12-09-2020 at 3 PM Aden Time
سوث24| الدوحة
تجمع في العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت ممثلون للحكومة الأفغانية وحركة طالبان لإجراء محادثات سلام تاريخية، بحسب رويترز، تهدف لإنهاء صراع طويل أودى بحياة عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين.
والصراع القائم منذ 19 عاما يمثل أيضا أطول عمل عسكري للولايات المتحدة في الخارج، وتوالى عليها خلاله ثلاثة رؤساء.
وتشمل الأطراف الرئيسية في المحادثات رئيس مجلس السلام في أفغانستان عبد الله عبد الله وزعيم حركة طالبان الملا بردار أخوند ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كلمة الافتتاح إن الطرفين “لا بد وأن يتخذا القرار الحاسم بما يتفق مع التحديات القائمة وأن يسموا فوق كافة أشكال الفرقة... من خلال التوصل لاتفاق على أساس لا غالب ولا مغلوب”.
وقال عبد الله في كلمته إن اجتماع الحكومة الأفغانية وحركة طالبان يتيح إمكانية إبرام اتفاق سلام لإنهاء صراع دام عقودا.
أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فقد حثّ الطرفين على انتهاز الفرصة وإبرام اتفاق سلام، وقال إن المحادثات المقرر أن تبدأ يوم الأحد تحتاج عملا شاقا وتضحيات لكنها يمكن أن تتمخض عن سلام دائم.
وفد حركة طالبان في محادثات السلام بالدوحة، السبت © أ ف ب
وقال “اختيار النظام السياسي المستقبلي أمر أنتم من يحدده بالقطع”، مضيفا أنه يأمل أن يكفل الحل حقوق جميع الأفغان ويضمن تطور المجتمع بما في ذلك مشاركة المرأة في الحياة العامة. وتابع “أحثكم بقوة على انتهاز هذه الفرصة”.
ويقول مسؤولون ودبلوماسيون ومحللون إنه على الرغم من أن الجمع بين الطرفين على طاولة المفاوضات يعد إنجازا في حد ذاته فإنه لا يعني أن الطريق للسلام سيكون سهلا.
وقالت ديبورا ليونز ممثلة الأمم المتحدة الخاصة في أفغانستان أمام مجلس الأمن الدولي هذا الشهر “يجب أن تتناول المفاوضات سلسلة من الأسئلة العميقة حول نوع الدولة التي يريدها الأفغان”.
نظام إسلامي
ودعا عبد الغني برادر المسؤول الكبير في حركة طالبان في كلمته الافتتاحية إلى أن تكون أفغانستان بلدا مستقلا بنظام إسلامي في حال التوصل لاتفاق سلام خلال هذه المفاوضات.
وقال برادر "أريد من الجميع أن يعتمدوا الإسلام في مفاوضاتهم واتفاقاتهم وألا يضحوا بالإسلام من أجل مصالح شخصية".
وتعقد المحادثات بعد يوم واحد من ذكرى مرور 19 عاما على هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة والتي أدت إلى تدخلها العسكري في أفغانستان.
وعلى الرغم من الإطاحة بنظام حركة طالبان بسرعة، تمكنت الحركة من إعادة تنظيم صفوفها وبدأت تمردا مسلحا في صراع وقعت في براثنه دول جوار وقوات من عشرات الدول بما في ذلك قوات حلف شمال الأطلسي.
ونص اتفاق سحب القوات الذي تم توقيعه بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في فبراير شباط في محاولة لإيجاد تسوية سياسية لإنهاء الحرب على إجراء مفاوضات للتوصل لاتفاق سلام شامل.
وبعد تأجيل استمر شهورا تم التوصل الأسبوع الماضي لحل لخلاف بشأن طلب حركة طالبان الإفراج عن خمسة آلاف سجين.
الانتخابات الأمريكية
ومع الاستعداد للانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني، يتطلع الرئيس دونالد ترامب لإظهار وفائه بتعهده إنهاء تدخل بلاده في أفغانستان وسحب معظم القوات الأجنبية المتمركزة بها.
وقال دبلوماسي أوروبي في كابول إن وقف إطلاق النار،الذي ترفضه حركة طالبان حتى الآن، يجب أن يتصدر جدول المحادثات.
وقال خبراء إن كيفية إشراك طالبان ،التي ترفض شرعية الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب، في أي ترتيب لحكم البلاد وكيفية حماية حقوق النساء والأقليات التي عانت من حكم طالبان يمثلان تحديين كبيرين.
ورغم ذلك يقول العديد من الدبلوماسيين وضحايا العنف وأعضاء المجتمع المدني إن المفاوضات هي السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف مدني وعرقل تنمية أفغانستان وترك الملايين في حالة فقر.
الدوحة في دور الوسيط
ولدولة قطر علاقات وثيقة مع حركة طالبان منذ سنوات. وتمتلك حركة طالبان مكتبا رسمياً لها في العاصمة القطرية الدوحة.
وكانت قطر دعت حركة طالبان لفتح مكتب سياسي في الدوحة عام 2013، وساعدت في شباط/ فبراير بالتوسط لبلورة اتفاق بين واشنطن والحركة لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وأدى هذا الأمر إلى توترات بعدما رفعت طالبان علمها في مكتبها بالدوحة ما أثار الغضب في كابول.
وتلعب قطر عادة دور الوسيط في الصراعات التي يكون أحد أطرافها جماعات دينية أو متطرفة أو منظمات متهمة بالإرهاب.
ونجحت قطر في عدة وساطات مع تنظيم القاعدة في اليمن، وجبهة النصرة في سوريا، وداعش في العراق، بالإفراج عن مختطفين مقابل مبالغ فدية كبيرة دفعتها الدوحة لتلك التنظيمات.
وكانت قطر قد لعبت دور الوسيط مؤخرا بين حركة حماس واسرئيل على خلفية التصعيد العسكري المتبادل الشهر الماضي، وتوصلّت إلى تفاهمات مع الجانبين بحسب موقع المونيتور الأمريكي.
ويعتقد خبراء أن هذه المفاوضات التي ترعاها الدوحة ستمنح حركة طالبان موقفاً قوياً وتمكين أوسع في السياسة الأفغانية، في الوقت الذي تبدو واشنطن فيه أنها منشغلة على الأغلب بسحب قواتها من هناك، ورفع الحرج عنها تجاه حلفائها في حكومة كابول.
وطالبان الأفغانية حركة قومية-إسلامية سنية سياسية مسلحة يصفها معارضوها بالمتطرفة، ويعتقد قياداتها أنهم يطبّقون الشريعة الاسلامية. نشأت عام 1994م وحكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان وسيطرت على العاصمة الأفغانية كابل في 27 أيلول/سبتمبر 1996م. وقد أعلنت قيام الإمارة الإسلامية في أفغانستان وأميرها الحالي هو هبة الله أخوند زاده.
ولا تشترط الصفقة على حركة طالبان التخلي رسميًا عن تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن سابقا والذي تمتع بملاذ آمن في أفغانستان أثناء التخطيط لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
- المصدر: سوث24، رويترز، ا ف ب، فرنس برس
13 Days ago
17 Days ago
20 Days ago