05-02-2021 at 9 PM Aden Time
سوث24| قسم الترجمات
دعا دبلوماسي إيراني وباحث سعودي بارز كلا من حكومتي إيران والسعودية إلى بدء مناقشات مباشرة، تجنباً لأي عواقب قد تؤدي إلى "مواجهة كارثية" قد تشعل المنطقة.
جاء ذلك في مقالة مشتركة نشرتها صحيفة الجارديان البريطاني الاثنين الماضي، للدبلوماسي الإيراني السابق حسين موسويان ولرئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز الصقر.
وبحسب المقالة، التي ترجمها سوث24، قال الرجلان "سبق ودعونا إلى الحوار بين قادة بلدينا في مايو 2019، وحذرنا من أنّ البديل سيزيد التوترات التي يمكن أن تتحول إلى مواجهة كارثية."
ووفقا للمقالة، فقد زادت منذ ذلك الوقت سلسلة من الهجمات على ناقلات نفط سعودية وإيرانية في المياه الدولية. كما اُستهدفت منشآت أرامكو السعودية في بقيق وخريص، إضافة إلى الخلاف مع الولايات المتحدة بعد مقتل قاسم سليماني والعالم النووي فخري زاده.
وقال الرجلان "لا نزال تحت رحمة سوء تقدير واحد يُمكن أن يجعل الحرب الباردة، بين دولنا، ساخنة، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها".
وأضافا "مع وصول إدارة جديدة إلى واشنطن، حان الوقت للانتقال من المواجهة إلى الحوار."
ذات صلة: وول ستريت جورنال تكشف عن أولى مهام المبعوث الأمريكي إلى اليمن
وبحسب المقالة المشتركة "ستكون الخطوة الأولى نحو تسوية مؤقتة مقبولة هي أن يدرك كل جانب تصورات التهديد لدى الآخر - سواء كانت حقيقية أو متخيلة - واعتناق مجموعة من المبادئ الأساسية التي يمكن البناء عليها."
وتضيف "ترى كل من إيران والسعودية أن الآخر حريص على الهيمنة على المنطقة. تنظر الرياض إلى إيران على أنها عازمة على تطويق المملكة بالجهات المتحالفة معها من غير الدول؛ وترى طهران أنّ الرياض هي الوسيط الرئيسي لجهود الولايات المتحدة لاحتواء وتقويض الجمهورية الإسلامية. تعتقد كل دولة أنّ الأخرى مصممة على نشر فقهها الإسلامي على حساب الأخرى. تعتبر الرياض ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية تهديدًا لأمنها القومي، لا سيما بنيتها التحتية الحيوية. وتعتبر طهران شراء المملكة لكميات كبيرة من الأسلحة الغربية المتطورة يؤدي إلى تفاقم عدم تناسق الأسلحة التقليدية في المنطقة. وتتهم الرياض إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة مثل اليمن وسوريا ولبنان والبحرين والعراق. ترى طهران أنّ المملكة العربية السعودية تفعل الشيء نفسه في هذه البلدان بالذات."
و "لكسر هذه الحلقة المفرغة وتجاوز لعبة إلقاء اللوم"، قال موسويان والصقر "يحتاج قادتنا إلى الانخراط في مناقشات مباشرة مسترشدة بالأساسيات التالية:
(1) إدارة العلاقات على أساس الاحترام المتبادل، وفقًا للمصالح المشتركة وعلى قدم المساواة؛
(2) الحفاظ على السيادة وسلامة الأراضي والاستقلال السياسي وحرمة الحدود الدولية لجميع دول المنطقة واحترامها؛
(3) عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول؛
(4) رفض التهديد باستخدام القوة والالتزام بالتسوية السلمية لجميع الخلافات. ؛
(5) رفض سياسة دعم الانقسام الطائفي وتوظيف الطائفية لأهداف سياسية ودعم وتسليح المليشيات في دول المنطقة؛
(6) احترام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، ولا سيما حرمة المرافق الدبلوماسية؛
(7) تعزيز التضامن الإسلامي وتجنّب الصراع والعنف والتطرف والتوتر الطائفي؛
(8) التعاون الكامل في إجراءات مكافحة الإرهاب؛
(9) معاملة الأقليات الدينية في بلد الطرف الآخر كمواطنين في ذلك البلد، وليس في كمتدينين بولاءات عبر وطنية؛
(10) رفض مساعي أي دولة في المنطقة للهيمنة.
(11) ضمان حرية الملاحة والتدفق الحر للنفط والموارد الأخرى إلى المنطقة ومنها، وحماية البنية التحتية الحيوية؛
(12) حظر تطوير أو شراء جميع أشكال أسلحة الدمار الشامل.
وقال الرجلان أنّ "هناك حاجة لاتخاذ إجراءات لبناء الثقة بعد عقود من العداء وانعدام الثقة. تتطلب الدبلوماسية الحوار بينما تتطلب المناقشات المباشرة خارطة طريق تتضمن مجموعة من تدابير بناء الثقة المتبادلة وتسعى إلى رؤية واضحة لترتيب أمني إقليمي مقبول من الطرفين"، ولهذا الغرض "يمكن للأمم المتحدة أن تلعب دوراً هاماً في قيادة أو دعم عملية الحوار الإقليمي هذه."
وبحسب المقالة فقد اتخذتا المملكة العربية السعودية وإيران بالفعل إجراءات تناقض فكرة صراع محصلته صفر لا مفر منه.
أقرأ أيضا : إجراءات أمريكية في السعودية استعداد لنشوب صراع مع إيران
وأضاف "يمكن لدولتينا أن تبني على الأمثلة الإيجابية على التعاون المبدئي لتقليل التوترات في منطقتنا المضطربة، وينبغي عليها ذلك في الوقت الذي ممكن أن تؤدي فيه أي شرارة إلى إشعال المنطقة بأكملها."
وبحسب الموسويان والصقر فإنّ "تأجيل خفض التصعيد سيكون خطأً فادحًا، حيث أثبتت المنطقة مرارًا وتكرارًا أنه في مناسبة نادرة تظهر فيها فرص الحوار البناء، يجب اغتنامها بسرعة قبل أن تتلاشى."
عبد العزيز صقر هو رئيس ومؤسس مركز الخليج للأبحاث. حسين موسويان ، دبلوماسي إيراني كبير سابق ، متخصص في أمن الشرق الأوسط والنووية بجامعة برينستون.
- المصدر الأصلي بالإنجليزية: الجارديان
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
Previous article