رئيس لجنة التصعيد الشعبي بحضرموت الجابري يلقي كلمة 26 فبراير 2022 (سوث24)
18-08-2022 الساعة 10 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| عبد الله الشادلي
منذ إعلان انطلاقها في 21 أكتوبر الماضي، شهدت "الهبّة الحضرميّة الثانية"، زخماً كبيراً في محافطة حضرموت، جنوب اليمن. لقد حمل هذا التصعيد الشعبي على عاتقه مطالبات أبناء المحافظة الغنية بالنفط التي تعيش أوضاعا اقتصادية وخدمية قاسية.
استطاعت الهبة الحضرمية في أسابيعها الأولى إيقاف تصدير النفط والأسماك في حضرموت بعد أن استحدثت نقاطا شعبية رابط فيها مسلحون قبليون. كما أعلنت عن خطة لتشكيل قوة محلية من أبناء المحافظة تضم آلاف المقاتلين للانتشار في وادي حضرموت الذي تسيطر عليه المنطقة العسكرية الأولى.
وبعد أشهر من انطلاق هذا الحراك الشعبي الموسّع، الذي طالب بإخراج المنطقة الأولى وتحرير نفط حضرموت من النافذين، يبدو لكثيرين أنَّ نشاط الهبة قد تراجع بصورة غير مفهومة، لا سيما أن كثير من المطالبات والأهداف التي تبنَّتها لم تتحقَّق بعد. يستطلع "سوث24" في هذا التقرير آراء وتصريحات مسؤولين في الهبة ونشطاء وسياسيين؛ فهل تراجع نشاط الهبّة حقاً؟
نشاط الهبّة
على الرغم من بعض المكاسب التي حققتها الهبّة الحضرميّة الثانية كإلزام السلطة المحلية السابقة بتخصيص كميّات من وقود الديزل المدعوم للمواطنين، ورفع الجبايات من نقاط المنطقة العسكرية الأولى بالوادي، قال ناشطون محليون لـ «سوث24»: إنّ ذلك "لم يدم طويلاً، وسرعان ما عادت الأمور إلى وضعها السابق". واعتبر الناشطون أنَّ "الهبة الحضرمية تراجعت".
لكنَّ ناطق لجنة الهبة الحضرمية، مرعي التميمي، قال لـ "سوث24" إنَّ "نشاط الهبة لم يتراجع". وأضاف: "ما زلنا نطالب بتوفير عدد من الخدمات في مجالات مختلفة، أبرزها: التعليم والصحة والزراعة والمياه، وغير ذلك من المطالب التي تهمّ المواطنين".
من جانبه، قال قائد نقطة الهبّة الحضرميّة الثانية في غرب المكلا، سالم عمر المحمدي لـ«سوث24»: "الديزل المدعوم وإيقاف ناقلات النفط، ليسا الغرضين الوحيدين من هذه الثورة الشعبية. حقوق حضرموت كثيرة، وقيادة الهبّة تسعى جاهدة للمطالبة بها".
انقسام
وحول نشاط الهبة، قال المحلل السياسي نجيب محفوظ مفيلح: "لقد ظهر قائد الهبة الشيخ حسن الجابري بمظهر القوة والرجل الشجاع في بداية الهبّة، وحمل تطلعات أبناء حضرموت في تحقيق مطالبهم. بعض تلك المطالب كانت مرتبطة بالسلطة المحلية السابقة، وأخرى بالحكومة اليمنية".
وأضاف لـ "سوث24": "ما آلت إليه الأمور لاحقاً، هو أنّ قيادات ومشائخ قبلية معروفة بانتمائها لحزب الإصلاح تمكنت، نوعاً ما، من امتصاص حدة الاحتقان وأثرت على اتخاذ بعض القرارات، وعملت أيضاً على شقّ وتفريخ الهبّة. هذا هو النهج الرئيسي للقوى اليمنيّة في التعامل مع مكونات الثورات الجنوبية".
ويعتقد الناشط السياسي عبد الله باجبع أنَّ انقسام قيادات الهبة الحضرمية تسبب بإضعافها.
وقال لـ "سوث24": "مع عدم التقدير الجيد للأمور، استغلت القوى المضادة بعض الخلافات التي حصلت بين الشيخ حسن الجابري والشيخ صالح بن حريز، لحرف مسار الهبّة وإضعافها. لكنها لم تصل إلى مرحلة الفشل بعد".
لا يختلف الصحفي لطفي سعدون، مع الناشط باجبع، لكنّه يرى أيضاً أنَّ "اختلاف الأجندات بين الجابري وبن حريز، أدَّى إلى عدم التفاهم". وأضاف لـ "سوث24" "كُلّ: طرف بات يعمل بمعزل عن الآخر، وأصبح الجابري يدير هبّة بمنطقة الردود بالوادي، وبن حريز يدير أخرى بمنطقة العيون، على مشارف الساحل".
