تفاؤل أممي وابتهاج حوثي وصمت رئاسي: هل ثمّة سلام بالأفق؟

الصورة: OSESGY/سارة صادق

تفاؤل أممي وابتهاج حوثي وصمت رئاسي: هل ثمّة سلام بالأفق؟

التقارير الخاصة

الثلاثاء, 17-01-2023 الساعة 07:38 صباحاً بتوقيت عدن

سوث24 | نيويورك 

أعلنت الأمم المتحدة عن حراك دبلوماسي مكثّف لإنهاء الصراع في اليمن، تزامنا مع معلومات عن حوارات جارية بين السعوديين وجماعة الحوثيين اليمنية، ووسط تفاؤل قيادات حوثية بارزة بقرب انتهاء الحرب هذا العام. 

وقال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الاثنين، في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي،"يُسعدني أن أقدم الإحاطة الأولى لهذا العام من اليمن. لقد أجريت اليوم مناقشات إيجابية وبناءة مع القيادة هنا في صنعاء، متمثلة بمهدي المشاط، أتطلع قدماُ لمواصلة هذه المحادثات." مشيرأ أيضا إلى إجراء "مناقشات مثمرة مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، وكذلك مع أصحاب المصلحة الإقليميين في الرياض ومسقط."

وكشف الدبلوماسي السويدي عن نهج أكثر اتساعا ضمن جهود الوساطة التي يقودها في اليمن، إذ "ركزت المناقشات على خيارات تأمين اتفاق بشأن خفض التصعيد العسكري وتدابير لمنع المزيد من التدهور الاقتصادي وتخفيف تأثير النزاع على المدنيين." لافتا إلى "رؤية أكثر شمولية لضمان المضي نحو تسوية أكثر شمولاً، بما في ذلك وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني واستئناف العملية السياسية."

ولفت غروندبرغ إلى أنَّ هناك "خطوة محتملة" لتغيير "مسار النزاع المستمر لـ 8 سنوات." معتبرا ما وصفها بـ "المحادثات الجارية هي فرصة لا يجب إهدارها وتتطلب إجراءات مسؤولة"، مشيدا بجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في هذا الصدد.

ومع تأكيده على أهمية الدور الإقليمي في جهود الوساطة، قال إنَّ "القضايا المطروحة على الطاولة بشكل فعّال، خاصةً القضايا المتعلقة بمسائل السيادة، لا يمكن حلها إلا من خلال حوار شامل بين اليمنيين."

واعتبر مراقبون في ذلك إشارة لخروج قوات التحالف وإنهاء الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

لقاءات صنعاء 

اللافت إنّ المبعوث غروندبرغ ألقى إحاطته من صنعاء بعد يوم واحد فقط من مغادرة وفد سلطنة عمان المدينة وعقب لقاءات مع رئيس المجلس السياسي الحوثي مهدي المشاط ومسؤولين آخرين من الجماعة المدعومة من إيران.

وتحدثت بالفعل، وسائل إعلام تابعة للحوثيين عن اتفاق مع الجماعة، تضمّن تسليم رواتب الموظفين وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بشكل كامل. 

وقالت وكالة سبأ الحوثية إنَّ المشاط، أشار في اجتماع بصنعاء، إلى أنَّ المشاورات "حملت أفكاراً إيجابية تتعلق بالملف الإنساني وفي مقدمته صرف المرتبات لكافة موظفي الدولة من عائدات النفط والغاز والفتح الكامل لمطار صنعاء وميناء الحديدة وفتح الطرقات وتبادل الأسرى."

وفي أكتوبر الماضي، كانت هذه المطالب الحوثية قد وصفت بـ "المتطرفة" من قبل مجلس الأمن الدولي، وقال المجلس إنَّها أعاقت تمديد الهدنة الأممية التي استمرت لـ 6 أشهر وانتهت في 2 أكتوبر الماضي. 

وانتقد المبعوث الأمريكي لليمن، خلال خطاب أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس النواب الأمريكي في 6 ديسمبر الماضي، المطالب ذاتها. 

 وقال تيم ليندركينغ: "مطالبة الحوثيين في اللحظة الأخيرة بأن تحول الحكومة اليمنية عائداتها المحدودة من تصدير النفط لدفع رواتب المقاتلين الحوثيين النشطين منعت الأمم المتحدة من تأمين اتفاق هدنة جديد في أكتوبر."

وفي تغريدة على تويتر، الاثنين، قال عضو الوفد المفاوض للحوثيين عبد الملك العجري: "مع جهود الخيرين وعلى رأسهم الأشقاء في سلطنة عمان، نرجو الله أن يكون هذا العام بداية النهاية لهذه الحرب العدوانية." 

تغييب "الرئاسي" 

قرأ مراقبون ومحللون سياسيون خطاب غروندبرغ عن محادثات جارية، مؤشرا على المفاوضات المباشرة بين الحوثيين والسعودية بوساطة من عمان، في ضل غياب دور ملموس للمجلس الرئاسي الذي يمثّل الشرعية في اليمن. 

وعلّق المحلل السياسي صلاح السقلدي على ذلك قائلا: "الحوارات المكثفة التي تجري بوساطة عُـمانية تتم بين الحوثيين والسعودية فيما الأطراف الأخرى موضوعة على دكة الاحتياط." وأضاف منتقدا المجلس الرئاسي: السعودية لا تحمي المدوخين."

وفي تقرير، سابق عزز تقرير ل"مجموعة الأزمات الدولية" هذا التوجه السعودي، إذ قال إنَّ "الحكومة اليمنية سعت إلى وقف واردات الوقود إلى ميناء الحديدة الواقع على البحر الأحمر والخاضع لسيطرة الحوثيين، لكن الرياض منعتها من ذلك." 

وفي 12 أكتوبر الماضي، تبادل السعودية والحوثيون وفدان زارا الرياض وصنعاء لتفقد الأسرى، بحسب الإعلام الرسمي للطرفين . وفي منتصف نوفمبر الماضي، كشف مصدر خليجي لـ "سوث24" عن رفض الحوثيين لعرض تقدمت به السعودية عبر عمان تضمن التزام السعودية بدفع رواتب الموظفين المدنيين.. 

وخلال الأيام الماضية، التقى أعضاء من المجلس الرئاسي، على حدة، بدبلوماسيين وسفراء دول غربية في الرياض.

وفي 10 يناير الجاري، قال عضو الرئاسي عيدروس الزبيدي، خلال لقائه بالسفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن. إنًّ "السلام الشامل لن يتحقق إلا بمعالجة جذور الصراع والتعاطي مع الواقع على الأرض." ودعا إلى موقف من "هجمات الحوثيين ضد المنشآت الاقتصادية." 

وفي لقاء مع سفير الاتحاد الأوروبي إلى اليمن، جابرييل مونويرا فينيالس، الاثنين، شدَّد عضو الرئاسي، سلطان العرادة، على "ضرورة ترجمة مواقف الاتحاد لخطوات أكثر عملية للضغط على جماعة الحوثي."

وكان نائب مندوب الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن، قد أعلن، الاثنين، أن المجتمع الدولي والأطياف اليمنية عازمون على إنهاء الحرب في اليمن.

وفي الوقت الذي يرحب اليمنيون بأي توصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب المأساوية في اليمن، تبرز المخاوف من أنّ أي اتفاق لا يأخذ مصلحة الأطراف البارزة والقضايا الأساسية في اليمن، وعلى رأسها قضية الجنوب، بالتوازي مع مصلحة الإقليم بذات النهج، قد يرحّل الخلافات ويعقّد الجهود الدولية ويفاقم الأزمة في المستقبل. 

ويتفق مع ذلك، غروندبرغ، الذي أشار، أمس الاثنين، بأنه "لا يمكن عرض بعض القضايا بمعزل عن غيرها"، وقال: "هناك تحديات متصلة وكذلك مخاوف بشأن الضمانات من قبل جميع الأطراف، وهي أمور يتطلب معالجتها..". 

- مركز سوث24

حرب اليمن المجلس الانتقالي الجنوبي الحوثيون الحكومة اليمنية الولايات المتحدة السعودية الإمارات إيران