التقارير الخاصة

اتفاق الرياض في جنوب اليمن: دعم دولي وتهديدات داخلية

20-04-2021 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| القسم السياسي


تتزايد الأصوات المحذّرة، من أنّ النظام الهش للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد يلجأ إلى نسف اتفاق الرياض - الموقع بين هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي - وإعلان حرب خامسة ضد جنوب اليمن، في محاولة لتعويض الهزائم التي تعرضت لها القوات الموالية لهادي شمال مأرب.


قال المسؤول البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي سالم العولقي: "يستعد إخوان اليمن [حزب الإصلاح الإسلامي] لحرب جديدة في الجنوب لتعقيد المشهد المعقّد بالفعل". وأضاف في تغريدة "ردعهم واجب". (1)


وقالت صحيفة العرب ومقرها لندن إنّ مصادر سياسية يمنية لم تذكر اسمها "حذرت من تصاعد التوتر بين المجلس الانتقالي الجنوبي وأطراف نافذة في الحكومة اليمنية، وعلى رأسها حزب الإصلاح الإخواني، ما قد ينذر بمواجهة قادمة في ظل حالة الاحتقان السياسي ومغادرة معظم وزراء الحكومة المنبثقة عن اتفاق الرياض للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن. ". (2)


وكان رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك وعدد من وزرائه قد غادروا عدن إلى الرياض، لأسباب لم يُكشف عنها، منذ وصول التظاهرات الشعبية إلى مقر الحكومة في قصر معاشيق في عدن احتجاجا على تدهور الخدمات.


يشهد جنوب اليمن حالة من الاحتقان المتصاعد نتيجة تدهور الخدمات وارتفاع سعر العملة وانقطاع الرواتب وفشل الحكومة والتحالف بقيادة السعودية في الوفاء بالتزاماتهم المالية، وفق اتفاق الرياض. (3)


في هذا الوقت، تصاعدت هجمات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، واستهدفت مقرات ونقاط أمنية لقوات الحزام الأمني ​​الجنوبي الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أبين ومقر القوات الإماراتية في شبوة شرقي عدن، في آذار مارس الماضي وأوائل نيسان أبريل الجاري. (4)


وتزامنت الهجمات التي أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها مع تصريحات وزير الداخلية اليمني السابق أحمد الميسري للجزيرة جدد فيها دعوته لاقتحام عدن. (5)


ذات صلة: هجمات شبوة.. هل نسّق الحوثيون وقوات هادي الموالية للإخوان مع القاعدة؟


وقال مصدر جنوبي مطلّع لـ "سوث24" إنّ وزير الداخلية الحالي الموالي لهادي اللواء إبراهيم حيدان يعمل أيضا على تصعيد الأزمة ويحاول اتباع نهج الوزير السابق (الميسري). لم يتسنّ ل سوث24 التحقق من ذلك من مصدر مستقل.


وفي أبين، اندلعت اشتباكات متفرقة في مديرية أحور خلال الأيام الماضية، بين القوات الموالية لهادي والقبائل المحلية وقوات الحزام الأمني الجنوبية. تسعى قوات هادي للسيطرة على مناطق تقع تحت سلطة قوات الحزام الأمني في المنطقة الساحلية.


وذكرت صحيفة العرب الصادرة من لندن، الثلاثاء، أنّ الجانبين عززا قواتهما بآليات عسكرية وأسلحة.


لعبت قوات الحزام الأمني ​​دورًا بارزًا في محاربة الجماعات الإرهابية منذ تأسيسها عام 2016.


تصاعدت التوترات بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الرئيس هادي، بعد أن اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولًا عسكريًا بارزًا مواليًا لهادي باختطاف شقيق مسؤول بارز في المجلس الانتقالي الجنوبي (عبد الرحمن شيخ). (6)


يتهم المجلس الانتقالي اللواء العسكري أمجد خالد (قائد لواء النقل) بالتورط في "سلسلة من الأعمال الإرهابية". وطالب المجلس الانتقالي الجنوبي التحالف بقيادة السعودية برفع "غطاء" الحماية عن الرجل. (7)


وفي محافظة شبوة، اعتقلت القوات الأمنية التابعة للسلطة المحلية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، مسؤول حقوق الإنسان بالمجلس الانتقالي أحمد الهقل، ومنعت أنشطة توزيع وجبة الإفطار في المحافظة، وفقا لمصادر حقوقية.