وبالحديث عن الهبّة الأخرى في منطقة العيون، أضاف: "لقد تعرّضت لهزة كبيرة بعد توجيه المحافظ السابق البحسني، باعتقال قائدها بن حريز و150 من قياداتها في 22 سبتمبر/ أيلول الماضي. لكنها أعادت ترتيب أمورها في الوقت الراهن".
لكن التميمي ينفي وجود أي انقسامات في صفوف قيادة الهبة، مشيراً إلى أنَّ: "جهات معادية سعت لخلق فوضى وانقسام حفاظاً على مصالحها والاستمرار في الفساد".
وتعليقا على ما قاله التميمي، قال الناشط باجبع: "لو لم يوجد انقسام بين قيادة الهبة، لما رأينا كل هذا الضعف في الوقت الذي كُنّا نأمل فيه أن تكون القيادات يداً واحدة من أجل أبناء حضرموت الذين كانوا سنداً كبيراً لها".
دور البحسني
كان محافظ حضرموت السابق وعضو المجلس الرئاسي الحالي، اللواء فرج البحسني، قد أعلن عن موقف مبكر داعم للهبة الشعبية بالمحافظة، والتقى بقيادتها عدد من المرات. على الرغم من ذلك، يعتقد نشطاء أنَّ البحسني عمل على تثبيط نشاط الهبة بالوعود المستمرة التي أطلقها.
وعن هذا، قال الناشط سعدون: "دور البحسني في تثبيط الهبّة تجلّى من خلال حملات الاعتقالات، ومحاربة قيادات مخيم العيون، وعلى رأسها بن حريز. لقد فشلت تلك المحاولات، وانتصرت الهبّة".
من جانبه، قال المحمدي: "ما كان للبحسني أو غيره كبح جماح هذه الثورة الشعبية". وأضاف: "في جميع لقاءاته مع قيادة الهبّة، لم يكن على خلاف على حقوق حضرموت ومطالبها مطلقاً. وعلى العكس، لقد التزم بتنفيذ الذي كان في مقدوره".
لكنَّ المتحدث باسم الهبة الشعبية، مرعي التميمي وصف موقف ودور البحسني من الهبة بـ "الإيجابي". وقال إنه "كان متجاوباً مع مطالب الهبّة ومتفهماً لها".
العلاقات مع المحافظ الجديد
وحول علاقة قيادة لجنة تنفيذ مطالب حضرموت مع المحافظ الجديد، مبخوت بن ماضي، قال التميمي: "من الطبيعي أن تكون جيّدة، وسنعمل كفريق واحد من أجل المحافظة".
ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لعلاقة قيادة هبّة مخيم العيون مع المحافظ بن ماضي. وقال الصحفي المقرب من قيادة المخيم لطفي سعدون: "تجمع قيادة المخيم علاقة جيّدة مع المحافظ وهي ومن تطور لآخر؛ لاستنادها إلى أهداف مشتركة تسعى لإنصاف حضرموت".
لكنَّ الناشط باجبع يرى أنَّه "لا توجد دلالات واضحة للعلاقة بين قيادة الهبة والمحافظ الجديد"، وأضاف: "نتمنى أن تتضح الصورة، مع مرور الأيام، ونرى الجميع متكاتفا من أجل مصلحة المحافظة. الخلافات واردة دائما، ومصير أبناء حضرموت أن يكونوا معاً".
وكانت قيادة الهبة قد أعلنت في 9 أغسطس تفعيل القرار الخاص بإنشاء "قوة دفاع حضرموت" بقوام 25 ألف جندي ردا على ما وصفته بـ "الممارسات الاستفزازية للمنطقة العسكرية الأولى".
وقوة دفاع حضرموت هي الاسم الذي أطلقته قيادة الهبة الحضرمية على قوة افتراضية سيتم تشكيلها من أبناء المحافظة للانتشار في الوادي. وكان قائد الهبة الشيخ حسن الجابري قد أعلن عنها في 15 يناير الماضي، لكن توجيهات صدرت من قيادة التحالف العربي في وقت لاحق أجلت الخطة.
متعلق: «الهبة الحضرمية»: حراك شعبيّ وسط تهديدات «بنادق» المنطقة الأولى
وتأكيدا على هذه المساعي، قال ناطق لجنة الهبة مرعي التميمي: "نعمل في الوقت الراهن على تجهيز هذه القوات [دفاع حضرموت] للسيطرة وبشكل كامل على مناطق الوادي".
قبل 3 أشهر