السفن التجارية التي تعبر خليج عدن والبحر الأحمر، بينها سفينتان تجاريتيان مملوكتان للولايات المتحدة. تسببت الهجمات بحرائق وأضرار في بعض هذا السفن، مع مزاعم حوثية بتعمد تقليل الضرر لضمان عدم إغراق السفن.
ورغم استمرار الضربات الأمريكية ضد الحوثيين، تتفاوت التقديرات بشأن حجم الضرر الذي طال القدرات العسكرية للحوثيين.
سفينة حربية أمريكية تطلق صاروخ توماهوك لضرب الحوثيين (القيادة المركزية الأمريكية)
في 13 يناير الجاري، قال مسؤولان أمريكيان اثنان لصحيفة New York Time إن 20-30% من القدرات الهجومية للحوثيين تدمرت خلال هذه الضربات. ويوم الأحد الماضي، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول في البنتاجون أن هناك تقديرات بتدمير نحو ربع ترسانة الحوثيين العسكرية بالضربات الأمريكية والبريطانية.
واليوم الخميس، قلل زعيم زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي من تأثير الضربات الأمريكية على قدرات المليشيا العسكرية. وقال "الضربات الأمريكية البريطانية لن تؤثر علينا".
وقال في خطاب مسجّل بثته قناة المسيرة، هو الأول بعد تصنيف واشنطن لجماعته كـ "جماعة إرهابية عالمية"، أنّ "العدوان الأمريكي البريطاني سيزيد من تطوير أسلحتنا". وزعم بأنهم بدأوا عمليا بتطوير أسلحتهم. وقال إنّ "الأمريكي يعرف نوع السلاح الذي استهدفنا به سفينته بالأمس." مشيرا إلى أنّ جماعته طورت قدراتها العسكرية "بشكل أكبر خلال التسع السنوات الماضية".
الغرض هو الردع
وفي هذا الصدد، قال الخبير الأمريكي المتخصص بالحرب الهجينة أندرو كوريبكو لمركز سوث24: "أقل ما يمكن للحوثيين فعله هو مضايقة السفن باستخدام الطائرات بدون طيار وهجمات القوارب الصغيرة، في حين أن أسوأ سيناريو سيكون استهداف السفن بصواريخ باليستية."
وأضاف: "تتضمن الاحتمالية الأولى أقل مخاطرة بحدوث تصعيد كبير وستسمح للحوثيين بإظهار لأنصارهم أنهم لن يتراجعوا، بينما الاحتمالية الثانية ستؤدي إلى تصعيد كبير يمكن أن يهدد سيطرتهم على شمال اليمن بأكمله. ليس واضحًا ما إذا كان لديهم ضبط النفس الكافي للتمسك بالاحتمالية الأولى أم لا".
وأشار كوريبكو إلى أنه "من المرجح أن غرق سفينة تابعة للتحالف سيؤدي إلى حملة قصف شاملة ضد الحوثيين تشبه حملات القصف التي جرت في العراق عام 2003 وليبيا عام 2011 وقصف الموصل والرقة". مضيفا: "من المرجح أن الهدف سيكون معاقبة الحوثيين بشكل ساحق لردع هجمات مماثلة من مجموعات أخرى في المستقبل".
طائرة حربية أمريكية تنطلق لضرب الحوثيين (القيادة المركزية الأمريكية)
وبشأن تأثير الضربات الأمريكية البريطانية على الحوثيين، قال كوريبكو: "يبدو أنهم أرادوا إرسال إشارة للحوثيين لأغراض الردع دون أن يؤثر ذلك بشكل كامل على قدراتهم العسكرية من أجل الحفاظ على توازن القوى في اليمن. لا يبدو أن الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة مهتمتان حاليًا بإثارة حرب أكبر أو إعادة إشعال الحرب المستمرة في البلاد".
ويقلل الخبير العسكري اليمني العقيد وضاح العوبلي من القدرات العسكرية للحوثيين أمام الولايات المتحدة. وقال لمركز سوث24: "كل هذه القدرات تبدو غير فعّاله عند النظر الى فعالية المنظومات الاعتراضية الأمريكية البريطانية".
وأضاف: "من منظور عسكري لا يوجد أي مقارنات بين قدرات أمريكا وبريطانيا وبين ما يمتلكه الحوثيون، إذ تقتصر قدرات الحوثيين على سلاح بدائي يمكن أن يتم استخدامه في عمليات تكتيكية تسبب بقصد الإيذاء ليس إلا. كما أنّ القدرات الحوثية محدودة نارياً وتقنياً، إذا ما وضعناها في مقارنات مع أدنى مؤشر في قدرات أمريكا وبريطانيا".
وكإشارة لضعف الحوثيين عسكريا أمام الولايات المتحدة، قالت صحيفة businessinsider : "يمتلك المتمردون الحوثيون في اليمن واحدا من أغرب أساطيل الطائرات المقاتلة في العالم، يتمثل بطائرة مقاتلة واحدة قديمة من طراز F-5 لا يرجح أن تساعدهم كثيرا أمام الولايات المتحدة". وبالفعل، استعرض الحوثيون في أوقات سابقة طائرة نفاثة في سماء صنعاء، بالإضافة لطائرة هليوكبتر استخدمت في الاستيلاء على سفينة الشحن جالاكسي ليدر في 19 نوفمبر الماضي.
ويرى العوبلي أنه "إذا استمرت تهديدات الحوثيين في التصاعد فأن المجتمع الدولي سيجد نفسه مضطراً لإعادة صياغة إستراتيجياته الأمنية وتقييمه للوضع بما يؤدي لإعادة دعم القوى الوطنية الداخلية ومساندتها لتقليص مسرح المناورة الحوثية عبر تحرير الحديدة والساحل الغربي".
وطبقا للمعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية، يفتقر الحوثيون إلى أدوات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المتقدمة، مثل طائرات الدوريات البحرية والأقمار الصناعية، التي توفّر معلومات الاستهداف للأنظمة المضادة للسفن بعيدة المدى.
القيادة المركزية الأمريكية
ومع قرار الخارجية الأمريكية، أمس الأربعاء، بإعادة تصنيف الحوثيين مجددا على قائمة المنظمات الإرهابية العالمية، يرجّح بأنّ قدرة الحوثيين على تمويل وشن مزيد من الهجمات قد تصبح أقل بمرور الوقت نظرا لاعتمادهم الكبير على إيران. وفي 11 يناير، أحبطت البحرية الأمريكية، لأول مرة منذ بدء هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية، قبالة الصومال، تهريب مكونات صواريخ بالستية وصواريخ كروز إيرانية زعمت أنها كانت تتجه إلى الجماعة.