الجنوب والسعودية.. الالتقاء في الوسط

كتب   الأخ باشراحيل هشام باشراحيل مقالاً رائعاً عن علاقة الجنوب بالسعودية وما شابها ويشوبها من محاولات تكدير وفرقة وخصام واجترار للماضي.

ما ينبغي أن يدركه الجنوبيون، أنّا والسعودية نلتقي اليوم في مساحة وسطية بكل ما تعنيه كلمة "مساحة وسطية" من معنى، أكان المعنى المادي الذي يقصد المكان البيني أو المعنى النظري الذي يقصد الأيدلوجيا والفكر.

وبالتالي نحن كجنوبيين لم نذهب إلى السعودية كما لم تأت هي إلينا، حيث كانت دولة متطرفة راديكالياً وحيث كنا دولة متطرفة يسارياً، فالسعودية بإدارتها الجديدة المتمثلة في الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان تسعى للتغيير وتحث الخطى ناحية الوسطية والاعتدال مبتعدة عن التطرف والغلو الراديكالي، ونحن في الجنوب بإدارتنا الجديدة المتمثلة في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي نسعى إلى نفس الهدف مبتعدين عن التطرف والغلو اليساري.

وبالتالي ها نحن نلتقي في منتصف الطريق أو في المساحة الوسطية المشار إليها أعلاه. وهذا هو بالتحديد ما يجعل علاقتنا بالسعودية علاقة شراكة سياسية متينة وليست علاقة تابع ومتبوع كما يحاول البعض أن يُشيع ويروّج. فحاجة السعودية لنا على الصعيد العسكري والاستراتيجي بنفس قدر حاجتنا إليها اليوم على صعيد الدعم اللوجستي اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً. ونلتقي جميعا وباقي الدول العربية على هدف الحفاظ على الأمن القومي العربي.