17-11-2020 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24| واشنطن
قالت مجلة السياسة الأمريكية الشهيرة فورين بوليسي أنّ إدارة ترامب تستعد لتصنيف "المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران كمنظمة إرهابية قبل مغادرة منصبه في يناير، الأمر الذي يغذي المخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعطيل جهود المساعدات الدولية وتقويض جهود السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة بين الحركة الشيعية والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية.
بحسب عدة مصادر دبلوماسية، ذكرت المجلة الأمريكية في تقرير لها أمس الاثنين أنّ الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية حاولت ثني إدارة ترامب عن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية.
وأضافت "لكن القرار الوشيك على ما يبدو سيمنح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انتصارًا آخر في استراتيجيته المناهضة لإيران أثناء زيارته لإسرائيل، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع."
وكانت الرياض التي تخوض حالة حرب مع الحوثيين منذ أكثر من خمس سنوات، قد صنّفت الحوثيين بالفعل كمنظمة إرهابية وحثت واشنطن على فعل الشيء نفسه.
ونقلت المجلة عن مصدر دبلوماسي قوله: "لقد كانوا يفكّرون في ذلك منذ فترة، لكن بومبيو يريد هذا المسار السريع". "هذا جزء من سياسة الأرض المحروقة التي يتخذها .. البيت الأبيض."
تعثّر جهود الرفض
وكشفت المجلة أنّ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، ضغط، خلال الأسابيع الأخيرة، على الولايات المتحدة للتراجع ومناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتدخل لدى بومبيو، وفقًا لمصادر دبلوماسية.
وفي الشهر الماضي، حث جوتيريش كيلي كرافت، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، على إعادة النظر في خطط إدراج الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية. كما ضغطت ألمانيا والسويد على الولايات المتحدة للتراجع. لكن يبدو أنّ الجهود تعثرت، وبدأت الأمم المتحدة في إعداد الأساس لقرار الولايات المتحدة بإدراج الحوثيين، وفقاَ لفورين بوليسي.
وزعمت المجلة المقرّبة من الحزب الديمقراطي، أنّ وزارة الدفاع الأمريكية والخبراء المهنيين في وزارة الخارجية يعارضون هذه الخطوة. مشيرة إلى أنّ "تحالف من الجمعيات الخيرية الدولية يقوم بإعداد بيان مشترك يستبق التصنيف، يقارن الآثار المحتملة للمجاعة في الصومال بعد أن صنفت الولايات المتحدة حركة الشباب جماعة إرهابية في عام 2008."
"يرى مسؤولون ومعارضون أنّ هذا التصنيف قد يعيق محادثات السلام الهشة"
وبحسب المجلة فقد "حاول الدبلوماسيون المعارضون لهذه الخطوة أيضًا التأثير على السناتور الجمهوري ليندسي جراهام، الحليف القوي للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب والذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية بلجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ، للتعبير عن معارضته لهذا التصنيف. لكن الديمقراطيين في الكونجرس الذين طالما طالبوا إدارة ترامب بمحاسبة المملكة العربية السعودية على دورها في الحرب، قلقون من أنّ هذا التصنيف قد يقوّض محادثات السلام الهشة في الدولة التي مزقتها الحرب."
وقال السناتور كريس مورفي، العضو الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنّ أي تعيين من هذا القبيل سيكون "محاولة واضحة من قبل إدارة ترامب لعرقلة مفاوضات السلام المستقبلية".
وتضيف المجلة على لسان مورفي "الحوثيون وداعموهم الماليون يخضعون بالفعل للعقوبات الأمريكية، لذا فإنّ الأثر العملي لهذا التصنيف سيكون حصريًا لجعل التفاوض مع قادة الحوثيين وتقديم المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون أكثر صعوبة، حيث لا يزال غالبية اليمنيين".
ويقول "لا شك في أنّ الحوثيين قادوا حملة عسكرية وحشية أدت إلى تجويع وسجن وقتل العديد من المدنيين". "ولكن إذا كانت الحكومة الأمريكية ستعين جهات فاعلة دولية لإيذاء المدنيين عمداً في اليمن، فيجب أن يكون التحالف الذي تقوده السعودية على رأس تلك القائمة."
زيادة الضغط على إيران
وترى الصحيفة بأنّ هذه الخطوة جزء من مسعى أوسع من قبل البيت الأبيض وبومبيو لزيادة الضغط على إيران وحلفائها في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة للإدارة، وهو تطوّر من المرجّح أن يعقّد جهود الرئيس المنتخب جو بايدن بإعادة فتح المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي. وتعهد بايدن خلال حملته الرئاسية بالانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي تفاوضت عليه إدارة أوباما في 2015 وتخلى عنه ترامب قبل عامين.
وتعتزم إدارة ترامب، بالتنسيق مع إسرائيل والعديد من دول الخليج، فرض سيل من العقوبات الجديدة على إيران وداعميها قبل تنصيب بايدن في 20 يناير، وفقًا لتقرير نشر في أكسيوس، نشره سوث24، في وقت سابق.
يقول آخرون، وفقا لفورين بوليسي، "إّن المناقشات حول التصنيف كانت مدفوعة بطلبات مباشرة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الملكيتان الخليجيتان اللتان تقودان التحالف الذي تدخل ضد الحوثيين".
"طلبات التصنيف مدفوعة بطلبات مباشرة من السعودية والإمارات"
وتضيف المجلة الأمريكية أنّ إدارة ترامب تدرس خططًا لتصنيف جماعة الحوثيين، المعروفة رسميًا باسم أنصار الله، على أنها منظمة إرهابية منذ أكثر من عام. لكن هذا الجهد اكتسب زخما في الأشهر الأخيرة.
في سبتمبر، قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة واشنطن بوست إنّ الإدارة بدأت تدرس ما إذا كانت ستعلن عن الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية وتسمية قادة الحوثيين بـ "الإرهابيين العالميين"، وهو إجراء من شأنه أن يؤدي إلى إلى تجميد أصول الحوثيين ومنع أعضاء الجماعة من السفر إلى الولايات المتحدة.
وتضيف المجلة عن واشنطن بوست أن المسؤولين وغيرهم من الأشخاص المطلعين على الأمر قالوا إن إدارة ترامب يمكنها أيضًا تصنيف قيادة الحوثيين على أنهم إرهابيون عالميون محددون بشكل خاص، بدلاً من تصنيف الحركة بأكملها على أنها منظمة إرهابية أجنبية.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء اعتماد الحوثيين المتزايد على إيران، التي زودت الحركة بالصواريخ والطائرات بدون طيار والتدريب، مما سمح للحوثيين باستهداف المطارات والبنية التحتية الحيوية الأخرى. تأتي خطوة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بعد عام من تصنيف إدارة ترامب الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية.
وقالت إيلانا ديلوزير، الخبيرة في شؤون اليمن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، للمجلة الأمريكية: "لقد تم تخفيض العائق القانوني لتصنيف الحوثيين منذ تعيين الحرس الثوري الإيراني". وأضافت: "بما أنّ الولايات المتحدة تعتبر الآن الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية، فإن أي جماعة يدعمونها - بما في ذلك الحوثيون - هي ثمار لا يمكن تصنيفها"، رغم أنها شددت على أن العديد من الخبراء اليمنيين عارضوا القرار لأنه قد يعيق محادثات السلام و يعقّد الإغاثة الإنسانية.
قالت ديلوزير: "القلق - بين العديد من مراقبي اليمن وأصحاب المصلحة - هو أنّ العواقب السلبية لتصنيف الحوثيين ستفوق أي محاولة لكسب النفوذ وأن سياستنا في اليمن مدفوعة بشكل مفرط من منظور إيران".
وتعرّض بومبيو، وفقا لفورين بوليسي، لانتقادات حادة من المشرعين لتسريع مبيعات الأسلحة إلى الإمارات والتحايل على الكونجرس من خلال إعلان طارئ العام الماضي فيما أصبح مصدر تحقيق داخلي تابع لوزارة الخارجية.
اعتماداً على الشكل الذي يبدو عليه التصنيف، يمكن لوزارة الخزانة التي تشرف على تنفيذ العقوبات إصدار تراخيص لتحديد استثناءات للمنظمات الإنسانية لتوصيل الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة إلى اليمن، وفقا لمجلة السياسة.
وبحسب المجلة، قال سكوت بول، مسؤول السياسة الإنسانية في منظمة أوكسفام أمريكا: "إنّ تصنيف الحوثيين قرار قد يحرم بعض اليمنيين الأكثر ضعفاً من المساعدة التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة". (.)
وأشارت فورين بوليسي أنّ رؤساء منظمات إنسانية الكبرى بعثوا برسالة إلى بومبيو في 16 نوفمبر في محاولة أخيرة لحثه على إعادة النظر في القرار. (.)
- للإطلاع على التقرير بشكل كامل: فورين بوليسي
- عالجه للعربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر