25-12-2020 الساعة 9 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| قسم الرصد
شهد العام 2020 في جنوب اليمن، سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية البارزة، وصفَ خبراءُ بعضَها بأنها "تاريخية" وغير مسبوقة، تزامناً مع الحرب التي تعيشها اليمن منذ ست سنوات، بين الحكومة اليمنية التي يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية، وميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، ووسط تدهور اقتصادي وإنساني مروّع، خلف آلاف الضحايا.
كان المجلس الانتقالي الجنوبي عرّاب العام 2020 في تصدره لموجة الأحداث السياسية والعسكرية المفصلية التي شهدها جنوب اليمن، وتمخّض عنه سلسلة من القرارات والمواقف التاريخية الهامة.
شكلّ هذا العام مدرسةً سياسيةً عميقةً للنخبة المؤثّرة في جنوب اليمن، ومهّد الطريق تجاه خطوات استراتيجية، قد تبدو نتائجها أكثر وضوحاً في العام القادم 2021، ستنعكس، بحسب مراقبين، على عدد من الملفات الاستراتيجية المتعلقة بالوضع في اليمن والمنطقة عموماً.
في هذا التقرير الزمني يسلّط مركز "سوث24" الضوء على أبرز هذه الأحداث وخلفياتها:
1 كانون الثاني / يناير : انسحاب وفد الانتقالي من لجان المفاوضات
على خلفية التصعيد العسكري الواسع الذي شنته قوات أمنية وعسكرية تتبع الإخوان المسلمين في شبوة، وموالية للحكومة اليمنية، على مناطق قبائل لقموش في المحافظة، أبلغ المجلس الانتقالي الجنوبي في الأول من يناير، قيادة التحالف العربي، بتعليق المشاركة في اللجان الخاصة بتنفيذ اتفاق الرياض، الذي وُقع بين الطرفين في 5 نوفمبر 2019. [1]
وشهدت مناطق هدى والعرم بمحافظة شبوة مواجهات عنيفة بين أبناء القبائل وقوات أمنية محسوبة على حزب الإصلاح بعد وصول حملة أمنية إلى تلك المناطق، في إطار تصعيد عسكري وأمني متزايد في المحافظة يستهدف محاصرة المجلس الانتقالي الجنوبي والتوغل في مناطق شعبيته.
وقتل ثمانية مدنيين وتم اعتقال عشرة أشخاص تعسفيا، بينهم ثلاث أطفال، وإصابة خمسة آخرين من قبل القوات الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة، كما كشف المركز الاستشاري الجنوبي لحقوق الإنسان. [2]
وفي هذا السياق قالت تقارير غربية أن خطوة الانسحاب محاولة "للمجلس لكسب بعض النفوذ عن طريق تعليق التعاون، وأنّه من الحكمة أن يُجبر السعوديون هادي على التعاون في تنفيذ الصفقة." [3]
7 كانون الثاني / يناير: الانتقام لسليماني بقصف الضالع
عقب مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بغارة جوية أمريكية في 3 كانون الثاني / يناير في بغداد، سارع زعيم ميليشيات الحوثي، عبدالملك الحوثي إلى إصدار بيان، لتعزية القيادة الايرانية وتوعّد بأن دماءه "لن تذهب هدرا"، فيما قال رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين، محمد علي الحوثي إن "الرد السريع والمباشر في القواعد المنتشرة هو الخيار والحل".[4]
وعقب ثلاث أيام من التهديدات الحوثية، قُتل 11 جندياً يميناً، على الأقل، وجُرح أكثر من 20 آخرين جراء قصف صاروخي باليستي شنته ميليشيات الحوثي، استهدف معسكر (الصدرين) الواقع بمنطقة مريس، شمالي مدينة الضالع، أثناء أداء الجنود الطابور الصباحي. [5]
9 كانون الثاني/ يناير: إعلان مصفوفة أمنية وعسكرية
لتجاوز التصعيد العسكري في جنوب اليمن، وللدفع بجهود تنفيذ اتفاق الرياض، أعلن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر ومسؤولون في الحكومة اليمنية، عن توقيع الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي على محضر لبدء تنفيذ اتفاق الرياض المبرم بشأن الأزمة في جنوب اليمن، تضمن "مصفوفة الانسحابات المتبادلة وعودة القوات التابعة للطرفين إلى مواقع متفق عليها".
وتزامن ذلك مع وصول لجنة سعودية إلى مدينة شقرة الساحلية بمحافظة أبين، على بعد 45 كلم إلى الشرق من عاصمة المحافظة زنجبار، لتسهيل ترتيبات تنفيذ المصفوفة. [6]
ولم يؤدِ إعلان ذلك لتحقيق أي تقدم، خصوصاً بعد تقليل قائد قوات التحالف السعودي بعدن مجاهد العتيبي من وجود الإخوان في الجنوب، في لقاء جمعه بإعلاميين جنوبيين في مقر التحالف بعدن، يوم 16 يناير. [7]
17 كانون الثاني/ يناير: الزبيدي يحّذّر من انهيار اتفاق الرياض
وعقب أسبوع من إعلان المصفوفة الأمنية، حذّر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي في مقابلة مع وكالة فرانس برس من انهيار اتفاق الرياض، مؤكدا تمسك الجنوبيين بالاتفاق الذي رعته السعودية والذي يواجه تأخيرا في التطبيق.
وقال الزبيدي في حوار مع الوكالة الفرنسية أنّ "التأخير أو التعثر في تنفيذ خطوات اتفاق الرياض يأتي من قبل جزء معطل في الحكومة وهم الإخوان المسلمين أي حزب الإصلاح الموجودين تحت مظلة الحكومة الشرعية". [8]
18 كانون الثاني/ يناير: محرقة للجنوبيين في مأرب
قُتل أكثر من ثمانين جندي وجُرح العشرات، معظمهم جنوبيين، في قصف صاروخي لميليشيات الحوثي على معسكر الاستقبال شمال محافظة مأرب.
والجنود هم من المستجدين من اللواء الرابع حماية الرئاسية الذي يقوده العقيد ذو الخلفية الدينية المتشددة، مهران القباطي. كانوا "يتلقون التدريبات في المعسكر بهدف إعادتهم إلى محافظة أبين وشبوة، للقتال ضد الجنوبيين، وفي سياق مساعي حزب الإصلاح الإسلامي لتثبيت نفوذه في تلك المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية مع القوات الأمنية الجنوبية. [9]
18 يناير/ كانون الثاني: انفصال العملات بين الشمال والجنوب
تزامناً مع النزاع حول السلطة بين الجنوب والشمال، فتحت الأطراف المتحاربة في اليمن يوم السبت 18 / يناير معركة بين أوراق نقدية قديمة وأخرى جديدة مما ينذر بوجود اقتصادين في نفس الدولة، وفقاً لوكالة رويترز.
وحظرت ميليشيات الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء استخدام وحيازة الريال اليمني الجديد الذي أصدره منافسوها في الحكومة، وهي الخطوة التي ساهمت في تدهور سعر العملة في محافظات جنوب اليمن، تزامناً مع اتهامات دولية وإعلامية البنك المركزي اليمني في عدن بالفساد والتكسّب. [10]
20 كانون/ الثاني يناير: تقرير لمجلس الأمن يشيد بالنخبة في مكافحة الإرهاب
بعد طرد قوات النخبة الشبوانية من محافظة شبوة، في أغسطس العام 2019، كشف تقرير أممي قُدّم لمجلس الأمن الدولي عن دعم واسع تلقاه تنظيم القاعدة في اليمن وتنظيم الدولة الإسلامية من مأرب، في شمال اليمن، وجماعة الحوثيين، دعما لمساعي التنظيمات الإرهابية للانتقام من قوات الحزام الأمني في جنوب اليمن.
وأشار التقرير في فقرته رقم (18) أنّ الدول الأعضاء في المجلس ذكرت في تقاريرها أنّ هجمات قوات النخبة الشبوانية ساعدت في تقييد مقاتلي تنظيم القاعدة في محافظة شبوة. [10]
30 كانون الثاني/ يناير: مجلس الأمن يدعو لتنفيذ اتفاق الرياض
مع استمرار ظهور بوادر النزاع المتكرر بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، دعا مجلس الأمن الدولي لالتزام الأطراف بتنفيذَ اتفاق الرياض، وأعرب عن دعمه الكامل لجهود السعودية في تعزيز الحوار وتحقيق الأمن في جنوب اليمن. [11]
وفي هذا السياق أكدّت واشنطن على مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية واليمن في رؤية الحكومة الشرعية والقوات الجنوبية تتعاونان مع المملكة العربية السعودية لما وصفته "التنفيذ الكامل والمزمّن لاتفاق الرياض".
وأشارت السفارة الأمريكية لدى اليمن في صفحتها على تويتر أن السفير الأمريكي كريستوفر هنزل التقى "بعدد من كبار أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي في الرياض".
7 شباط / فبراير: مقتل قاسم الريمي وعودة حارس بن لادن
أعلن الرئيس الأمريكي ترامب يوم 7 فبراير مقتل زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، قاسم الريمي. وأشارت تقارير أمريكية لمقتله، أواخر يناير، في غارة جوية بمحافظة البيضاء، شمال اليمن.
وتزامنت مع مقتل الريمي، مساع حكومية، حاولت استغلال تنفيذ اتفاق الرياض، لإعادة الحارس الشخصي السابق لأسامة بن لادن، الملقّب (أبو العابد)، الذي يقود ما يسمى لواء الدفاع الساحلي، على رأس قوة عسكرية ضخمة إلى تخوم عدن الغربية، وفقا لمذكرة عسكرية رسمية.
لكنّ المحاولة، التي حاول تدخل القائد السابق لقوات التحالف بعدن، العميد مجاهد العتيبي، دعمها، باءت بالفشل بعد رفض القوات الجنوبية ما اعتبرتها "عناصر إرهابية" من دخول المدينة. [12]
16 شباط / فبراير: تحذيرات من تعاظم دور قطر وتركيا
هذه التعقيدات التي لعب الإخوان المسلمون دوراً في صناعتها، أدّت إلى جانب خروج القوات الإماراتية من جنوب اليمن إلى فتح شهية قوى نفوذ أخرى في المنطقة إضافة إلى إيران.
وفي هذا السياق كشفت وثائق جمركية رسمية، عن دخول "خلايا" تركية إلى جنوب اليمن عبر منفذ عمان تحت صفة موظفي جمعيات خيرية. عقب زيارة قام بها وزير النقل في ديسمبر الماضي إلى تركيا التقى خلالها قيادات من حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم.
