الرياض (مركز سوث24)

---

في لقاء جمعه بسفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، اليوم الإثنين، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي تصريحات وُصفت بأنها تحمل تهديدات غير مسبوقة للمواطنين في محافظات جنوب اليمن، بعدما ربط بين التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة وبين احتمال تعثر الرواتب ونقص الوقود والكهرباء وتفاقم الأزمة الإنسانية، وهو ما اعتبره مراقبون تحدثوا لمركز سوث24 تلويحاً بعقوبات اقتصادية تطال السكان المدنيين.

 

وخلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك، وصف العليمي خطوات المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية بأنها " تهديد خطير للاستقرار وتقويض لسلطة الحكومة”، متهماً إياها بخرق المرجعيات.

 

وردا على ذلك، يرى مسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي تحدث لـ مركز سوث24 أن تلك المرجعيات لم تُطبّق في الشمال ولم توفر حماية للجنوب طوال السنوات الماضية."

 

وقد دعا العليمي إلى "عودة القوات الوافدة من خارج المحافظات الشرقية"، في إشارة إلى القوات الجنوبية التي تمثل جزءاً أساسياً من نسيج الأمن المحلي في حضرموت والمهرة بما في ذلك المنطقة العسكرية الثانية وقوات النخبة الحضرمية.

 

ورغم محاولة العليمي الإيحاء بأن حديثه يحظى بغطاء دولي، ترجحّ مصادر دبلوماسية أن الدول الأربع الراعية لا يمكن أن توافق على أي مقاربة تتضمن معاقبة السكان اقتصادياً، نظراً لكون ذلك يصطدم بالمبادئ الأساسية للعمل الإنساني وبالقانون الدولي الذي يحظر العقاب الجماعي.

 

ويرى مراقبون أن ربط العليمي بين الوضع الخدمي والتحركات السياسية يُعد محاولة للضغط على الجنوب باستخدام احتياجات الناس الأساسية كسلاح.

 

واتهم العليمي القوات الجنوبية بالتحرك "خارج الإطار المؤسسي" و"تهديد الاستقرار".

وقال المتحدث باسم القوات الجنوبية، محمد النقيب في رسالة نصية لمركز سوث24، أنّ الجنوب بنى مؤسساته الرسمية بنفسه، بما في ذلك المؤسسة العسكرية والأمنية، في الوقت الذي انهارت فيه الدولة المركزية.

 

وقبل ذلك كان المسؤول بالمجلس الانتقالي الجنوبي عمرو البيض، قد قال في تصريحات لرويترز، أنّ رئيس مجلس القيادة الرئاسي غادر عدن، دونما أمر منهم.

ونفى البيض في حديث لقناة سكاي نيوز، أنّ يكون لدى المجلس الانتقالي نية لتشكيل حكومة في الجنوب. وقال أنهم يركزون في الوقت الحالي على تأمين مسرح العمليات.

 

وأكد القيادي الجنوبي أن "المرحلة المقبلة هي لإعادة الأمن والاستقرار لمناطق اليمن، واستعادة التوازن الأمني لجغرافيا الجنوب، غير ذلك لم نتحدث عن خطوات قادمة".

 

ومن المرجح أن تثير لهجة العليمي، التي حملت تحذيرات من “سقوط منطق الدولة”، مخاوف واسعة في الجنوب الذي يعاني منذ ثلاثة عقود من التهميش والتمييز، إذ تُفسَّر تهديداته بأنها موجّهة ضد السكان أكثر من كونها خلافاً سياسياً.

 

ولم يعلّق سفراء الدول الأربع، الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية والإمارات، على تصريحات العليمي أو التطورات الأخيرة في جنوب اليمن.

 

وتشهد محافظات جنوب اليمن الثمان، اعتصامات جماهيرية منذ يوم أمس الأحد، تطالب قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بـ إعلان ما أسموها "دولة الجنوب العربي". وهي التسمية التي كانت قائمة لمساحات واسعة من الجنوب خلال التواجد البريطاني في الخمسينيات من القرن الماضي.