06-02-2021 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| قسم الترجمات
يبدو هذا الإعلان وكأنه تغيير في مسار السياسة الخارجية للولايات المتحدة. دعا المستأجر الجديد للبيت الأبيض يوم الخميس إلى "إنهاء" الحرب في اليمن من خلال الإعلان عن إنهاء "الدعم" الأمريكي و"مبيعات الأسلحة" للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران منذ عام 2015.
وقال بايدن في أول خطاب له عن السياسة الخارجية: "إننا نعزز جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن، وهي حرب خلقت كارثة إنسانية واستراتيجية".
ويتناقض هذا القرار مع سياسة دونالد ترامب في المنطقة، التي منحت الرياض شيكاً على بياض طوال فترة ولايته. وفور توليه منصبه، أشار جو بايدن إلى نيته استدعاء المملكة العربية السعودية بعد الانتقادات في الولايات المتحدة بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلادها في إسطنبول عام 2018، وفي مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها التحالف في اليمن.
اعتبر كثير من المراقبين في المنطقة ذلك خطوة للأمام في عملية السلام في اليمن، واتفقوا على أنّ إعلان إدارة بايدن لا يعني نهاية الحرب في البلاد، وأنّ مجال المناورة لا يزال محدودًا.
لا يبدو أنّ الولايات المتحدة في وضع يمكنها من فرض حل سلمي على الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية، بما في ذلك الحوثيين الأقوياء، الذين رفضوا حتى الآن تقديم أي تنازلات. وهم، بدعمٍ من طهران، أقوياء عسكرياً، في حين يسيطرون على مساحات واسعة من شمال اليمن وحوالي ثلثي السكان.
إقرأ أيضا: وول ستريت جورنال تكشف عن أولى مهام المبعوث الأمريكي إلى اليمن
"أصبح الحوثيون الآن اللاعب المهيمن سياسياً وعسكرياً في اليمن. هزيمتهم ليست خياراً على المدى القصير"، يلاحظ توماس جونو، الخبير الخليجي والأستاذ المشارك في جامعة أوتاوا.
وقالت إليزابيث كيندال، الباحثة في الدراسات العربية والإسلامية في كلية بيمبروك بجامعة أكسفورد: "التحديات الرئيسية لإدارة بايدن هي الحد من انتهاكات التحالف في اليمن دون لعب لعبة الحوثيين - الأمر يتعلق بالتعامل معهم ومع إيران مع محاسبتهم على عدوانهم".
وفي أعقاب تصريحات جو بايدن الأخيرة يوم الخميس، يشعر بعض الخبراء بالقلق بشكل خاص من أنّ المتمردين يكتسبون تقدماً في مواجهة ضعف مستقبل الرياض.
ولكن من الصعب على الرئيس الأمريكي التفاوض مع منظمة تعتبرها واشنطن إرهابية، وهو القرار الذي اتخذه دونالد ترامب قبل تسليم السلطة. كما أثارت هذه الخطوة غضب النشطاء والمنظمات غير الحكومية، قائلة إنها قد تزيد من تعقيد إيصال المساعدات الإنسانية.
وفي اليوم التالي، قالت إدارة بايدن إنه سيتم "مراجعة التصنيف على الفور" لضمان "عدم عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية".
"التوصل الى تسوية متسرّعة يُمكن أن يسبب مشاكل كثيرة."
تعقّد الصراع
يقول جونو: "من خلال ممارسة المزيد من الضغوط على المملكة العربية السعودية وغيرها من الجهات الفاعلة في النزاع، يمكن لواشنطن أن تساعد في دفع عملية السلام - لا أكثر."
ويضيف "هذا صراع معقد وعنيف، مع عدة مستويات من الجهات الفاعلة التي تقاتل بعضها البعض. ولسوء الحظ، حتى لو اختارت المشاركة أكثر من الماضي، فإنّ الولايات المتحدة لن تتمكن من إنهائه بسرعة".
وعدد الجهات الفاعلة، التي تسعى كل منها إلى تحقيق مصالحها الخاصة، يجعل أي نتيجة للصراع معقدة للغاية. تقاتل قوتان رئيسيتان، حكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف والمتمردين الحوثيين المدعومين من طهران منذ عام 2015. لكن جهات فاعلة أخرى تدعي دوراً تلعبه في هذا التقسيم، مثل انفصاليي المجلس الانتقالي الجنوبي..(.) يضاف إلى ذلك الدور الذي تقوم به القوى الإقليمية والدولية في المنطقة، في حين أعلنت واشنطن يوم الخميس أنها لن تنهي عملياتها العسكرية ضد تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن.
"عدد الجهات الفاعلة، التي تسعى كل منها إلى تحقيق مصالحها الخاصة، يجعل أي نتيجة للصراع معقدة للغاية"
وعلى الرغم من مفاوضات السلام السابقة لإيجاد حل للصراع، فإنها تواجه عدة عقبات. فقد تضمن اتفاق ستوكهولم، الذي تم توقيعه في ديسمبر/كانون الأول 2018 تحت رعاية الأمم المتحدة، اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الغربية بين حكومة هادي والمتمردين الحوثيين، فضلاً عن انسحاب القوات الموالية والمتمردين من المدينة وموانئها الثلاثة. ومع ذلك، لم يدم ذلك طويلاً، حيث فشلت قوات المتمردين والموالين للحكومة في التوصل إلى اتفاق وسعت حكومة هادي تدريجياً إلى بناء تحالف مع انفصاليي "المجلس الانتقالي الجنوبي".
وكان الطرفان متحالفان في الحرب ضد الحوثيين في شمال البلاد منذ عام 2014، لكنهما كانا يتنازعان في الأشهر الأخيرة على مدينة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، لا سيما توقيع اتفاق الرياض في أكتوبر/تشرين الأول 2019، بما في ذلك تشكيل حكومة ائتلافية، تم إنشاؤها فعلياً في ديسمبر/كانون الأول 2020. هدفهم: بناء جبهة موحّدة ضد الحوثيين.
وسارعوا إلى الترحيب بإعلان جو بايدن يوم الخميس في وزارة الخارجية. من جهتها، دعمت الرياض الموقف الأمريكي، دون الإشارة إلى نهاية دعم واشنطن للتحالف الذي تقوده المملكة في اليمن.
كما أعلن الرئيس الأمريكي الجديد تعيين تيموثي لينكينغ مبعوثا لليمن، وهو دبلوماسي محنك لديه معرفة واسعة بمنطقة الخليج. يبدو التعيين وكأنه دعوة للحوار لأنه قاد المفاوضات بين الحوثيين والتحالف خلال ولاية دونالد ترامب.
قال بيتر ساليسبري، المتخصص في اليمن في مجموعة الأزمات الدولية "أعتقد انه سيكون من الصعب جداً التحرك بسرعة الى تسوية سياسية وطنية وأنّ التوصل الى تسوية متسرّعة يُمكن أن يسبب مشاكل كثيرة.. لكن ما هو ممكن على المدى القصير والمتوسط هو وقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية من نوعٍ ما".
المصدر الأصلي: صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية
ترجمة وتنقيح: مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر