سوث24| مأرب

تصاعد القتال بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران، والقوات الموالية للحكومة اليمنية بإسناد قبلي في محافظة مأرب الغنية بالنفط، والتي تعتبر مدينة مأرب، مركزها الإداري، المعقل الأخير للحكومة المُعترف بها دولياً في شمال اليمن.

ووفقاً لمصادر عسكرية، توغل الحوثيون في مديرية الجوبة، وسط مأرب، بعد معارك عنيفة خلَّفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. 

ونشر مقاتلو الجماعة صوراً تُظهر تقدمهم في الجوبة، تضمَّنت إحداها منزل قائد محور بيحان العسكري واللواء 26 مشاة، اللواء مفرح بحيبح، أحد أبرز القيادات العسكرية الموالية للحكومة اليمنية في المحافظة.

وكانت الجماعة قد أسقطت قبل أسابيع مديرية حريب، الواقعة على الحدود بين شبوة ومأرب، لاستكمال حصارها للمحافظة، بالتزامن مع سيطرتها على 3 مديريات غرب محافظة شبوة الجنوبية، دون قتال.

كما تتعرَّض مديرية العبدية لحصار شامل من قبل الحوثيين منذ أكثر من أسبوعين، وتتهم الحكومة اليمنية الجماعة بارتكاب "جرائم حرب" في المديرية.

وكان الحوثيون قد أعلنوا عن سلسلة عمليات عسكرية منذ بدء هجومهم الشامل على مأرب في فبراير شباط من العام الجاري، حملت أسماء "النصر المبين، البأس الشديد، وفجر الانتصار"، سيطروا فيها على مناطق شاسعة في المحافظة.

وقال الناطق العسكري باسم الجماعة، الأربعاء، أنَّ قواتهم أضحت "على مشارف مدينة مأرب"، بعد السيطرة على مركز مديرية الجوبة، ومناطق أخرى.

وأعلن التحالف بقيادة السعودية، الأحد، أنَّ هجماته الجوية على مدى 18 يوماً أوقفت تقدم الحوثيين في مديرية العبدية الواقعة تحت الحصار، مشيراً إلى "338 عملية نوعية" قتلت المئات من عناصر الجماعة، ودمَّرت عشرات الآليات.

وقصف الحوثيون مناطق مدنية وعسكرية في مأرب بعشرات الصواريخ الباليستية على مدى الأشهر الماضية، بالإضافة لسلاح الطائرات المسيرة، العلامة المُميَّزة للعمليات العسكرية التي تشنَّها الجماعة مؤخراً ضدَّ خصومها في الداخل، وضدَّ السعودية.

وخلَّفت الهجمات الحوثية الدامية عشرات القتلى من المدنيين، بينهم أطفال. 

وندَّدت الخارجية اليمنية، الجمعة، بـ "الصمت الدولي إزاء جرائم الحرب الجماعية من قبل الحوثيين في العبدية بمأرب"، داعية مجلس الأمن الدولي "للتدخل لحماية المدنيين".

وحذَّرت وزارة الدفاع اليمنية، أمس الأربعاء، من الاقتراب من طريق حريب-الجوبة في مأرب، وأعلنتها "منطقة عسكرية". وأكَّد التحالف دعمه "إجراءات الحكومة اليمنية ووزارة الدفاع لحماية المدنيين".

وقال رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك سعيد، الاثنين، "نحن واثقون من أنّ مأرب لن تسقط. نحن جاهزون للتصدّي للحملة الحوثية". وشدَّد خلال لقاء جمعه بنظيره المصري على أنَّ معركة مأرب "سُتحدَّد مستقبل اليمن".

ووفقاً لخبراء ومراقبين، يسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب النفطية لتسهيل توسعهم في بقية المحافظات، وتعزيز موقفهم التفاوضي في أي محادثات سلام مقبلة، سيذهبون فيها بصفتهم المسيطرين على كامل تراب شمال اليمن.

- مركز سوث24 للأخبار والدراسات

الصورة: مقاتلون حوثيون بمديرية الجوبة بمأرب (إعلام الجماعة)