وأشار اجتماع لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى أنه تم "إنشاء معسكرات وفتح طرق لصالح مليشيا الإخوان [القوات الحكومية].." في تعز "في إطار خطة إعلان الحرب على الجنوب". (8)


وقالت صحيفة العرب، بحسب المصادر، إنّ "الأطراف المعارضة لاتفاق الرياض والمعارضة للمجلس الانتقالي تشارك بشكل منهجي في خلق أزمات أمنية ومفاقمة تدهور الخدمات في عدن والمحافظات الجنوبية المحررة وعرقلة صرف الرواتب، بهدف دفع الأوضاع في المناطق التي يسيطر عليها الانتقالي الى حافة الهاوية".


تتعرض الأطراف السعودية المعنية بتنفيذ اتفاق الرياض لاتهامات بالتغاضي عن الانتهاكات التي ارتكبتها الأطراف الموالية لهادي. تواصل المملكة العربية السعودية دعم القوات الموالية لهادي التي يهيمن عليها الإسلاميون في الجنوب.


وكانت الرياض قد قدّمت، في 22 آذار مارس الماضي، مبادرة وقف شامل لإطلاق النار في اليمن، رفضها الحوثيون ورحب بها المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية.



رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي يلتقي مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، في أبو ظبي، 15 أبريل 2021 (رسمي)


يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي هذه التحديات، وفي الوقت نفسه يبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة، كممثل لقضية الجنوب، للمشاركة في جهود عملية السلام الأممية، بعد اجتماعات "رفيعة" مع أطراف دولية فاعلة في عمّان، الأردن، وأبو ظبي. (9)


وفي هذا الصدد، قال مصدر لـ "سوث24" مطلع على اجتماعات أبوظبي، إنّ هناك تركيزًا دوليًا واهتمامًا بضرورة تنفيذ اتفاق الرياض ومشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في عملية السلام.


ويحذّر مراقبون من أن عدم إشراك الجنوبيين في كافة مراحل مفاوضات السلام قد يؤدي إلى فشل العملية.


إقرأ أيضا: مجلس الأمن يجدد التحذير من الإرهاب ويؤكد على تنفيذ اتفاق الرياض


وشدد مجلس الأمن الدولي في بيانه الأخير على ضرورة استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض. (10)


والجمعة الماضية، قالت الخارجية الأمريكية إنّ المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن توم ليندركينغ "اجتمع في الإمارات بمسؤولين من وزارة الخارجية لبحث أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق الرياض". (11)


وقال ممثل الاتحاد الروسي، خلال جلسات مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، الأسبوع الماضي، "من الممكن تحقيق تسوية طويلة الأمد وشاملة إذا تم مراعاة مصالح جميع الأطراف اليمنية الرائدة". (12)


وأضاف: "نأمل أن يساعد تطبيق اتفاق الرياض على تركيز العقول على حل المشاكل في جنوب البلاد".


تأتي التطورات في جنوب اليمن، في الوقت الذي باتت فيه مدينة مأرب الشمالية، على مرمى حجر من يد المليشيات الحوثية، المدعومة من إيران. تسعى الأطراف الدولية لمنع سيطرة الحوثيين على مأرب. من شأن سقوط المدينة أن يغير وجه المعادلة بسيطرة الحوثيين الكاملة على اليمن الشمالي، ويقود إلى حلول جديدة، تهدد بالقضاء على نظام هادي، وفقاً لمراقبين دوليين. 


يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي على المدى الطويل لبناء دولة جنوبية مستقلة، على الحدود التاريخية التي كانت قائمة في العام 1990، لكنه "يتعاطى بإيجابية" مع جهود السلام الدولية وفقا للمصدر الذي تحدّث لـ "سوث24".


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات

- مصدر الكاريكاتور: Republican Yemen (Samer) 


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا