فرانس برس
05-04-2024 الساعة 2 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24 | عبد الله الشادلي
في 2 أبريل الجاري، نفذت مليشيا الحوثيين المدعومة من إيران هجومًا ضدّ القوات الجنوبية في جبهة كرش بمحافظة لحج، هو الأعنف منذ عامين. خلف الهجوم نحو 11 قتيلًا، و14 جريحاً من القوات الجنوبية بحسب مصدر عسكري رفيع تحدث لمركز سوث24.
مثل الهجوم ذروة تصعيد الحوثيين العسكري ضد القوات الجنوبية في عدد من الجبهات خلال الأسابيع الماضية. تصعيد بمواصفات حرب جمدتها الهدنة الأممية المنهارة في 2022، ثم مرحلة خفض التصعيد التي باتت اليوم على حافة الانقضاء وعودة الحرب.
ومنذ 1 مارس الماضي، قُتل نحو 25 جنديًا من منتسبي القوات الجنوبية وأصيب 15 آخرون في هجمات الحوثيين بمحافظتي الضالع ولحج، بحسب الرصد الذي أجراه مركز سوث24 بالاعتماد على المراسلين والمصادر العسكرية، والموقع الرسمي للقوات الجنوبية (درع الجنوب).
إعلان للحرب؟
المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب قال لمركز سوث24 إن "تصعيد مليشيا الحوثيين تأكيد على أنهم ماضون نحو الحرب ولا شيء غير ذلك". مضيفًا: "على المستوى العملي، لم تنته الحرب فعدوان هذه المليشيا كان مستمرًا حتى قبل انتهاء الهدنة الأممية التي تم الالتزام بها من طرف واحد هو نحن".
وأردف: "ورغم هذه الاعتداءات، حافظنا على ضبط النفس والموقف الدفاعي لرد أي عدوان. تصعيد المليشيا الحوثية الواسع مؤخراً، يؤكد بالفعل بأنَّهم قد أقروا الاستمرار في خيار الحرب. وبالنسبة لنا، فالحرب ليست خيارًا إلا عندما تُفرض علينا".
أهداف الحوثيين
ويؤكد الخبير العسكري العقيد عبد الناصر السنيدي أن "هناك تصعيد ملحوظ من الحوثيين مؤخرًا باتجاه الجنوب". وقال لمركز سوث24: "الحوثيون يخترقون الهدن في الوقت الذي يريدون، لكن هذا التصعيد مختلف. في تقديري، يندرج هذا التصعيد ضمن رغبة الحوثيين بإعادة محادثات السلام بعد أن أعلن رئيس الوزراء بن مبارك جمودها بسبب أفعال الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن".
وأردف: "السبب الآخر باعتقادي هو خوف الحوثيين من التصعيد الأمريكي البريطاني لردعهم، مع الحديث عن هجوم بري محتمل يعد له التحالف الدولي في الساحل الغربي والحديدة لإضعاف الحوثيين. هذا التصعيد حقق للحوثيين جس نبض القوات الجنوبية واستكشاف نقاط الضعف والقوة".
ولفت السنيدي إلى أن الحوثيين "يبحثون عن فرصة لتحقيق أي اختراق يكسر معنويه القوات الجنوبية، ويمكنَهم من احتلال أي أرض جنوبية لتعزيز موقفهم العسكري والسياسي". مضيفًا: "هم يحاولون دائما خلق أجواء حرب لتسويقها للرأي العام الداخلي للتقليل من مطالبة الناس في مناطق سيطرتهم باستحقاقاتهم من الرواتب والخدمات العامة".
ويتفق متحدث القوات الجنوبية أن الحوثيين لديهم أهداف سياسية أيضًا من هذا التصعيد الذي يرقى إلى إعلان حرب حد وصفه. مضيفًا: "يحاول الحوثيون من خلال تصعيدهم أن يثبتوا أنَّهم الأقوى، بهدف تقويض مسار السلام".
مُتعلق: هل ستعود الحرب في اليمن؟
وأردف: "في كل الأحوال، لم يحقق الحوثيون أيَّ شيء على الأرض، بل على العكس، خسائرهم يومية. ونحن كقوة تتصدى لهذا الهجوم إذا خسرنا جنديا واحدًا فهم يخسرون أضعاف ذلك كقوة مهاجمة، فهذه هي معادلة الحروب".
وقال القيادي الحوثي ومحافظ محافظة ذمار المعيّن من الجماعة، محمد البخيتي، أنّ المواجهات في الضالع وفي كرش تأتي في سياق ما وصفها "الاستجابة للضغوط الأمريكية لجس نبض ردة فعلنا وردة فعل الشعب اليمني".
ودرج الحوثيون على اتهام خصومهم، خصوصا في الجنوب، على أنهم يتبعون أمريكا وإسرائيل. ويستخدم الحوثيون هذه الاتهامات بهدف تبرير تصعيدهم العسكري الذي يهدد هدنة الأمر الواقع القائمة منذ أبريل 2022، وبهدف تحشيد مقاتلين إلى صفوف مليشياتهم.
وبحسب تقرير نشرته وكالة سبأ الحكومية، ارتكبت مليشيا الحوثي خلال الفترة من 2 أبريل 2022 وحتى 31 ديسمبر 2023 (24,697) حالة، منها (6557) حالة انتهاك لحقوق الإنسان، و (18,171) حالة خرق للهدنة الانسانية في (18) محافظة.
وقال البخيتي في منشور على منصة "إكس": "لن نتوانا عن الرد على أي اعتداء وسنضرب بيد من حديد كل من يقف إلى جانب أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في عدوانها على اليمن سواء من دول العدوان أو مرتزقتهم في الداخل."
ويرجّح خبراء مركز سوث24 أنّ الحوثيين سيواصلون رفض محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة ومعاودة الاشتباك على الأرض حتى تلتزم السعودية وتفي لهم بعدد من المطالب التي قدموها، مشيرين إلى أنّ الدوافع الجوهرية التي أشعلت الحرب في اليمن عام 2015 لا تزال قائمة.
ويوم السبت الماضي أعلن الحوثيون في صنعاء عن طباعة عملة معدنية جديدة، وسط تردي الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرتهم. وهو الأمر الذي اعتبره خبراء ومحللون يمنيون تصعيدا خطيرا في النزاع.
متعلّق: عامان على تشكيل المجلس الرئاسي في اليمن: ما الذي تغيّر؟
وفي 26 سبتمبر الماضي، مرت 9 أعوام منذ تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن عسكريا، بعد انقلاب الحوثيين على سلطة عبدربه منصور هادي في صنعاء. وخلال سنوات الحرب، شهدت اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقا للأمم المتحدة. وتسببت بمقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين، وانهيار اقتصادي وخدمي واسع.
ورغم الجهود الأممية والإقليمية الساعية لإنهاء الحرب، إلا أنّ تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن، واستمرار هجماتهم على السفن التجارية والحربية التي تمر قرب اليمن، شكّل منعطفا جديدا من الصراع في المنطقة، وهدد بتعقيد جهود السلام وزاد من المعاناة الاقتصادية والأمنية لليمنيين، بحسب مسؤولين محليين ودوليين.
الكلمات المفتاحية:
قبل 3 أشهر