15-12-2020 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24| عتق
تصاعدت بشكلٍ ملحوظ حدة العمليات المسلّحة في محافظة شبوة، لأول مرة منذ أحداث أغسطس 2019، ضد قوات تتبع التحالف العربي، الذي تدخل في اليمن بقيادة السعودية، عام 2015، وضد قوات عسكرية من النخبة الشبوانية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة.
تركّزت الهجمات المسلّحة في مناطق محور بلحاف ومعسكر العلم، ومنشأة بلحاف النفطية، المحطة الاستراتيجية لتصدير الغاز في جنوب اليمن، تزامناً مع تقارير صحفية فرنسية تتهم الإمارات وقوات النخبة بتحويل المنشأة، التي تمتلك شركة توتال الفرنسية حصة كبيرة فيها، إلى سجن عسكري.
أمس الاثنين "استهدفت ميليشيات الإخوان المسلمين الموالية للحكومة منشأة بلحاف بقصفٍ صاروخي مرتين، صاروخ وقع على برجٍ للمراقبة، وآخر سقط في البحر". قال مصدر، رفض نشر هويته، يتواجد في المنشأة لـ "سوث24".
عقب الهجوم، قال سكّان محليون أنّ طائرات يُعتقد أنها للتحالف العربي، حلّقت بشكلٍ مكثّف في سماء المنطقة.
ومساء الاثنين اتهمت وسائل إعلام تركية القوات الإماراتية في منشأة بلحفا بـ “قصف.. موقعا للواء البحري في المنطقة، بعدد من قذائف الهاون من دون وقوع إصابات”.
ووفقاً لمسؤولين سياسيين وعسكريين جنوبيين فإنّ خلايا مسلّحة تتبع الإخوان المسلمون في شبوة تتلقى تمويلاً تركيا وقطرياً، وتتدرب على يد خبراء أتراك على أسلحة جديدة تم تهريبها للمحافظة.
ذات صلة: خطر جديد يُنذر بانفجار عسكري واسع.. ما حقيقة الطائرات المسيّرة في أبين؟
وفي ذات الوقت حذرّت مصادر محلية، تحدّثت لـ "سوث24" من استمرار وقوع عمليات محتملة وصفتها بـ "الإرهابية" في محافظة شبوة، تستهدف قيادات وأفراد من قوات النخبة الشبوانية ومقار وأهداف تتبع قوات التحالف العربي المتمركزة في المحافظة.
وقالت المصادر أنّ خلايا تتبع التنظيم الإسلامي (الإصلاح) تحضّر لعمليات مشابهة.
جاء ذلك بالتزامن مع إعلان (أنصار الشريعة) تنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليتهم عن تفجير نقطة عسكرية تتبع قوات الحزام الأمني في مديرية لودر بمحافظة أبين، الاثنين الماضي، تسببت باستشهاد ستة من أفراد القوات الجنوبية.
ونشرت وسيلة إعلامية تدعى "ثبات" تابعة للتنظيم، صوراً وخبراً للهجوم.
واعتبر عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، سالم ثابت العولقي، الذي ينتمي إلى محافظة شبوة، في تغريدة له على تويتر، "استهداف مقر التحالف العربي في بالحاف عمل إرهابي دنيء يكشف عن توتر الإخوان ومليشياتهم كلما اقترب تنفيذ اتفاق الرياض."
تصعيد فرنسي
منذ منتصف نوفمبر الماضي وعقب انتهاء زيارة إلى محافظة شبوة، قام بها وفد صحفي دولي بمعية المركز اليمني الشمالي "مركز صنعاء للدراسات" المدعوم من المملكة المتحدة، نشرت صحيفة الليموند الفرنسية تقارير عديدة هاجمت خلالها الإمارات العربية المتحدة، وقوات النخبة الشبوانية في شبوة.
واتهمت الصحيفة الفرنسية الإمارات بإقامة "إمبراطورية صغيرة" لها في المحافظة، ووصفت تواجدها هناك بأنه استعماري، وفقا لتصريحات محافظ شبوة محمد صالح بن عديو.
وأشار كاتب التقرير لوي إمبير، الذي زار شبوة، إلى أنّ الصراعات التي تحدث اليوم حول السياج ليس لها أي دافع آخر غير هذا المصنّع، في إشارة إلى منشأة بلحاف، التي تشترك توتال الفرنسية بحصة منها.
