02-06-2020 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| عدن
اغتيل الصحافي الجنوبي نبيل حسن القعيطي المتعاون مع وكالة فرانس برس ووسائل إعلام أخرى في عدن جنوب اليمن على أيدي مسلحين مجهولين أمام منزله الثلاثاء، في عملية وصفتها اللجنة الدولية للصحفيين بـ "الإرهابية".
وقال مصدر أمني محلي في عدن لوكالة فرانس برس "اعترض مسلحون مجهولون سيارة القعيطي بعد خروجه من منزله وأطلقوا النار عليه ما أدى إلى وفاته"، مضيفا أن "المسلحين تمكنوا من الفرار".
وقالت الوكالة الفرنسية أن القعيطي كان يتعاون معها في اليمن منذ بداية عام 2015، تاريخ بدء التدخل السعودي في حرب اليمن على رأس تحالف عسكري.
وبحسب الوكالة فقد كان القعيطي (34 عاما) مرشحا نهائيا عن فئة الأخبار لجائزة "روري بيك" التي تمنح لأفضل صحافيي الفيديو المستقلين في عام 2016.
وأشارت الوكالة أن القعيطي أب لثلاثة أطفال وزوجته حامل.
صدمة
وقال مدير الأخبار في وكالة فرانس برس فيل تشتويند "إننا مصدومون لجريمة قتل صحافي شجاع يقوم بعمله على الرغم من كل التهديدات والترهيب".
وأضاف تشتويند "ساعد نبيل، من خلال عمله مع وكالة فرانس برس خلال السنوات الماضية، بإظهار حقيقة النزاع اليمني المروع. وكانت نوعية عمله مقدرة على نطاق واسع".
وقالت الوكالة الفرنسية أن القعيطي نجا من الموت في أوائل كانون الثاني/يناير 2019 من الموت بعد هجوم شنه المتمردون الحوثيون بطائرة دون طيار على أكبر قاعدة عسكرية في البلاد، قاعدة العند الجوية في محافظة لحج أثناء استعراض عسكري كان يقوم بتغطيته. وقتل مسؤولون يمنيون بارزون بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية و نائب رئيس هيئة الأركان في الهجوم.
نبيل القعيطي استخدم كيمرته لتوثيق حالات إنسانية وتمكن من جمع تبرعات ضخمة لأفراد محتاجين افراد او جماعات، وكان النازحين من المحافظات الشمالية ضمن أولوياته (ياسر اليافعي)
أطراف متطرفة
ودان وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب اغتيال القعيطي. وقال لفرانس برس "أعتقد أن استهداف الصحافي نبيل القعيطي بعملية اغتيال منظمة ومخطط لها مسبقا هو استهداف للصحافة والصحافيين في اليمن، ويعكس فشل وأخطاء كل الأطراف المتصارعة في اليمن".
وأضاف "نحن ندين هذه الجريمة بحق الصحافي القعيطي الذي كان عمله هو نقل الأحداث والحقائق بالصورة، ويبدو أن عمله أثار حفيظة بعض الأطراف المتطرفة نتيجة نشاطه الصحفي المكثف في الآونة الأخيرة".
ويلمّح المسؤول اليمني لجهات "متطرفة" بالعملية، يخوض المجلس الانتقالي الجنوبي معها صراع عسكري في أبين، حيث كان ينشط الصحفي نبيل القعيطي خلال الثلاثة الأسابيع الماضية.
ويتهم الجنوبيون حزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) بتفجير حرب في أبين في 11 مايو الماضي، بهدف التقدم نحو العاصمة عدن. وتعرضت الميليشيات اليمنية التي يسيطر عليها الحزب لخسائر فادحة، ولم تحرز أي تقدّم.
وطالب وكيل وزارة الإعلام اليمني بتحقيق "واضح وشفاف"، داعيا الحكومة المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على عدن إلى التعاون في التحقيق.
عملية إرهابية
ووصف الاتحاد الدولي للصحفيين اغتيال المصور الميداني نبيل حسن القعيطي، أمام منزله بمدينة عدن ب "العملية الإرهابية".
وأضافت المنظمة العالمية الشهيرة على موقعها في تويتر: لا لقتل #الصحفيين، لا للإفلات من العقاب لمرتكبي الجريمة والجهات المسؤولة. لروحك السلام."
