تغريدة السفير السعودي

كتابات رأي

الجمعة, 11-12-2020 الساعة 10:49 مساءً بتوقيت عدن

من  على حسابه في تويتر نشر اليوم السفير السعودي محمد آل جابر تغريدة له عن انسحاب عسكري للقوات المتحاربة جنوباً في أبين، دعّمها بصور لقادة عسكريين من طرف الحكومة الشرعية وأخرى من طرف الانتقالي الجنوبي يتوسطهم ضابط سعودي يد بيد في مشهد يبشّر ببدء التوافق على الانسحابات ويتعدّاها إلى التأكيد على إرساء السلام وتوحيد جبهة التحالف العربي والحكومة الشرعية على حد سواء.
لتتوالى التأكيدات عن بدء انسحاب كتيبة للانتقالي الجنوبي وأخرى للقوات الحكومية وفق برنامج زمني ومكاني في طريقه للتنفيذ خلال هذا الاسبوع الذي ينتهي بإعلان الحكومة الجديدة وفق تصريحات رسمية للحكومة وأخرى للانتقالي الجنوبي وأخيرة للتحالف العربي بدت جميعها متفائلة.

لطالما وقفت أطراف في الحكومة الحالية لتؤكد على ضرورة تنفيذ الشق الأمني والعسكري قبل البدء بإعلان الحكومة الجديدة، وهو الشرط الذي أصرت على تنفيذه جماعة الإخوان في الحكومتين الحالية والجديدة بتمثيل متفاوت، أكبر في الأولى وأقل في الأخيرة بتدخل الانتقالي الجنوبي في الحكومة الجديدة وفرضه شرط المناصفة في الحقائب الوزارية بين الشمال والجنوب. نفاذ شرط الانتقالي الجنوبي في الشق السياسي من اتفاق الرياض يقابله نفاذ الشرط العسكري والأمني الذي وضعته الحكومة اليمنية وجماعة الإخوان من نفس الاتفاق الذي تعثر تنفيذه كثيرا.

وكانت السعودية قد رعت اتفاقاً سياسياً بين طرفي الأزمة العسكرية والسياسية التي اندلعت في العاصمة المؤقتة عدن في أغسطس 2019 بين الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية انتهت بطرد الأخيرة من عدن، وبعد فاصل زمني ليس بالطويل لصراع عسكري امتد خارج عدن شرقاً إلى شبوة بمحاولة القوات الجنوبية في التمدد، ثم عاد وامتد غرباً باتجاه عدن بهزيمة قوات النخبة الشبوانية في شبوة وتمدد القوات الحكومية إلى أبين التي ظلت مسرحاً للحرب بين الطرفين حتى يومنا هذا، حيث تقف القوات الجنوبية على مشارف زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية متخذة وضعية دفاعية وتقف القوات التابعة للحكومة ولجماعة الإخوان في شقرة وجبال العرقوب متخذة من الأطراف الغربية لمنطقة شقرة وضعية هجومية على القوات الجنوبية، مسرح حرب أحال الصحراء الفاصلة بين أبين وشقرة إلى ميدان قتال مفتوح لمدة سنة وشهر من عمر اتفاق الرياض تماما.

"نفاذ شرط الانتقالي الجنوبي في الشق السياسي يقابله نفاذ الشرط العسكري والأمني الذي وضعته الحكومة والإخوان" 

بدت تغريدة السفير السعودي المرفقة بصور تحاول أن تبث روح السلام الأخوي بين القيادات العسكرية الجنوبية من الطرفين المتصارعين. 

وكانت السعودية قد وجهت دعوة للطرفين للتهدئة والحوار السياسي على أراضيها في وقت مبكر من اندلاع الصراع العسكري. استجاب الانتقالي الجنوبي مبكراً للدعوة، فيما تأخّر ترحيب الحكومة اليمنية بدعوة السعودية بعد فشل محاولتها تقديم مشروع قرار أممي يدين ما وصفتها بالتدخل العسكري الإماراتي ويسعى لتدويل الأزمة، الخطوة التي رفضها المجتمع الدولي بإجماع. فعادت الحكومة اليمنية أخيراً إلى اصدار ترحيب تضمن عبارات سياسية شديدة اللهجة.

وهو الترحيب الذي دفع السعودية وفق مراقبون حينها إلى إصدار بيان يثني ويشيد بترحيب الطرفين حاول أن يصف الأزمة بـ "الجنوبية - الجنوبية".

ربما هو التوصيف الذي أراد ان يقول للقوات الشمالية التي أتت من محافظة مأرب، مبكراً أنّ عليها ان تعود أدراجها شمالاً. أو ربما هو البيان الذي رفضته القوات الشمالية عملياً بينما ظلت آلتها الإعلامية تشتغل عليه سياسياً.

أخيراً مثلما حاولت الأطراف الشمالية سابقا نفي الرؤية السعودية للأزمة، ستعبّر اليوم بطريقة ما يصعب التكهن بها، عمّا ينفي ذات الرؤية. خصوصاً والحكومة الآن تجتر خطاباً سياسياً يتحدث عن السيادة الوطنية والوحدة اليمنية بتطرف أشد من ذي قبل. 

- سوث24  

كلمات مفتاحية: اتفاق الرياض المجلس الانتقالي الجنوبي التحالف العربي المملكة العربية السعودية الإمارات العربية المتحدة الاخوان المسلمين