11-04-2020 الساعة 1 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| زيورخ
قالت ليزا جراندي منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن، أن إمكانية انتشار فيروس كورونا في اليمن سيمثل "واحد من أكبر التهديدات التي تواجه اليمن خلال المئة عام الماضية".
وقالت جراندي لـ رويترز يوم الخميس "حان الوقت كي تكف الأطراف عن قتال بعضها البعض والبدء في محاربة مرض كوفيد معا".
جاء ذلك بعد إعلان رصد أول إصابة بفيروس كورونا في اليمن يوم الجمعة، في مدينة الشحر بمدينة حضرموت.
وعقب الإعلان عن الإصابة أمر محافظا شبوة والمهرة المجاورتين بإغلاق حدودهما مع حضرموت اعتبارا من يوم الجمعة.
وفرضت السلطات أيضا حظر تجول ليليا لمدة 12 ساعة في جميع أحياء حضرموت يبدأ من الساعة السادسة مساء يوم الجمعة وحتى إشعار آخر. وقال سكان إن عربات تابعة للدفاع المدني قرب الميناء أمرت الناس عبر مكبرات الصوت بالبقاء بمنازلهم.
وقال أحد السكان ويدعى مازن سالم وهو أب لطفلين "علمنا اليوم أن هناك إصابة بفيروس كورونا وبقينا في المنزل. ربنا يحمي بلدنا وعائلاتنا".
وقالت ليزا جراندي منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن لرويترز يوم الخميس إنه إذا انتشر الفيروس فسوف تكون النتيجة "كارثية" نظرا لأن الحالة الصحية لما لا يقل عن نصف السكان "متدهورة للغاية" ولا يملك البلد إمدادات أو قدرات أو منشآت كافية للتعامل مع الوضع.
أزمة إنسانية
قالت منظمة الصحة العالمية إنها تقدم المساعدة لوزارة الصحة العامة والسكان باليمن. وقال ألطف موساني ممثل المنظمة في اليمن لرويترز "نتابع الحالة ومن خالطوها لتقييم مستوى التعرض للخطر".
وقالت منظمة الصحة العالمية لرويترز في الآونة الأخيرة إنها تسعى لمد اليمن بما يمكنه من فحص آلاف المرضى، مضيفة أنها منحته بالفعل 500 جهاز فحص. وجرى تخصيص نحو 37 منشأة صحية كوحدات عزل.
وأودت الحرب المستمرة منذ خمس سنوات بحياة أكثر من 100 ألف شخص وتسببت في أزمة إنسانية.
وتقول لجنة الإنقاذ الدولية إن نصف المستشفيات اليمنية فقط تعمل بشكل كامل ولا يحصل 18 مليون شخص على رعاية صحية كافية أو مياه.
وتنتشر في البلاد الكوليرا وحمى الدنج والملاريا. ويعتمد 80 في المئة من اليمنيين، أي حوالي 24 مليون نسمة، على المساعدات الإنسانية بينما يعيش ملايين على حافة المجاعة وعرضة للإصابة بالأمراض.
وكان الوليدي قال لرويترز في وقت سابق إنه تم إنشاء مراكز حجر صحي في محافظات حضرموت والمهرة وعدن في جنوب اليمن
وصرح بأن اللجنة تطلب أجهزة تنفس صناعي وأسطوانات أكسجين وأسرة مستشفيات من منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليجري توزيعها على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المدعومة من السعودية والمناطق التي تسيطر عليها حركة الحوثي.
ديفيد شينكر: "المسؤولية تقع على عاتق الحوثيين لضمان تدفق المساعدات الإنسانية"
ويسيطر الحوثيون، الذين أخرجوا الحكومة التي تدعمها السعودية من العاصمة صنعاء أواخر عام 2014 على معظم المراكز الحضرية في البلاد. وأقام الحوثيون مركزا للحجر الصحي في مستشفى بصنعاء وآخر في مطار صنعاء صنعاء.
وتحاول الأمم المتحدة إجراء محادثات افتراضية بين الأطراف المتحاربة لبحث هدنة دائمة والقيام بجهد منسق لمواجهة فيروس كورونا واتخاذ خطوات إنسانية واقتصادية لبناء الثقة واستئناف مفاوضات السلام.
ويعتمد اليمن بشدة على واردات الغذاء والدواء والوقود.
خفض المساعدات
وقال برنامج الأغذية العالمي يوم الخميس إنه سيخفض إلى النصف المساعدة التي يقدمها للسكان في مناطق اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين ابتداء من منتصف أبريل نيسان بعدما خفض المانحون التمويل بسبب مخاوف من أن الحوثيين يعرقلون إيصال المساعدات.
ويطعم البرنامج التابع للأمم المتحدة ما يربو على 12 مليون يمني شهريا، معظمهم في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين.
برنامج الأغذية العالمي يوم الخميس إنه سيخفض إلى النصف المساعدة التي يقدمها للسكان في مناطق اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين
وتشكو السلطات الحوثية من سوء إدارة برامج المساعدات من جانب الهيئات الدولية.
وقال ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى للصحفيين في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة يوم الخميس إن المسؤولية تقع على عاتق الحوثيين لضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
وأضاف "نحثهم، أولا، على الانضمام إلى وقف إطلاق النار، وثانيا، إلى وقف ممارساتهم المربكة في مجال (المساعدات) الإنسانية".
المصدر: رويترز