وحذر المسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد عمر بن فريد المقيم في ألمانيا، من خطورة أنشطة جهات تركية، قال أنها بدأت تتحرك في محافظة شبوة، التي ينتمي إليها، والتي باتت تسيطر عليها سلطات حزب الإصلاح الإسلامي. [13]
18 شباط / فبراير: انتحار جندي في عدن
ألقت الأزمة السياسية، بتبعاتها على الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين في الجنوب. وفي حدث مأساوي بارز، أشارت صحيفة الاندبندنت البريطانية في تقرير لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط، أن من "بين الأحداث العديدة المروعة التي وقعت في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي كانت القصة التي لم يلاحظها أحد، وهي أن جنديًا يقاتل لدى القوات الحكومية في اليمن، قام بسحب سلاحه على الفور وأطلق النار على نفسه بالرصاص، في مقر اللواء الأول مشاه في عدن، بعد أن أدرك أنه لم يحصل على راتبه."
وأضافت الصحيفة "كانت وفاة شاب مذعور على ما يبدو بسبب عجزه عن إطعام أسرته بمثابة تذكير بالبؤس الذي يحيط بالحرب اليمنية"، وهي "واحدة من العديد من الصراعات الطاحنة التي حولت مساحات شاسعة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى مناظر طبيعية من الرعب والحرمان." [13]
11 آذار/ مارس: منع قيادات جنوبية من العودة إلى عدن
بعد وصول المفاوضات حول تنفيذ اتفاق الرياض إلى طريق مسدود، قررت قيادات أمنية وسياسية جنوبية العودة إلى جنوب اليمن. لكن التحالف العربي بقيادة السعودية منعها من العودة، أثناء عزمها المغادرة من مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمان ظهر الأربعاء من 11 مارس. [14]
وشملت عملية المنع كل من شلال علي شائع مدير أمن عدن وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي وأعضاء الفريق عبد الرحمن شيخ وأنيس الشرفي وإلى جانبهم الإعلامي مختار اليافعي، واضطروا لاحقاً للعودة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
واعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان الخطوة بأنها "سابقة خطيرة يُمكن أن تؤدي إلى انتفاضة شعبية في الجنوب ستكون مدمرة".
وبعد يوم واحد أعلن السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، في تغريدة له، أنّ «قيادة وأعضاء المجلس تحظى باحترام على كافة المستويات لدى المملكة". [15]
13 آذار / مارس: فشل محاولة السيطرة على مطار عدن
استمر التصعيد ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي انعكس على شكل مواجهة غير مباشرة مع القوات السعودية التي كان يقودها العتيبي، قبل إقالته لاحقاً، إلى إحباط قوات أمن مطار عدن محاولة إدخال قوات تتبع الشرعية تم تدريبهم في السعودية، وإخراج قوات الأمن الرسمية المكلفة بحماية المطار، بتوجيهات من التحالف، وفقاً لمصادر تحدثت حينها لـ "سوث24". [16]
دفعت هذه التطورات المجلس الانتقالي الجنوبي، للإعلان في اجتماع طارئ لقيادات سياسية وعسكرية عن نيته اتخاذ خطوات سياسية وعسكرية وأمنية، لم يذكرها، للحفاظ على أمن واستقرار الجنوب ومحاربة الإرهاب. [17]
15 آذار/ مارس: التحالف: العلاقة مع الانتقالي قوية
ولتهدئة الغضب الشعبي في جنوب اليمن، أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المشتركة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية أنّ "هناك علاقة قوية مع القادة السياسيين للمجلس الانتقالي على مستوى المملكة العربية السعودية ودول التحالف، مبنية على الاحترام والتقدير."
ونفى العقيد الركن تركي المالكي، حينها، وجود أي شرخ بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي. ورد قائلا على سؤال للعربية بأن ذلك "غير صحيح مطلقا". [18]
27 آذار / مارس: خبراء غربيون يحذّرون من تصعيد في أبين
كانت الأمور في جنوب اليمن تتجه نحو مزيد من التصعيد، وفقا لخبراء ومراقبين غربيين.
فقد حذرت الخبيرة البريطانية هيلين كينز من أنّ "الوضع في الجنوب على وشك أن يتفجر مرة أخرى في أي وقت."
وتوقعّت سينزيا بيانكو المحللة بالشأن الخليجية من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تصاعد أعمال القتال في جنوب اليمن، وكذلك في مأرب إذا ما قرر الحوثيون توسيع هجومهم إلى قلب محافظة مأرب.
ورأت أنه سيكون هناك تصعيدان منفصلان. أحدهما في منطقة مأرب في الشمال، والآخر في الجنوب على طول ساحل البحر الأحمر، على الأرجح بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي." [19]
8 نيسان / أبريل: التحالف يعلن وقف إطلاق النار
دفع بدء انتشار جائحة كورونا حول العالم، الأمم المتحدة للضغط على الأطراف اليمنية والتحالف لإعلان وقف إطلاق النار، لدواعي إنسانية بدرجة رئيسية.