موضحاً- وفقاً للتقرير الذي أعادت نشره الجزيرة القطرية - أنّ "الحكومة اليمنية مقتنعة بأنه يكفيها أن تسيطر على القاعدة، لتضع يدها على كنز توتال، لأنّ المصنع عندما يبدأ مرة أخرى في التصدير..
تنقل الصحيفة بلا مواربة عن المحافظ بن عديو قوله: "أنتم (الفرنسيون في شركة توتال) ستدفعون لمن يُمسك الأرض، سواء أكانوا متمردي الحوثي أم تنظيم الدولة الإسلامية أم الحكومة".
يبدو أنّ تصريحات بن عديو وجدت مبرراً لدى الصحيفة الفرنسية للتسويق للرجل الإسلاموي، الذي يمثّل التنظيم الأشد تطرفاً في المنطقة، في الوقت الذي تخوض فيه فرنسا حرباً بلا هوادة، ضد الإسلامويين المتطرفين على أراضيها.
بعد نشر تقرير الصحيفة "حرب الغاز في جنوب اليمن" في 4 ديسمبر، خمسون نائبا فرنسيا يستجوبون السلطة التنفيذية حول، ما وصفته الليموند، "سجن مصنع توتال باليمن".
وقالت الصحيفة نفسها أنّ 51 برلمانيا فرنسيا استجوبوا يوم الجمعة، 11 كانون الأول/ديسمبر، وزير الخارجية، جان إيف لودريان، في رسالة مفتوحة،حول وجود قاعدة عسكرية ومركز احتجاز لجيش الإمارات العربية المتحدة في أراضي موقع للغاز تديره توتال في اليمن.
تقرير الليموند الفرنسية "حرب الغاز في جنوب اليمن" المنشور في 4 ديسمبر الجاري. (مقتطع/ سوث24)
وقالت الصحيفة أنّ المسائلة جاءت بعد نشرها تقريراً حول "انتهاكات نُسبت إلى القوات الإماراتية في الموقع والكفاح المستمر من أجل السيطرة."
تقول العريضة التي قدّمها النواب الفرنسيون: "نحن قلقون من أن مصنع بلحاف، المساهم الرئيسي في صناعتنا، يستخدم بطريقة تتعارض مع القانون الدولي والاتفاقيات التي تحكم قانون الحرب.. لأن الدولة دعمت مشروع الغاز هذا منذ إطلاقه في عام 2009 بضمان ائتماني قيمته 216 مليون يورو. لذلك، لا يمكن السكوت على أن المال العام يمكن أن يساهم، ولو بشكل غير مباشر، في المجهود الحربي لقوة أجنبية - الإمارات العربية المتحدة - التي يتم توثيق مسؤوليتها عن جرائم الحرب في اليمن بشكل متزايد". وفقاً لما نقلته الليموند."
وعلى الرغم أنّ السلطات الفرنسية لم تبدِ موقفاً واضحاً تجاه منشأة بلحاف أو هذه التقارير الصحفية. إلا أنّ مراقبين يرون هذا الهجوم الإعلامي، هو سياسي بدرجة رئيسية، ويقود إلى مزيد من الضغط على الإمارات وحلفائها في جنوب اليمن، للتنازل عن المنشأة الاقتصادية لصالح تنظيم الإخوان المسلمين.
ذات صلة: منشأة بلحاف وغازُ بن عديو المزعوم.. التوظيفُ السياسي لجوهرةِ الجنوب
تجدر الإشارة إلى أنّ محافظ شبوة بن عديو، كان قد شنّ هجوما إعلامياً حاداً على الإمارات حول المنشأة النفطية، منتصف أكتوبر تشرين الأول الماضي، من على قناة حضرموت التابعة لرجل الأعمال السعودي الحضرمي عبد الله بقشان، مباشرة عقب استضافة بقشان للسفير الفرنسي السابق لدى اليمن كرستيان تستو في الرياض.
وجاء التصعيد المسلّح الأخير في شبوة عقب يوم من تصريح لمصدر أمني في المحافظة،اتهم فيه القوات الإماراتية بالمحافظة باستحداث مبانٍ جديدة في معسكر العلم ومنشأة بلحاف الغازية، ووصفها بقوات "احتلال".
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر