التقارير الخاصة

من يمّول إعلام تنظيم الدولة الإسلامية في شمال اليمن؟

06-06-2020 الساعة 9 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| خاص


يطوّر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، من قدراته الإعلامية، رغم الصراع الذي خاضه مع تنظيم القاعدة في اليمن، مستغلا بذلك، تسهيلات توفّرت له في مناطق تسيطر عليها الحكومة اليمنية والحوثيون.

ففي وقت سابق نشر داعش لقطات مصوّرة لجريدة النبأ الأسبوعية التابعة له، أثناء توزيعها في محافظات في شمال اليمن. 

وأظهرت صور اطّلع عليها "سوث24" أعداداً مطبوعة من الجريدة، أثناء توزيعها لعناصر داعش، يقول التنظيم أنها في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء، التي يتقاسم السيطرة عليها الحكومة اليمنية (الإخوان المسلمون) والميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.


صورة  نشرها تنظيم داعش تظهر أعدادا من "جريدة النبأ" التابعة له، قال أنها في محافظة البيضاء في شمال اليمن.

تمويل ضخمم


مصادر خاصة أشارت لـ سوث24 أن جريدة النبأ بلغ توزيعها إلى محافظة مأرب شمال اليمن الواقعة تحت سيطرة الشرعية، والتي ينشط فيها تنظيم القاعدة بقيادة "أبو فواز المأربي".


ولم يتضّح، بحسب المصادر، مكان طباعة الجريدة أو مصدر الإمكانيات، التي وصفها مراقبون بـ  "الضخمة"، والتي سهلّت للتنظيم إصدار مثل هذه الوسيلة الإعلامية في مناطق البيضاء ومأرب، أو ما إذا كان هناك تنسيق مع جهات حكومية، اتُهمت مؤخرا بالارتباط مع قيادات في تنظيم القاعدة.


لكنّ كتاب " الدولة الإسلامية.. الخلافة الرقمية" للباحث عبد الباري عطوان، أشار أنه "لولا وجود التكنولوجيا الرقمية والتطور الاتصالي الحالي، ما كان لتنظيم داعش أن يحصل على الهالة الإعلامية التي استطاع خلقها لنفسه، ومن ثم توظيفها؛ لتحقيق أغراضه بمنطقة الشرق الأوسط، ولذلك يبقى دراسة الجانب الاتصالي والرقمي لشبكات الإرهاب أمر مهم، في محاولة القضاء عليها."

وعلى الرغم أنّ محافظة البيضاء شهدت صراعاً بين تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية كان أشده في أغسطس 2019، إلا أنّ محلّلين رأوا أن فشل داعش في خلق نفوذ شعبي له في مناطق البيضاء ومأرب، قد يدفع التنظيم للتنازل للقاعدة في جزيرة العرب، التي تحظى بعلاقات مع جهات عسكرية شرعية في مأرب، والعمل سوياً.

احتمالات

ورغم ذلك، يشير الباحث في الإرهاب والجماعات المتطرفة في المركز المصري للدراسات الاستراتيجية محمود قاسم أن "الفترات الأخيرة شهدت تراجعًا كبيرًا لنفوذ داعش في اليمن ونشاطه العملياتي، إذ نفذ التنظيم حوالي 32 هجومًا خلال عام 2016 وحوالي 6 عمليات خلال عام 2017، و5 عمليات خلال النصف الأول من عام 2018." 

وأشار قاسم، في تقرير نشره المركز مؤخرا، إلى أن ثمة احتمالات عدة بشأن التنظيمات الجهادية في اليمن. هناك إمكانية لاندماج عناصر التنظيمين (القاعدة وداعش) تحت مظلة واحدة. وقد يكون اندماج عناصر داعش للقاعدة هو النموذج الأقرب، نظرًا للضغوط التي يتعرض لها داعش بشكل عام.

كما أن جذور القاعدة في اليمن أكثر قوة ورسوخًا، حيث تراجع نفوذ داعش في اليمن بدرجة لا تمكّنه من امتلاك أوراق التأثير، خاصة أن التنظيم لم يعد يحتفظ سوى بأربعة ألوية تتكون من نحو 60 عضوًا في محافظة البيضاء وفقًا لتقرير الأمم المتحدة 2019.


ويضيف الباحث المصري محمود قاسم "هناك احتمال آخر هو استمرار حالة التنافس بين التنظيمين، حيث يعمل كل طرف على تأكيد أحقيته بزعامة الساحة الجهادية في اليمن. ويأتي هذا النهج كانعكاس لطبيعة التنافس الأكبر بين التنظيمات في عدد من الساحات –الشرق الأوسط وإفريقيا- إذ سيعمل كل طرف على محاولة تثبيت قواعده واستعادة حضوره بشكل يضمن له التمدد."


مشيرا إلى أن التنافس بين الطرفين بدا واضحًا، سواء على النفوذ أو التجنيد واستقطاب الأعضاء الجدد، حيث تصادم الطرفان وحدثت اشتباكات عنيفة بينهما.

اقرأ أيضا: تفاصيل حصرية.. الإرهاب وصراع النفوذ اليمني ضد الجنوب

ولم يقتصر الأمر على الجانب الميداني، لكنّ التنافس انتقل بين الجانبين إلى الإصدارات المرئية الدعائية، حيث أصدر القاعدة في أبريل 2020 الفيديو العاشر من سلسلة “الله يشهد إنهم لكاذبون” والذي عمد خلاله إلى فضح واستهجان تحركات وتكتيكات داعش في اليمن. في حين نشر داعش إصدارًا مرئيًّا بعنوان “معذرة إلى ربكم” عمل من خلاله على تشويه صورة القاعدة واتهامها بالتخاذل في تطبيق شرع الله."


وكان القيادي السابق في تنظيم القاعدة "أبو عبد الله الضالعي"، قد ظهر في الإصدار المرئي لداعش أواخر أبريل الماضي، كشف خلاله عن تفاصيل علاقة التنظيم في مأرب بقوات "الشرعية"، مشيراً، كيف كان يستقبل أفراد المعسكرات التابعة للشرعية أو "الجيش الوطني" زعيم تنظيم القاعدة في مأرب المكنى "أبو فواز المأربي" في منطقة صرواح الجبهة المشتعلة مع الحوثيين.


ولم يصدر أي تعليق عن الحكومة اليمنية التي تتواجد في الرياض، أو قيادات "الجيش الوطني" في مأرب، للرد على هذه الاتهامات. 


واليوم الأحد قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي أن "علي محسن تحت يده  ملفات تتعلق بالارهاب والقاعدة منذ تاسيس القاعدة".

ولهذا السبب يضيف الجعدي في تغريدة له على تويتر "تتعامل معه بعض الأطراف بهدوء وتنفذ كل ما يطلبه خوفا من نشر الغسيل".