وأعلن، وفقاً لذلك، المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي إن قيادة القوات المشتركة للتحالف قررت وقف إطلاق نار شامل لمدة أسبوعين. [20]
رحب المجلس الانتقالي الجنوبي، بإعلان التحالف العربي، مؤكدا على استعداد المجلس للمشاركة في "وضع الإجراءات المشتركة" التي تقود إلى السلام. [20]
10 نيسان/ أبريل: تسجيل أول حالة كورونا في جنوب اليمن
وبعد يوم من إعلان التحالف وقف إطلاق النار، أعلنت السلطات المحلية بمحافظة حضرموت يوم الجمعة 10 أبريل، رصد أول إصابة بفيروس كورونا المستجد، في الوقت الذي تستعد فيه جماعات الإغاثة لمواجهة تفشي المرض في بلد يعاني من حرب دمرت النظام الصحي ونشرت الجوع والمرض. [21]
وقالت ليزا جراندي منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن، أن إمكانية انتشار فيروس كورونا في اليمن سيمثل "واحد من أكبر التهديدات التي تواجه اليمن خلال المئة عام الماضية". [22]
21 نيسان/ أبريل/ السيول تجتاح عدن، وإعلانها مدينة منكوبة
لأول مرة منذ عقود، أغرقت موجة سيول مرعبة شوارع وأحياء العاصمة عدن متسببة بوفاة عدة أشخاص، وأحدثت أضرار جسيمة في الممتلكات. كما أشعلت غضب الأهالي جراء الوضع المأساوي التي وصلت له المدينة، في ظل عجز وفساد الحكومة اليمنية وانقسامها.
اعتبر رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك عدن "مدينة منكوبة"، ودعا في تغريدة له على تويتر "الدول الشقيقة والصديقة ومنظمات الإغاثة إلى مد يد العون ومساعدة الحكومة في مواجهة هذه الكارثة واحتواء آثارها المدمرة على حياة وممتلكات المواطنين."
تسببت السيول بظهور أمراض الحميات المميتة، التي حصدت أرواح المئات من المواطنين في المدينة. [23]
26 نيسان/ أبريل: إعلان الإدارة الذاتية التاريخي
نتيجة لتزايد الضغط الشعبي على المجلس الانتقالي الجنوبي الذين يسيطر على أهم مدن محافظات الجنوب، على خلفية تدهور الوضع الصحي والاقتصادي، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي حالة الطوارئ في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، وأعلن عن إدارته الذاتية للجنوب اعتباراً من منتصف ليل السبت 25 ابريل 2020.
بعد ساعات من هذا الإعلان نشرت اللجنة الاقتصادية بالمجلس الانتقالي الجنوبي ما قالت أنه "البرنامج الاقتصادي لتنفيذ الإدارة الذاتية للجنوب".[24]
وصف مراقبون هذا الإعلان بـ "التاريخي"، واعتبره سياسيون ووسائل إعلام دولية بارزة بأنه إعلان "حكم ذاتي" يمهّد لاستقلال جنوب اليمن.
ورغم أنّ الإعلان أيقض أحلام الجنوبيين بقرب استعادة دولتهم، وحصد دعم شعبي ومحلي غير مسبوق للخطوة، لم يجد هذا الإعلان بالمقابل ترحيباً عربياً أو دولياً. حيث دعا التحالف العربي في بيان عقب يوم واحد، من إعلان المجلس، إلى "ضرورة عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه" ودعا أيضا "لسرعة تنفيذ اتفاق الرياض وعلى رأسها "تشكيل حكومة الكفاءات السياسية" بهدف توحيد الصفوف وعودة مؤسسات الدولة والتصدي لخطر الإرهاب.
بدوره أكد نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، في تغريدات نشرها على "تويتر"، على ضرورة "التعجيل في تنفيذ اتفاق الرياض" ودعا لـ "عدم القيام باي خطوات تصعيديه مخالفة لاتفاق الرياض."
ودعا مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والجامعة العربية ودول عربية وغربية المجلس الانتقالي للتراجع عن الخطوة، واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض. وعارضت حكومة هادي الخطوة ووصفتها بأنها "تمرد" و "انقلاب" على شرعيتها، ودعت للتراجع عنها فورا. [25]
وبعد ثلاثة أيام من إعلان الإدارة الذاتية للجنوب، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن حظر التجوال الشامل لمدة ثلاثة أيام، بسبب تفشي كورونا. [26]
29 نيسان / أبريل: اتصال بين الزبيدي وممثل بوتين
على الصعيد السياسي، قالت وزارة خارجية روسيا الاتحادية أن نائب وزير الخارجية والممثل الرئاسي الخاص لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف أجرى محادثة هاتفية مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.
وبحسب الخارجية الروسية، الزبيدي "قدّم تقييمه للتطورات العسكرية والسياسية والإنسانية في جنوب اليمن، بما في ذلك الأساس المنطقي وراء بيان إنشاء الحكم الذاتي في المحافظات اليمنية الجنوبية." [27]
30 نيسان / أبريل: الانتقالي يرحّب ببيان السعودية
رحب المتحدث باسم المجلس الانتقالي بالدعوة السعودية إلى العودة لتنفيذ «اتفاق الرياض» الذي وقعه المجلس مع الحكومة الشرعية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مطالباً بتنفيذ بنود الشق السياسي من الاتفاق فوراً ودون تأخير.
وعلى الرغم من ترحيب المجلس الانتقالي الجنوبي، إلاّ أنه لم يتراجع عن الخطوة، وظلّ يدير المحافظات الواقعة تحت سيطرته، وشكّل لها لجان متخصصة لإدارة مؤسسات الدولة الاقتصادية والخدمية. [28]
9 أيار / مايو: إعلام سعودي: وزراء ينقلبون على الشرعية
كشفت الأزمة بين الانتقالي والحكومة اليمنية، بعض أقنعة عدد من الشخصيات السياسية داخل حكومة هادي، المتهمة بتصعيد الأمور في جنوب اليمن.
واتهمت بهذا الصدد، صحيفة عكاظ السعودية، مسؤولين يمنيين بينهم وزراء وإعلاميين، بالانقلاب على قضيتهم، إلى المعسكر المعادي للشرعية مقابل إغراءات قطرية. وقالت أنهم "ينخرطون في حملات ذات أجندات تركية قطرية ضد التحالف."
وبحسب عكاظ بين هؤلاء "الوزراء أحمد الميسري، وعبد العزيز جباري، وصالح الجبواني، والإعلاميين مختار الرحبي، وأنيس منصور.".
ودفعت هذه التقارير الوزير الميسري لبث تسجيل صوتي حرّض فيه أتباعه على اجتياح عدن. [29]
11 أيار / مايو: اندلاع الحرب بين الانتقالي والحكومة في أبين
مثّل الهجوم الذي شنته ميليشيات الإخوان، ووحدات موالية للحكومة اليمنية، على بلدة الشيخ سالم في محافظة أبين شمال شرق عدن، إعلاناً بتجدد الحرب بين المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية.
وحاولت القوات الموالية للحكومة، الاثنين، 11 أيار/ مايو، التقدّم نحو زنجبار العاصمة الإقليمية لأبين، إلا أن القوات الجنوبية تمكنت من التصدي لها، وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
تزامن ذلك مع وصول تعزيزات عسكرية من محافظتي مأرب وشبوة لمساندة القوات الحكومية على الأرض، بينما دفعت القوات الجنوبية بتعزيزات كبيرة من محافظة عدن بدأت بعضها المشاركة في المواجهات. [30]
وفي هذا اليوم ظهر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي في خطاب متلفز تزامن مع تجدد القتال.
وقال الزبيدي، وهو يرتدي الزي العسكري، «لقد انتهجنا السلم وآثرنا خيارات الحوار من إيمان عميق بأن الحوار هو الوسيلة المثلى لحل الخلافات، وعلى هذا الأساس ذهبنا إلى جدة ومن ثم إلى الرياض وتجاوزنا عن كثيرٍ من الاعتداءات والخروقات والاستفزازات التي تمارسها قوات الحكومة اليمنية، على أمل إنجاح جهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض».
وأضاف «نحن اليوم أمام قوى غير مسؤولة نهجها الإرهاب والفوضى، لا تحترم المواثيق والعهود، ولا ترى في الآخر سوى تابع خاضع لسطوتها وعنجهيتها، وهو الأمر الذي يفرض علينا الدفاع عن مكتسبات شعبنا وحريته في وجه آلة الحرب والإرهاب التي تصدِّرها منظومة قوى نظام صنعاء إلى الجنوب على مدى 3 عقود».
19 أيار / مايو: عيدروس الزبيدي إلى الرياض
تطورّات الأحداث العسكرية في أبين، دفعت السعوديين لدعوة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى أراضيها.
ووصل مساء الثلاثاء 19 مايو، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، ووفد المفاوضات بالمجلس، العاصمة السعودية الرياض، قدموا من الإمارات، بدعوة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. [31]
2 حزيران / يونيو: اغتيال الصحفي نبيل القعيطي
في حادثة هزّت الجنوب والوسط الصحفي العالمي، اغتال مسلحون مجهولون الصحافي الجنوبي نبيل حسن القعيطي المتعاون مع وكالة فرانس برس ووسائل إعلام أخرى في عدن جنوب اليمن أمام منزله بدار سعد، عقب عودته بساعات من تغطية المعارك العسكرية الدائرة في محافظة أبين.
ووصفت اللجنة الدولية للصحفيين عملية الاغتيال بـ "الإرهابية".
وقال مصدر أمني محلي في عدن لوكالة فرانس برس "اعترض مسلحون مجهولون سيارة القعيطي بعد خروجه من منزله وأطلقوا النار عليه ما أدى إلى وفاته"، مضيفا أن "المسلحين تمكنوا من الفرار".
وقالت الوكالة الفرنسية أن القعيطي كان يتعاون معها في اليمن منذ بداية عام 2015، تاريخ بدء التدخل السعودي في حرب اليمن على رأس تحالف عسكري. [32]
وصفت المنظمة الدولية البارزة مراسلون بلا حدود خبر اغتيال المصور نبيل حسن القعيطي بأنه ضربة قاسية للعاملين في وسائل الإعلام في اليمن، مشيرة إلى أن القعيطي وعائلته كانوا هدفا لانتقادات أنصار الحكومة اليمنية وحزب الإصلاح. [33]
وعلى الرغم من وعود المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الأمنية بالقبض على المشتبه بهم بارتكاب الجريمة، إلا أنه لم يتم التحقيق في القضية، وتم إغلاق ملفها، بصورة مريبة منذ أشهر.
24 حزيران / يونيو: الشرعية تقصف نصاب
ومع استمرار القتال في أبين، وسّعت القوات الموالية للحكومة مواجهاتها مع القبائل في محافظة شبوة في محاولة لكبح جماح المعارضة الشعبية ضد السلطات، التي تحكم المحافظة، والمتهمة بتنفيذ أجندة حزب الإصلاح، وهو الفرع اليمني لتنظيم الإخوان المسلمين.
