دولي

وول ستريت جورنال: المبادرة السعودية تواجه صعوبات حادة

23-03-2021 الساعة 10 صباحاً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| قسم الترجمات


كشفت المملكة العربية السعودية عن اقتراح لوقف إطلاق النار يهدف إلى فصل نفسها عن الحرب الأهلية في اليمن، في الوقت الذي تضغط فيه قوات المتمردين بشكل مكثّف، وتسعى إدارة بايدن إلى إخراج الولايات المتحدة من الصراع المستمر منذ ست سنوات.


ويتضمن الاقتراح الذي تم الإعلان عنه يوم الاثنين وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وإعادة فتح كل من المطار في العاصمة صنعاء وأكبر ميناء في البلاد في الحديدة، فضلا عن بدء المشاورات السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة، والتي فشلت حتى الآن في حل النزاع بين القوات المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين.


ورفض الحوثيون، المتحالفون مع العدو اللدود السعودي إيران، الاقتراح باعتباره لا يتضمن أي شيء جديد.


وعقب هذا الإعلان، قالت الخارجية الأمريكية إنّ الوزير أنتوني بلينكن تحدث هاتفيًا مع الأمير فيصل ليؤكد مجددًا التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن السعودية ودعمها للجهود الرامية إلى إنهاء النزاع في اليمن.


التزام الطرفين


وقال مسؤولون امريكيون انهم يرحبون بالتزام الطرفين بوقف إطلاق النار والعملية السياسية لحل النزاع. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين الاثنين "ندعو جميع الاطراف إلى الالتزام جديا بوقف إطلاق النار فورا" واصفا ذلك بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح".


كما رحبت الأمم المتحدة بالإعلان السعودي الذي قالت انه يتماشى مع مبادرتها الخاصة، وفقا لما ذكره نائب المتحدث فرحان حق للصحفيين.


وقد دعمت واشنطن التحالف الذي تقوده السعودية منذ أن أعطت إدارة أوباما الضوء الأخضر لتدخلها الأولي. باعت الولايات المتحدة أسلحة للسعودية وأعضاء آخرين في التحالف، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، وزوّدتها بالمعلومات الاستخباراتية وغيرها من الدعم.


إقرأ المزيد : العودة إلى المربع الأول.. السعودية تُعيد الكُرَة لملعب الحوثيين


ويتماشى الاقتراح الأخير مع التصريحات السعودية السابقة وجدول الأعمال الذي سبق أن حدده المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن. كما أنها تتابع عن كثب الشروط التي وضعها المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليدرنكينغ، خلال اجتماعاته في المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر.


وقال بيتر ساليسبري، المتخصص في شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية، إنّ هذه الخطوة تُعلن عن ما كان يناقش على انفراد: "العرض السعودي ورد الحوثيين يظهران لنا أن، أكثر من أي شيء آخر، بأنّ الفجوة بينهما لم تضيق كثيرا منذ العام الماضي، لكنها أقرب قليلا".


توضيح موقف


ويقول مسؤولون سعوديون إنّ الطابع العلني للإعلان كان يهدف إلى توضيح موقف المملكة، التي تواجه انتقادات دولية لا هوادة فيها بشأن دورها في الحرب، وإثارة رد من الحوثيين، الذين استخفوا بالجهود الأمريكية الأخيرة.


وتكافح الرياض من أجل تخليص نفسها من الصراع المُكلف وغير الشعبي. عندما تدخل ولي عهد محمد بن سلمان، بعد أشهر فقط من منصبه كوزير للدفاع، في عام 2015 لوقف تقدم المتمردين الحوثيين الموالين لإيران الذين اجتاحوا العاصمة صنعاء، قال مسؤولون سعوديون إنّ القتال سيستمر بضعة أسابيع فقط.


ومنذ ذلك الحين، اشتعلت الحرب على الرغم من جهود الوساطة المتكررة التي بذلتها الأمم المتحدة وغيرها. وفي الوقت نفسه، فشلت السعودية في إعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا إلى السلطة.


من ناحية أخرى، سيطر الحوثيون على معظم أنحاء البلاد وكثّفوا حملة إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على السعودية، وضربوا مواقع مدنية وبنية تحتية رئيسية للطاقة، بما في ذلك مطار مدني بالقرب من الحدود، وفي الأسبوع الماضي مصفاة أرامكو في الرياض.


قتلت غارات التحالف الجوية مئات المدنيين اليمنيين في هجمات أصابت المدارس والحافلات والأسواق العامة، في حين ساهمت عمليات الحصار الجزئي في نقص الغذاء وتفشي أمراض مثل الكوليرا.


صعوبات


ويواجه اقتراح السلام السعودي صعوبات حادة. وقد فشلت جهود مماثلة في الماضي، بما في ذلك وقف إطلاق النار من جانب واحد من قبل التحالف قبل عام ووقف جزئي لإطلاق النار في عام 2019.


ويأتي ذلك في الوقت الذي يتقدم فيه الحوثيون على بعد أميال من مأرب، آخر معقل في شمال اليمن للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وموقع مصفاة نفط مرغوب فيها.


ويحذر المسؤولون السعوديون واليمنيون من أنه إذا سقطت المدينة، فإنّ ذلك سيعطي الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين السيطرة على منطقة ذات قيمة استراتيجية يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لاستمرار الضربات على صناعة النفط في المملكة العربية السعودية. لكنّ المسؤولين الأمريكيين لا يعتقدون أنّ الحوثيين سيتمكنون من الاستيلاء عليها.


وقال الأمير فيصل إنّ الحكومة السعودية على اتصال بالحوثيين بشأن هذا الاقتراح، وأنها أعربت عن اهتمامها بوجود المجموعة على طاولة المفاوضات مع الأطراف اليمنية الأخرى.


واضاف إنّ "ما سمعناه حتى الآن هو مطالب أكثر وليس مؤشرا واضحا على انهم مستعدون لوضع مصالح اليمن والشعب اليمني في المقام الاول".


وفي الآونة الأخيرة، قال الحوثيون للمفاوضين إنهم يريدون من السعوديين السماح لعدد معين من السفن بدخول ميناء الحديدة قبل أن يَدخلوا في مزيد من المحادثات، بحسب مسؤولين سعوديين.


- المصدر الأصلي بالإنجليزية: وول ستريت جورنال

- عالجه ونقّحه للعربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا