13-11-2020 الساعة 10 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24| JNS
يعود الفضل في قرار ثلاث دول عربية للتوصل إلى سلام مع إسرائيل إلى جهود البيت الأبيض في ظلّ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واعتراف هذه الدول السنية بأنّ القيام بذلك سيعزز أمنها ضد التهديدات المستمرة من تركيا وإيران.
تتدخل إيران ووكلائها في الدول العربية بينما يروجّون لأيديولوجيتهم الثورية الشيعية، بينما تدفع تركيا أيديولوجية الإخوان المسلمين الثورية السنية في جميع أنحاء المنطقة. بالنسبة لهاتين الدولتين، شكلّت صفقات التطبيع التي أُبرمت بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان صدمة لنظامي البلدين.
"إيران عدو تكتيكي لدول الخليج (.) لأنّ النظام يُسيطر عليه متعصبون شيعة يُريدون تدمير الأنظمة السنية في الخليج"، هكذا قال هارولد رود، المستشار السابق للشؤون الإسلامية في وزارة الدفاع الأمريكية والذي تواجد في إيران خلال الأشهر الأولى للثورة الإسلامية.
التهديدات الأيدلوجوية الثورية للشيعة، وأيدلوجيا الإخوان المسلمين السنية.. دفعت دول الخليج للتطبيع مع اسرائيل
تحالف إسرائيل المزدهر مع دول الخليج العربية يعكس الوضع الذي وجدت الدولة اليهودية نفسها فيه خلال العقود القليلة الأولى من نشأتها. خلال الصراعات العربية الإسرائيلية المتعاقبة، اعتمدت في سنواتها الأولى على تحالف من الدول غير العربية، مثل تركيا وإيران، كحليفين إقليميين وحيدين لها. ومع ذلك، بدأ كل هذا يتغيّر عندما تمت الإطاحة بشاه إيران الموالي للغرب في الثورة الإسلامية في عام 1979، وازدادت في ظلّ السياسات الإسلامية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعادية لإسرائيل.
بحسب لـ هارولد رود، إذا أطاح الشعب الإيراني بالنظام الحالي، فمن المرجّح أن تركّز الدولة جهودها على إعادة بناء علاقاتها مع العالم وإعادة تأسيسها.
التهديد التركي
وفقًا لـ هاي إيتان كوهان ياناروجاك، الخبير في شؤون تركيا في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب وكذلك معهد القدس للاستراتيجية والأمن، فإنّ تركيا ودول الخليج العربية تخوضان حربًا بالوكالة غير معلنة في ليبيا وشرق البحر المتوسط.
قال ياناروجاك: "في كل مسرح تقريباً، تتحدى تركيا وقطر وحماس الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر". من وجهة نظر تركيا، يفتقر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الشرعية بسبب الانقلاب العسكري على الإخوان المسلمين، بينما تعتبر القوى الإسلامية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان غير شرعي لاغتيال حكومته للصحفي جمال خاشقجي في 2018 في القنصلية السعودية في اسطنبول. وأضاف "والآن تفتقر الإمارات إلى الشرعية في نظرهم بسبب التطبيع مع إسرائيل".
بعبارة أخرى، "في نظر تركيا، لا تعتبر دول الخليج موثوقة لقيادتها السنة".
يقول رود "من وجهة نظر دول الخليج، فإنّ تركيا هي عدوهم الاستراتيجي طويل المدى لأنّ الأصولية السنية - التي يرأسها اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - كانت عدواً دائماً عبر التاريخ الإسلامي من خلال اغتيال القادة العرب السنة أو الإطاحة بهم."
وقال رود "هذا لأنّ أردوغان هو الزعيم الفعلي لجماعة الإخوان المسلمين، التي تهدف إلى إعادة تأسيس الخلافة السنية وتدمير جميع القادة السنة الذين لا يتفقون مع أهدافها". "إيران، ولكن بشكل أكبر منها تركيا، كانت بالتأكيد قوة دافعة رئيسية لصفقات دول الخليج مع إسرائيل".
اقرأ أيضا:
- تحوّل السلطة الفلسطينية اليائس إلى تركيا وقطر سيفشل
- لماذا صمتت الرياض عن اتفاق التطبيع بين البحرين وإسرائيل؟
يجب على إسرائيل، إلى جانب الإمارات والبحرين والسعودية وغيرها، مواجهة العدو نفسه على المدى الطويل، جماعة الإخوان المسلمين، والتي، بحسب رود، "ليست سوى أحدث نسخة من التعصب الإسلامي السني الذي تسبب بشكل دوري في إحداث فوضى في الأنظمة السنية عبر تاريخ الإسلام الممتد 1400 عام ".
ويرى رود أنّ المزيد من الدول العربية السنية تستعد للسير على خطى أسلافها وتطبيع العلاقات مع إسرائيل. بالنسبة لهذه الدول، التي ليس لديها نزاع إقليمي مع إسرائيل، فإنّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس أولوية. ليس ذلك فحسب، فهذه الدول الخليجية غاضبة من القيادة الفلسطينية على خلفية توبيخها بسبب توقيع اتفاقات مع إسرائيل. بينما لم تحدث أي احتجاجات في الإمارات أو البحرين على توقيع الاتفاقيات.
- المصدر الأصلي بالإنجليزية: جي إن إس العبري
- عالجه للعربية: سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 13 يوم