وقالت وسائل إعلام ونشطاء محليون أن طفلين وامرأة أُصيبا بجراح، فيما قُتل شخصان آخران، نتيجة قصف مدفعي نفذته وحدات عسكرية من اللواء (21 ميكا) والقوات الخاصة التابعة للحكومة اليمنية، في مديرية نصاب بمحافظة شبوة. [34]
20 حزيران / يونيو: إعلان استعادة السيطرة على سقطرى وطرد الإخوان
عقب أن أصدر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي قرارا بتعيين رأفت علي الثقلي، رئيساً للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أرخبيل سقطرى في منتصف أبريل الماضي، تسارعت تراجيدية الأحداث في الجزيرة الاستراتيجية نحو استكمال سيطرة القوات الجنوبية على الجزيرة، وعاصمتها حديبو يومي 19 و20 يونيو 2020، معلنة بذلك نهاية سيطرة القوات الحكومية التي يقودها المحافظ المنتمي لحزب الإصلاح في اليمن رمزي محروس.
وتم فرض السيطرة على الجزيرة عقب محاولة اغتيال تعرض لها الثقلي، وأعمال تعسفية طالت شخصيات عسكرية وسياسية تتبع المجلس الانتقالي في الجزيرة. وتتهم أطراف في الحكومة اليمنية التحالف العربي، بتسهيل سيطرة قوات المجلس الانتقالي على الأرخبيل. [35]
18 تموز / يوليو: مليونية حضرموت
على صعيد متصل وبهدف استعراض العضلات الشعبية والجماهيرية، وتحسين المواقف السياسية للمجلس الانتقالي، خرج مئات الآلاف من أهالي مديريات محافظة حضرموت الساحل والوادي، في مليونية حاشدة، يوم 18 يوليو، كانت قد دعت لتنظيمها الإدارة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة.
المليونية، التي حسمت الميزان الجماهيري في المحافظة، عبرّت عن دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي، وجددت موقف حضرموت الشعبي إلى جانب المجلس، وطالبت بتطبيق قرار الإدارة الذاتية في المحافظة. [36]
22 تموز / يوليو: الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي
على الصعيد الاقتصادي، حذّرت منظمات تابعة للأمم المتحدة من أنّ أزمات اليمن الغارق بالحرب تهدّد بزيادة أعداد الذين يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي بنحو 1,2 مليون شخص خلال ستة أشهر.
وقال برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الأغذية والزراعة في بيان مشترك إنّ "الصدمات الاقتصادية والصراع والفيضانات والجراد والآن (وباء) كوفيد-19 يثيرون عاصفة يمكن أن تطيح بالمكاسب التي تحقّقت على صعيد الأمن الغذائي".[37]
25 تموز / يوليو: أعمال قمع واسعة تطال الجنوبيين في المهرة
بعد مليونية حضرموت بأسبوع، استطاع الآلاف من أهالي المهرة، قدموا من مديريات قشن وسيحوت وحوف وحصوين والمسيلة، باتجاه مدينة الغيضة، عاصمة المحافظة، من تنظيم ثلاث فعاليات في وقتٍ واحد، أعلنت "تأييدها المطلق للمجلس الانتقالي الجنوبي والإدارة الذاتية وتمكين أبناء الجنوب من إدارة شؤون محافظاتهم."
جاء ذلك على الرغم من أعمال قمع واسعة وإطلاق نيران حية، واقتحام ساحة الفعالية المركزية في مدينة الغيضة، من قبل مسلحين يتبعون الشيخ علي الحريزي، المتهم بتلقي تمويل من قطر وعمان، وقوات أمنية حكومية تتبع الرئيس هادي المقيم في الرياض، بحسب مصادر تحدثت لـ "سوث24". [38]
29 تموز / يوليو: آلية التسريع وإلغاء الإدارة الذاتية
بعد تسوية سياسية، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، من مقره في العاصمة عدن ، فجر الأربعاء، التخلي عن إعلان الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية، من أجل منح فرصة لتنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين حكومة هادي والمجلس في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
جاء البيان عقب وقت قصير من تقديم السعودية للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي آلية لتسريع العمل على تنفيذ اتفاق الرياض، وتشمل الآلية تخلي المجلس الانتقالي الجنوبي عن الإدارة الذاتية وتعيين محافظ ومدير أمن لمحافظة عدن وتكليف رئيس الوزراء اليمني ليتولى تشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوما، بحسب بيان مصدر مسؤول بثته وسائل الإعلام السعودية الرسمية.
وأصدر هادي بعد ذلك قرارا جمهورياً بتعيين أحمد حامد لملس محافظا لعدن، واللواء أحمد الحامدي مديراً للأمن في المدينة.
شكل الإعلان عن آلية التسريع، انفراجة جديدة في جدار الأزمة التي تعصف بين شركاء التحالف العربي في جنوب اليمن. [39]
14 آب / أغسطس: قرار السلام مع إسرائيل "شجاع"
في ملف آخر، رحّب قيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي باتفاقية التطبيع التاريخية التي أعلنت بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة في 14 آب / أغسطس.
واعتبر نائب رئيس المجلس، هاني بن بريك، أنّ ذلك يُعدّ "قراراً شجاعاً من قائد حكيم"، في إشارة إلى ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد.
واعتبر بن بريك أنّ "الاتفاق وضع خارطة طريق نحو تعاون مشترك مع إسرائيل وصولا لعلاقات ثنائية (مع الإمارات)".
وتلقفت وسائل إعلام إسرائيلية وأخرى موالية للإخوان المسلمين، التغريدة، ووظفها كل طرف لصالحه. تفاوتت المواقف في جنوب اليمن بين مؤيد ورافض لخطوة التطبيع مع تل أبيب. [40]
27 آب/ أغسطس: وصول محافظ عدن الجديد
وضمن تطبيع الأوضاع السياسية في جنوب اليمن، وصل محافظ العاصمة عدن الجديد، أحمد لملس، إلى مطار عدن الدولي، قادماً من الإمارات والرياض، في وقت كانت المدينة قد وصلت إلى ذروة أزماتها الاقتصادية والخدمية والإنسانية.
وبالرغم من استمرار المعارك في أبين، دعا لملس فور وصوله، إلى "وحدة الصف في عدن ونبذ الخلافات والسعي لإنقاذ المدينة"، وأكّدَ أنّ من ضمنِ أولوياته توفير الخدمات لأبناء عدن. [41]
3 أيلول / سبتمبر: شبوة تُربك حسابات الإخوان
في أول فعالية، منذ سيطرة السلطات الحكومية الموالية للإخوان المسلمين، عليها، شَهدت محافظةُ شبوة، فعاليةً جماهيريةً مهيبةً، أكّد فيها المشاركون دعم شبوة الكامل وتفويضها للمجلس الانتقالي الجنوبي.
أقيمت الفعالية التي حضرها عشرات الآلاف، بمنطقة المصينعة -إحدى مناطق مديرية الصعيد – وحاولت إظهار شعبية المجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة، والتعبير عن رفض الأهالي محاولات عزل محافظتهم عن محيطها الجنوبي - كما جاء في بيان الفعالية الختامي. [42]
04 تشرين الأول / أكتوبر: الانتقالي يقدمّ خطة الانسحابات العسكرية
وتزمناً مع الحراك الشعبي للمجلس، أعلن اللواء عيدروس الزبيدي، أنّ الانتقالي قدّم خططه لتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض الموقّع مع الحكومة اليمنية، وسط أنباء عن إعلان وشيك لحكومة المناصفة.
وذكر الزبيدي، حسب الموقع الرسمي للمجلس، أنّ الوفد التفاوضي للمجلس، قدّم خطته بشأن إعادة التموضع العسكري، حسب آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض، التي أعلن عنها التحالف العربي بقيادة السعودية نهاية يوليو/تموز الماضي. [43]
16 تشرين الأول / أكتوبر: مجلس الأمن يدعو الحكومة والانتقالي لتنفيذ اتفاق الرياض
إلى ذلك جدد أعضاء مجلس الأمن الدولي الترحيب بآلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض والوساطة التي تقودها المملكة العربية السعودية.
ودعوا، في بيان أصدره المجلس في 16 تشرين الأول، الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي "إلى التنفيذ الكامل لاتفاق الرياض بشكل عاجل."
وأكد أعضاء مجلس الأمن مجددًا بأنّ "الحل السياسي الشامل هو وحده الذي يمكن أن ينهي الصراع في اليمن، وأكدوا دعمهم الثابت للمبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث." [44]
27 تشرين الأول / أكتوبر: إحباط شحنة مخدرات كبرى
على الصعيد الأمني، أعلنت قوات الأمن في ميناء عدن، إحباط تهريب شحنة مخدرات ضخمة، دخلت على متن سفينة (MSC HINA) الليبيرية المياه الإقليمية لجنوب اليمن، قادمة من البرازيل مرورا بميناء الملك عبد الله (ميناء رابغ) السعودي، تحمل على متنها 934 حاوية تحتوي على مادة السكر.
واستطاعت القوات الأمنية الجنوبية ضبط مئات الكيلوجرامات من مخدرات الكوكايين والهيروين في 15 حاوية منها، كانت مُخبأةً في أكياس السكر.
وكانت السفينة، بحسب مصادر "سوث24"، تحمل على متنها 31 بحاراً، برحلة رقم (042)، وكيلها الملاحي (MCC YEMEN). ولاقت الخطوة ارتياحا شعبيا ورسميا واسعاً. [45]
22 تشرين الأول / أكتوبر: لقاء ثنائي بين هادي والزبيدي
في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، اجتمع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بشكل ثنائي، مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي في الرياض، لبحث مستجدات اتفاق الرياض.وأضافت المصادر أن هادي والزبيدي ناقشا وضع اللمسات الأخيرة على تشكيله الحكومة المشتركة الجديدة في إطار مخرجات اتفاق الرياض.ووصفت مصادر اللقاء بإنه "كان إيجابيا جدا". [46]
14 تشرين الثاني/ نوفمبر: مقتل قيادات من القاعدة في صفوف الشرعية
وعلى الصعيد العسكري كشفت قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين عن معلومات قالت أنها تثبت انخراط عناصر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في القتال إلى جانب القوات الحكومية اليمنية التي يُسيطر عليها حزب الإصلاح، في جبهات أبين، ضد القوات الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، بعضهم على ارتباط مباشر بشخصيات متهمة بتفجير المدمّرة الأمريكية "كول".
جاء ذلك بعد يوم واحد من مصرع قيادات متهمة بالارتباط بتنظيم القاعدة، بينهم علي أحمد القسمه، أثناء الهجوم التي شنته القوات الحكومية على مواقع القوات الجنوبية في جبهة شقرة والطرية، في أبين.
