18-02-2021 الساعة 1 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| اسوشيتد برس
كشفت وكالة إخبارية أمريكية أنّ الإمارات تفكك أجزاء من قاعدة عسكرية تديرها في دولة إريتريا الواقعة في شرق إفريقيا بعد انسحابها من الحرب الطاحنة في اليمن، بحسب صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة أسوشيتد برس.
وبحسب اسوشيتد برس، قامت الإمارات ببناء ميناء ووسعت مهبط للطائرات في مدينة عصب الإريترية ابتداء من سبتمبر 2015، مستخدمةً المنشأة كقاعدة لنقل أسلحة ثقيلة وقوات سودانية إلى اليمن أثناء قتالها إلى جانب التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران هناك.
يقول الخبراء، وفقا للوكالة، إن الإمارات التي أشاد بها وزير الدفاع الأميركي السابق جيم ماتيس، ذات يوم وأطلق عليها لقب "إسبرطة الصغيرة" وصلت لحدود توسعها العسكري في الصراع اليمني المأزوم. وبعد أن سحبت قواتها من الصراع، تظهر صور الأقمار الصناعية أنها بدأت في شحن المعدات وتفكيك حتى الهياكل المقامة حديثًا.
ونقلت الوكالة عن ارايان بوهل، المحلل في شركة ستراتفور للاستخبارات الخاصة ومقرها تكساس: "الإماراتيون يقلصون طموحاتهم الاستراتيجية وينسحبون من الأماكن التي كان لديهم فيها تواجد... إن نشرهم لهذه القوة الصارمة عرّضهم لمخاطر أكثر مما يرغب الإماراتيون الآن في تحمله".
وتملك الإمارات عقد إيجار للقاعدة لمدة 30 عامًا من ارتيريا، وفقا لما ذكرته وكالة اسوشيتدبرس.
وقالت الوكالة أنّ الإمارات ضخت، ملايين الدولارات لتحسين المنشأة في عصب، الواقعة على بعد حوالي 70 كيلومترًا فقط من اليمن. وقامت بتهيئة الميناء، وتحسين مهبط الطائرات الذي يبلغ طوله حوالي 3500 متر للسماح باستقبال واقلاع طائرات الدعم الثقيل.
صورة التقطتها الأقمار الصناعية من شركة بلانيت لابز في 5 فبراير 2021 تُظهر قاعدة عسكرية إماراتية في عصب، إريتريا. ( ا ب)
"كما بنى الإماراتيون ثكنات وحظائر للطائرات وأسيجة عبر المنشأة التي تبلغ مساحتها 9 كيلومترات مربعة والتي شيدتها في البدء إيطاليا خلال ثلاثينيات القرن الماضي، القوة الاستعمارية في ذلك الوقت."
مع مرور الوقت، وضعت الإمارات في المطار دبابات لوكلير القتالية، ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز "جي 6"، ومركبات قتالية مدرعة من طراز "بي إم بي-3"، وفقًا لخبراء الأمم المتحدة. (...)
وضمت الثكنات في القاعدة قوات إماراتية ويمنية، وكذلك صُورت قوات سودانية أثناء نزولها في مدينة عدن الساحلية اليمنية. وتظهر التسجيلات أن السفينة التي كانت تقلهم، "سويفت-1"، سافرت ذهابًا وإيابًا إلى عصب.
وتعرضت السفينة في وقت لاحق لهجوم من قبل قوات الحوثيين في عام 2016، التي قالت الإمارات أنها كانت تحمل مساعدات إنسانية. (.)
كما ساعدت القاعدة الجنود الجرحى من خلال توفير "واحد من أفضل المستشفيات الجراحية الميدانية في الشرق الأوسط"، بحسب قول مايكل نايتس، زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الذي درس قاعدة عصب. (..)
كما تظهر صور الأقمار الصناعية أنه في يونيو 2019، في الوقت الذي أعلن فيه الإماراتيون انسحابهم، قام العمال على ما يبدو بهدم هياكل يعتقد أنها ثكنات بجانب الميناء. وقام العمال بتجميع صفوف متقنة من مواد في شمال الميناء، في انتظار شحنها على ما يبدو.
وفي أوائل يناير الماضي، أظهرت صورة أخرى ما يبدو أنه مركبات ومعدات أخرى يتم تحميلها على سفينة شحن منتظرة. وبحلول 5 فبراير، رحلت السفينة وهذه المعدات.
وتضمنت عملية التفكيك الحظائر المبنية حديثًا على طول مهبط جديد بالقرب من مدرج المنشآت أيضًا. وفي صور 5 فبراير، تم أيضًا تفكيك مجموعة أخرى من الحظائر التي ربطها المحللون في وقت سابق بطائرات بدون طيار تم إطلاقها من القاعدة. واستخدمت الإمارات طائرات دون طيار مسلحة صينية الصنع في حرب اليمن لقتل قادة من المتمردين الحوثيين.
على الرغم من أعمال التفكيك، هناك مروحيات هجومية إماراتية شوهدت في القاعدة. كما أنها لا تزال نقطة مهمة من الناحية الاستراتيجية، حيث تقع قبالة مضيق باب المندب الحيوي الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن.
لكن الإمارات قد تواجه مخاوف أكثر إلحاحًا. فمنذ عام 2019، شهدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران سلسلة من الحوادث المتصاعدة، بما في ذلك الهجمات على السفن قبالة الإمارات. وقد يكون لمواجهة تلك التهديدات الأقرب لأراضي الإمارات الأولوية على قاعدة عسكرية موسعة بالخارج.
وقال نايتس: "أعتقد أن ما تفعله إسبرطة الصغيرة هو التأهب والبقاء حريصة استعدادا لأي شيء تحتاج إلى القيام به بعد ذلك".
- المصدر الأصلي: اسوشيتد برس