تركيب: مركز سوث24
23-08-2023 الساعة 12 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عدن
قالت منصة برازيلية تتبع معهد اللاوفير "The Lawfare" المتخصص بالعدالة والقانون، إنّ هجمات الطائرات بدون طيار التي شنّها تنظيم القاعدة ضد القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة مؤخرا تشير إلى أنّ التنظيم لديه شركاء جدد وقد يكون منخرطا في محور استراتيجي وأنه قد يتلقى دعما من الحوثيين.
وأضافت المنصة التي تُنشر أيضا بالتعاون مع معهد بروكينغز الأمريكي: "برغم أن البيانات الأخيرة تشير إلى أن نشاط القاعدة قد تضاءل. إلا أن الاستثناء الوحيد هو الهجمات المقابلة لعملية (سهام الشرق)، التي شنها المجلس الانتقالي الجنوبي ضد التنظيم في أغسطس 2022،.. واستهدفت العناصر الإرهابية في محافظتي أبين وشبوة في محاولة لتأمين جنوب البلاد."
وبحسب التحليل الذي كتبه روبن داس، وهو خبير استراتيجي في المعهد الدولي لأبحاث العنف السياسي في سنغافورة، فتنظيم القاعدة منفصل إلى ثلاثة فصائل: فصيل يمني بقيادة سعد عاطف العولقي، أمير الجماعة في محافظة شبوة؛ وفصيل سعودي بقيادة زعيم القاعدة خالد باطرفي؛ وفصيل مصري يقوده المسؤول الكبير في التنظيم، إبراهيم البنا ونجل الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة المركزي، سيف العدل.
وبحسب المنصة، زُعم أنّ باطرفي منع مقاتليه في شبوة من القتال ضد الحوثيين. "وقد تكون سياسة عدم محاربة الحوثيين مؤشرا على تحالف بين الحوثيين والقاعدة".
وقال التحليل، الذي ترجم أجزاء منه مركز سوث24، أنه "يمكن النظر إلى الهجمات الأخيرة في شبوة من ثلاث طرق متشابكة. أولا، إنها وسيلة لتعزيز صورة القاعدة ونفوذها، وسط تراجع قوتها في جنوب اليمن. ثانيا،قد تعكس تقاربا استراتيجيا (وربما مؤقتا) مع الحوثيين. وثالثا، تشير إلى تحول تركيز التنظيم نحو المجلس الانتقالي الجنوبي.
ففي يناير 2023، التقى باطرفي، زعيم الفصيل السعودي في القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بقادة القاعدة وطلب منهم الاستعداد لهجمات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي في الجنوب ووقف أي هجمات على الحوثيين. في فبراير 2023، أصدر العولقي، زعيم الفصيل اليمني، دعوة إلى رجال القبائل من أبين وشبوة للانضمام إلى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي.
"في يناير 2023، التقى باطرفي بقادة القاعدة وطلب منهم الاستعداد لهجمات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي في الجنوب ووقف أي هجمات على الحوثيين."
ويضيف التحليل، أنّ الطائرات المستخدمة في هجمات شبوة تم توفيرها للقاعدة من قبل الحوثيين. إذ وبحسب تقارير - يضيف التحليل - تم الحصول على الطائرات بدون طيار من قبل أبو أسامة الدياني، وهو زعيم جهادي يمني مقرب من باطرفي يحافظ على علاقة وثيقة مع الحوثيين.
وبحسب الخبير السنغافوري، فقد حافظ تنظيم القاعدة تاريخيا والحوثيون على مستوى معين من التعاون البراغماتي والضمني. إذ وفر الحوثيون في بعض الأحيان للقاعدة ملاذا لبعض قادتهم وأسلحتهم. كما أن التعاون استقرار جنوب اليمن.
"ويتزامن قرار تنظيم القاعدة بتحويل انتباهه إلى الجنوب، وشبوة وأبين على وجه الخصوص، مع إعادة تركيز الجماعة لجهودها ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي. وقد يكون لذلك دوافع أيديولوجية، حيث لطالما نظر القاعدة إلى القوات الجنوبية على أنها مرتدة"، وفقا للتحليل.
وبحسب التحليل، تشير هجمات الطائرات بدون طيار إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يكثف جهوده الانتقامية ضد حملة سهام الشرق التي يشنها المجلس الانتقالي الجنوبي، كجزء من هجومه الخاص، "عملية سهام الحق"، التي أعلنها في سبتمبر/أيلول 2022.
ويقول إنّ "هذا التحول الاستراتيجي بعيدا عن استهداف الحوثيين ونحو المجلس الانتقالي الجنوبي يتماشى مع توجيهات القاعدة المركزية. إذ دعا سيف العدل إلى زيادة التركيز على الهجمات ضد المصالح الغربية وقوات التحالف والقوات المناهضة للحوثييين".
ما إذا كان هذا سيكون اتجاها جديدا في قواعد اللعبة الخاصة بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية هو أمر يجب مراقبته عن كثب. يقول التحليل.
ويخلص إلى أنه "من شبه المؤكد أن هذا الاستخدام المفاجئ والمستدام للطائرات بدون طيار يتطلب شكلا من أشكال الدعم الخارجي للحصول على التكنولوجيا. وإذا كان الحوثيون يزودون تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» بطائرات بدون طيار واستمرت هذه العلاقة، فمن المحتمل أن تكون هناك هجمات أكثر تطورا بطائرات بدون طيار في المستقبل".