وبحسب الحزام الأمني، فقد تتلمذ "القسمه" على يد "محمد درامه المكنّى أبو البشر (المفتي الشرعي) للجماعات الإرهابية في جزيرة العرب وأحد المتهمين بتفجير المدمرة الأمريكية، "يو إس إس كول"، في سواحل عدن عام 2000." [47]
7 كانون الأول / ديسمبر: هجوم كبير للقاعدة على الحزام الأمني
وعقب هذه العمليات، شن تنظيم القاعدة هجوماً، هو الأكبر منذ أغسطس 2019، على نقطة عسكرية للحزام الأمني، جنوب مدينة لودر، بمحافظة أبين، أسفر عن مقتل ستة أفراد. [48]
وتبنى أنصار الشريعة العملية الإرهابية، وفقاً لوسائل إعلامية تتبع التنظيم الإرهابي في اليمن.
10 كانون الأول / ديسمبر: التحالف يُعلن بدء الانسحابات العسكرية وإعلان الحكومة
بعد مرور أكثر من سنة وشهر على توقيع اتفاق الرياض، أعلن التحالف العربي، الخميس، بشكلٍ رسمي عن استكمال كافة الترتيبات اللازمة لتطبيق آلية تسريع اتفاق الرياض، والإعلان عن حكومة المناصفة الجديدة، خلال أسبوع.
وأبلغت مصادر سياسية "سوث24" "عن توافق على إجراءات انسحاب عسكرية في محافظة أبين ستبدأ من ليل الأربعاء، على أن يتم الإعلان عن الحكومة المرتقبة خلال فترة أدناها أسبوع واحد."
ووفقاً لوكالة "واس" السعودية، فقد أعلن مصدر مسؤول في التحالف، بأنه تم "التوافق على تشكيل الحكومة اليمنية بعدد (24) وزيرًا ومن ضمنهم وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي ومختلف المكونات السياسية اليمنية.
ووفقا للتحالف "تم التوافق على إعلان الحكومة المشكلة فور اكتمال تنفيذ الشق العسكري وفي غضون أسبوع." [49]
18 كانون الثاني / ديسمبر: إعلان حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال
قبل أيام من نهاية العام الحالي 2020، وعقب سلسلة مفاوضات عسيرة رعتها المملكة العربية السعودية في الرياض، بقيادة نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قراراً جمهورياً استند فيه إلى عدة مرجعيات دستورية وقانونية، بينها اتفاق الرياض، بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور معين عبد الملك، وتضم 24 وزيراً مناصفة بين الجنوب والشمال.
وحصد المجلس الانتقالي الجنوبي خمس وزارات من إجمالي 13 وزارة من نصيب الجنوب، لأول مرة، يشارك فيها الجنوبيون بالمناصفة مع الشمال، منذ حرب اجتياح دولتهم في 1994. [50]
ولاقت الخطوة تفاؤلاً واسعاً بين المواطنين في جنوب اليمن، الذين سأموا من الحروب المتكررة في مناطقهم، ويتطلّعون للسلام أكثر من أي وقت مضى. وانخفض سعر العملة مقابل الدولار بشكلٍ ملحوظ بعد إعلان الحكومة الجديدة بساعات.
صورة جماعية لوزراء الانتقالي وقيادة المجلس والوفد المفاوض بالرياض. (سوث24)
ونال الإعلان عن حكومة المناصفة الجديدة، ترحيباً عربيا ودولياً واسعاً. واعتبرتها الأمم المتحدة خطوة هامة على طريقة الحل الشامل.
وأمس الخميس، التقى أعضاء الحكومة الجديدة، من المجلس الانتقالي الجنوبي، برئيس المجلس، اللواء الزبيدي، وفريق المفاوضات الجنوبي في الرياض.
ونشر مسؤولو المجلس، صورة جماعية ضمتهم، في مقر إقامة الوفد بالعاصمة السعودية، رأى مراقبون أنها حملت رسائل سياسية عديدة.
وعلى الرغم من التقدم السياسي الذي حققه الطرفان في جنوب اليمن، إلا أنّ العام 2020، سينقضي ولا تزال التحديات الاقتصادية والإنسانية، تهدد المواطنين في جنوب اليمن.
ستظل هذه الأزمات الأساسية إلى جانب ملف شمال اليمن، الواقع تحت سيطرة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، ومساعي الإخوان المسلمين لتعزيز سيطرتهم على منابع النفط في جنوب وشرق اليمن،بدعم إقليمي، إضافة إلى مستقبل الحل السياسي الشامل، وملف استقلال الجنوب، على طاولة الأزمات المعقّدة في العام 2021.
التحولات السياسية الدولية، مع وصول الرئيس الديمقراطي إلى البيت الأبيض، واتفاقات السلام العربية مع إسرائيل، وتعزيز الشراكة الخليجية الإسرائيلية، التي شهدها العام 2020، من شأنها التأثير على مستقبل بعض الملفات المرتبطة بمستقبل جنوب اليمن.
- هذه المادة حصرية بـ مركز سوث24 للأخبار والدراسات، يُمنع نشرها دون إذنٍ مسبق
- جميع المراجع المتعلّقة بهذه الأحداث الواردة، مرفقة بأرقام وروابط مدمجة في سياق النص