ونعى المجلس الانتقالي الجنوبي عملية اغتيال"المصور الحربي العالمي نبيل حسن القعيطي ، في عملية إرهابية غادرة ظهر يومنا هذا الثلاثاء أمام منزله في مديرية دار سعد بالعاصمة الجنوبية عدن."
وقال المجلس في بيان نعي نشره على موقعه الرسمي "إن استشهاد بطل الكلمة والصورة، وحامل لواء الحقيقة المصور نبيل القعيطي ، إنما يكشف ضيق قوى الإرهاب والتطرف والعدوان التي تخوض حربا مفتوحة على شعبنا ، من الكلمة والصورة التي تفضح جرائمها وإرهابها، وتكشف زيف إدعاءات إعلامها المعتمد على تزييف الكلمة والصورة ولي عنق الحقيقة."
وأضاف المجلس أن "استشهاد الشهيد البطل نبيل القعيطي فضح كذب وجرائم قوى الاحتلال والتنظيمات المتطرفة المتحالفة معه حياً، فإنه وباستشهاده قد كشف علاقتها الأكيدة بجرائم الإرهاب، وبأنها هي من رعت ودعمت كل أعمال العنف والاغتيالات التي استهدفت ومازالت تستهدف الشرفاء والأبطال والمخلصين من أبناء شعبنا."
وعملية اغتيال القعيطي تمثل سابقة في العاصمة عدن، التي يتمتع الصحفيون بها بحرية تعبير كبيرة، ولكن، وبحسب مراقبين، بعد التهديدات الأخيرة التي أطلقها مسؤولون حكوميون بينهم وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، بإثارة الفوضى بعدن، لتحقيق مكاسب سياسية، تضع هذه الجريمة تساؤلات حاسمة حول مدى تورط أطراف حكومية وأخرى مدعومة من قطر وتركيا، في أعمال الفوضى والإرهاب التي تطول المدينة.
جانب من المحرضين على اغتيال الصحفي مصور الوكالة الفرنسية نبيل القعيطي، قبل وبعد عملية جريمة اغتياله الإرهابية.
— Ayad Qassem (@AyadAlshaibi) June 2, 2020
بعض هؤلاء مقيمون في الكويت وتركيا وعمان وعدن.
ارصدوا هنا أي منشورات تلمحونها..#الارهاب_الاخواني_يغتال_نبيل_القعيطي pic.twitter.com/l6Zg2X6Qg6
وكشف تسجيل صوتي للصحفي القعيطي، اطلع عليه سوث24، يشير فيه إلى تهديدات ومساعي حدثت مؤخرا - قال نشطاء أنها للضغط على الوكالة الفرنسية التي يعمل لديها- قال أنها محاولات لقطع رزقه. وكشف القعيطي عن اغراءات مالية كبيرة، قال أن قناة الجزيرة عرضتها عليه للعمل لديها، لكنه رفض تلك العروض.
وقال الصحفي ياسر اليافعي معلقا على حادثة الاغتيال"نبيل القعيطي صحفي سلاحه الكيمرا والجوال وخط النت، حرضوا عليه في صفحاتهم واليوم أدواتهم تنفذ العملية، لم يستطيعوا اغتياله في الجبهات ولكن اغتالوه غدر بجوار منزله".
وأثارت عملية اغتيال الصحفي الجنوبي حالة غضب واسعة. ووجه كثير من النشطاء أصابع الاتهام لجماعة الإخوان المسلمين داخل الحكومة اليمنية، التي تناهض مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي وتستميت لتحقيق نصر في جنوب اليمن، بعد هزائمها المتلاحقة أمام الحوثيين في المحافظات الشمالية.
ووجه نشطاء جنوبيون انتقادات للأجهزة الأمنية في المدينة، وطالبوها بسرعة التحقيق بالحادثة وكشف الجناة.
فريق سوث24 عبّر عن استنكاره الشديد لجريمة الاغتيال التي طالبت الصحفي نبيل القعيطي، وطالب الجهات الأمنية بسرعة ملاحقة الجناة ومحاسبتهم، وقرّر رفع صورة القعيطي الشخصية على صفحات الموقع في وسائل التواصل الاجتماعي لمدة ثلاثة أيام.
- المصادر: سوث24، فرنس برس، تويتر